مدينة البرتقال أضحى فيها السلام حلما

 

تصاعدت حدة التوتر وأعمال العنف في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى وهو ما آثر بدرجة كبيرة على مختلف أشكال الحياة الطبيعية وتسبب في تعطيل مختلف الانشطة التعليمية والتجارية والصناعية مع تزايد مخاوف الاهالي من الخروج من منازلهم والتوجه إلى اعمالهم أو إرسال ابنائهم إلى المدارس والجامعات.

ويشير سكان محافظة ديالى إلى أن تسمية محافظتهم بهذا الاسم جاء نسبة الى نهر ديالى الذي كان يعرف قديما باسم (ديالاس) ، وظهرت ديالى للوجود بالصيغة التي نعرفها الان بعد ثورة العشرين وتأليف الوزارة العراقية في عهد الملك فيصل الأول.

وتشتهر محافظة ديالى بزراعة الحمضيات حيث يطلق على مركز المحافظة( مدينة بعقوبة) بمدينة البرتقال التي تعد من أبرز سمات المدينة اذ تتوسط برتقالة كبيرة وسط نافورة مياه وسط سوق بعقوبة الكبير لتدل على ان المدينة هي الاولى في البرتقال والحمضيات.

ويقول السيد حمدان عبدالله (67عاما) لوكالة أنباء ( أصوات العراق) " كانت مدينة بعقوبة تسمى بمدينة السلام ومدينة البرتقال ولكن السلام ضاع مع الامان الذي بات شبه حلم لجميع ساكني المدينة."

وأضاف " نحن اليوم نطالب الحكومة العراقية التدخل لفض النزاع الحاصل في المدينة ونحن نتعجب من الصمت الذي يبدو من قبل المسؤولين الذين يتغاضون بشكل علني عما يحدث من قتل وتهجير على الهوية في المدينة."

وأشار إلى أن " العديد من أهالي المدينة تركوا منازلهم ورحلوا الى مدن آمنة نسبيا مثل محافظات إقليم كردستان وبعض المناطق الجنوبية."

وقال عبدالله" لانعلم ما السبب الحقيقي وراء هذا التدهور الامني الحاصل في بعقوبة والاقضية الاخرى خاصة وأن أغلب الاهالي يخشون حتى من الذهاب الى السوق الكبير خوفا من تعرضهم إلى القتل أو التفجير او إنفجار عبوة ناسفة هنا أو هناك."

وأضاف " لا نعلم الى متى سيبقى الحال هكذا في المدينة ولكن ما بيدنا من حيلة سوى الدعاء والتضرع الى الله العلي القدير ان يجعل المدينة آمنة مطمئنة."

من جانبه قال السيد سالم عزيز(33)عاما صاحب متجر في سوق بعقوبة " أصحاب المهن والمتاجر في سوق بعقوبة يخافون من مزاولة المهن والبيع والتجارة نتيجة الهجمات التي بدأت في المدينة."

وأشار إلى أن " العديد من أصحاب المتاجر لقوا حتفهم على أيدي جماعات مسلحة الامر الذي انعكس على لجوء كثير منهم لغلق محلاتهم خوفا من هجمات جديدة تطالهم."

وأضاف " تردي الامن جعل الكثير من أبناء ديالى يهجرون محالهم ومنازهم ورحلوا خارج القطر الى الاردن وسوريا وغيرها من الاقطار العربية التي بدأت تحتضن العراقيين هربا من الموت الذي أصبح أمرا حتميا للعاملين في سوق بعقوبة الذي بات أشبه بمدينة أشباح قلما تجد فيها أناس يتسوقون بشكل مستمر."

وأوضح " الكل يأتي بسرعة ويتسوق الذي يريد ومن ثم يتجه الى منزله ليسلم هو وعائلته من تردي الامن في المدينة."

وقال " لانعلم الى متى سوف يبقى الحال هكذا قتل وتهجير والحياة معطلة في اغلب مرافقها في المدينة الكل مستهدف صاحب المتجر بائع السجائر الموظف المعلم والطلبة رجال الامن لا احد يسلم من دائرة العنف الذي لااحد يستطيع وقفه."

ويرى الدكتور (ع - ن) الاستاذ في جامعة ديالى أن " ما يجري في ديالى تقف وراءه جهات لا نعلمها هي التي تعمل في الخفاء لتزيد من تدهور الاوضاع الامنية في بعقوبة."

وأضاف أن " العديد من الكفاءات العملية في جامعة ديالى هاجرت خارج القطر الى جانب العديد من الاطباء المختصين الذي حزموا أمتعتهم ورحلوا الى دول الجوار خوفا من تعرضهم الى أعمال تصفية وإغتيالات."

وأشار إلى أن " أكثر من 9 من الاساتذة قتلوا في ديالى كما يخشى العديد من الطلبة من الانتظام في الدوام الرسمي نتيجة لتردي الاوضاع الامنية في المدينة."

من جانبها قالت السيدة (ر - ف ) 45 عاما ربة بيت" أغلب أبناء المدينة في بعقوبة علقوا دراستهم نتيجة لتردي الاوضاع الامنية ، كما أغلقت العديد من المدارس ابوابها ومازالت مغلقة نتيجة تردي الاوضاع الامنية في المدينة."

وأضافت " أنا أم لاربعة أطفال وأخاف أن أرسل أبنائي الى مدارسهم نتيجة لتردي الامن الى جانب التخوف من الاختطاف الذي بات لايفرق بين طفل وامرأة وشيخ وشاب وأن أغلب العوائل في المدينة قرروا عدم إرسال أبنائهم الى المدارس كي لايتعرضوا الى اي تهديد او قتل نتيجة الانفجارات وأعمال أخرى تطال المدنيين."

وفي الاطار نفسه قال السيد ناصر علي 44 عاما كاسب" الدراسة والمدارس في اغلب انحاء بعقوبة والاقضية المتوترة مغلقة منذ بداية العام وذلك بسبب عزوف الطلبة والمدرسين والمعلمين عن الانتظام بالداوم الرسمي نتيجة تصاعد أعمال العنف في بعقوبة بشكل عام."

وأضاف " لا نعرف الى متى ستبقى المدارس مغلقة ومصير الابناء مجهول، نطالب الحكومة العراقية بالتدخل لحل الازمة الكبيرة التي نعاني منها في المدينة."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   18  /تشرين الثاني  /2006 -26 /شوال /1427