أطلس الايديولوجية المتشددة يكشف اكثر المفكرين تاثيرا وبن لادن ليس اكثرهم

أفادت دراسة جديدة أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ربما يكون أبرز رمز للتشدد الاسلامي على مستوى العالم لكن تأثيره على الايديولوجية الاسلامية أقل بالمقارنة مع مفكرين اسلاميين أقل شهرة.

وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها يوم الاربعاء أن أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة لايبدو مهما بين المفكرين الاسلاميين رغم صورته كقوة محركة في شبكة القاعدة.

وكشفت الدراسة التي حملت عنوان "أطلس الايديولوجية المتشددة" والتي وضعها مركز مكافحة الارهاب بأكاديمية وست بوينت العسكرية أن الفلسطيني محمد المقدسي هو أكثر المفكرين الاسلاميين الاحياء تأثيرا.

ويقبع المقدسي الذي يتردد أنه كان المعلم لابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي قتلته القوات الامريكية في السجن بالاردن.

ويتبع مركز مكافحة الارهاب أكاديمية وست بوينت العسكرية التي تدرب ضباطا في الجيش الامريكي. وقائدها هو الجنرال المتقاعد وين داونينج الذي كان قائدا للعمليات الخاصة الامريكية.

وتناولت الدراسة أكثر الكتب والمقالات التي نشرت على مواقع الانترنت التي يستخدمها تنظيم القاعدة على مدى العام المنصرم. وأدرجت أسماء نحو 60 شخصية معاصرة بينها الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون.

وأدرج اسم بن لادن بين أسماء تسع شخصيات تتنافس على المركز الرابع في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا. ولم يدرج اسم الظواهري.

وقال واضعو الدراسة "كما كان متوقعا فان بن لادن يحتل مركزا في قائمة المفكرين المؤثرين رغم أنه أقل تأثيرا في شبكة المؤثرين مقارنة مع المقدسي وغيره."

وأضافوا "ومساعده الظواهري الذي كثيرا ما يصوره الاعلام الغربي على أنه العقل الاساسي في الحركة الجهادية ليس مهما على الاطلاق في الحركة الفكرية الجهادية."

وتابعوا "من المؤكد أن للرجلين تأثير كبير على الحركة الجهادية الاوسع نطاقا لكن بياناتنا تظهر أن تأثيرهما - ان وجد أصلا محدود للغاية على المفكرين الجهاديين."

التمييز مهم هنا لان مسؤولين في المخابرات الامريكية ومحللين مستقلين يقولون ان مستقبل الحركة الاسلامية يعتمد على النقاش الفكري الديني بشأن المقاومة العنيفة الذي زاد بنشاط على الانترنت.

ويقول مسؤولون سابقون وحاليون في المخابرات ان ادارة بوش لم تكن مستعدة للتأثير بشكل مباشر على هذا النقاش بسبب افتقارها للمصداقية في العالم الاسلامي.

لكن واشنطن سعت لتأييد مساعي الدول الاسلامية من مصر الى ماليزيا لمكافحة الدعاوى الدينية التي تؤيد التفجيرات الانتحارية وقتل المدنيين.

وذكرت الدراسة أن الاسلاميين الذين يروجون للعنف يمكن تقويض مصداقيتهم من خلال رجال الدين الذين يتبعون المذهب السلفي الذي تستمد تنظيمات مثل القاعدة وغيرها منه شرعيتها. وتخلص الى أن المتشددين الذين يروجون للعنف هم قلة بين السلفيين.

وقالت الدراسة "المفكرون السلفيون ولا سيما علماء الدين السعوديون هم أفضل من يمكنه تقويض مصداقية هذه الحركة."

وأضافت "بسبب نفوذهم فان هؤلاء الرجال هم أفضل من يستطيع اقناع الجهاديين بالتخلي عن تكتيكات محددة."

من جهة اخرى قال مسؤولون في المخابرات الامريكية ان القاعدة نشطت عملياتها انطلاقا من ملاذات آمنة على الحدود الافغانية الباكستانية وانها تشكل تحديا متناميا للمصالح الامريكية في العراق وفي افغانستان ايضا.

وبعد مرور خمس سنوات على الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 وسقوط حكومة طالبان في افغانستان استبدلت شبكة القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن قادتها الذين قتلتهم او اسرتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها بقادة جدد.

وقال مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي ان القاعدة "أظهرت قدرة على استعادة نشاطها."

وأضاف هايدن "خسارة القاعدة لمجموعة من قادتها منذ 11 سبتمبر كان ملموسا لكن هذا خفف منه بصراحة مجموعة من الافراد من الرتب الصغرى كانت قادرة على النهوض وتولي المواقع القيادية.

"القادة الجدد هم في الاربعين ويشاركون منذ عقدين في الجهاد العالمي."

وكان مدير السي.اي.ايه يدلي بشهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في جلسة عن العراق وافغانستان هو واللفتنانت جنرال مايكل ميبلز مدير وكالة المخابرات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون).

وتصاعد القتال الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق كما زادت الهجمات التي تشنها طالبان المدعومة من القاعدة في افغانستان مما زاد من قلق المشرعين الامريكيين على توجه السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وجنوب آسيا.

ومن دواعي القلق ايضا قدرة القاعدة على التأثير على خلايا تنمو في الداخل في دول غربية منها بريطانيا حيث احبطت السلطات خطة مزعومة لنسف طائرات ركاب متجهة الى الولايات المتحدة.

وأقر هايدن بأن ابن لادن والرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري اللذين يعتقد انهما مختبئان في منطقة حدودية جبلية وعرة بين افغانستان وباكستان تمكنا من الحفاظ على تماسك القاعدة من ملاذهما الآمن.

وقال هايدن "الملاذ الامن يعطيهما مساحة على المستوى النفسي والجسدي لعقد الاجتماعات والتدريب والتخطيط والاعداد لهجمات جديدة."

وقال ميبلز لاعضاء لجنة مجلس الشيوخ "دون حدوث تغيير شامل وأساسي لجعل المنطقة الحدودية مباحة ستظل القاعدة تهديدا خطيرا على الامن في افغانستان وعلى مصالح الولايات المتحدة في شتى انحاء العالم."

ورغم مقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق أقر مسؤولا المخابرات بأن القاعدة مازالت العنصر الاساسي المحرك للعنف الطائفي في العراق والذي سيزداد على الارجح.

وألقى هايدن باللوم على القاعدة في اشاعة "ما يقرب من ارهاب شيطاني" بين الجماعات الشيعية التي صعدت ميليشياتها العنف في العراق.

وظهر الاسبوع الماضي شريط صوتي لابي حمزة المهاجر زعيم القاعدة الحالي في العراق يسخر من ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ويهدد بنسف البيت الابيض.

وزعم هايدن تحقيق نجاح في تفكيك التسلسل القيادي الذي دبر ونفذ هجمات سبتمبر لكنه أقر بان واشنطن لا تفهم سوى بشكل جزئي الصلات بين الجماعات المتشددة الاقليمية والقاعدة وبدأت لتوها في تحليل تأثير القاعدة على ما يعرف باسم الخلايا التي تنمو في الداخل والتي تتبنى معتقدات الشبكة.

وقال هايدن "هذا هو في النهاية الذي سيحدد المنتصر في الحرب. كيف تفهم من تلهمهم القاعدة. انت لا ترى تحركات الافراد او الاموال او الامدادات لكنك ترصد تحركات الافكار."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس   16  /تشرين الثاني  /2006 -24 /شوال /1427