هل تدخل ايران رسميا في لعبة الشرق الاوسط بحمولتها النووية ام تواجه بضربة وقائية؟

قال البيت الابيض يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ليست في حاجة الى تعديل موقفها تجاه ايران لكن يستلزم على ايران ان تقوم بدور بناء في الشرق الاوسط.

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في وقت سابق انه مستعد للتباحث مع الولايات المتحدة شريطة ان يكون هناك تغيير في موقف واشنطن التي تواجه ضغوطا للتعامل مباشرة مع طهران للمساعدة في تخفيف العنف في العراق.

وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض "انني لا اعتقد ان المسألة تدور حول تعديل موقف الولايات المتحدة. الموقف الجماعي للعالم هو ان ايران تحتاج لان تقوم بدور بناء في المنطقة و لا تتدخل في العراق وتوقف أنشطة النخصيب."

وقال جوندرو ان زعماء بريطانيا والعراق عبروا عن اراء مماثلة وان "الرئيس جورج بوش اوضح موقفه."

ويواجه بوش ضغوطا لتغيير سياسته في العراق بعد ان فقد حزبه الجمهوري سيطرته على الكونجرس في انتخابات الاسبوع الماضي ويقول البعض انه ينبغي له ان يبدأ حوارا مع ايران وسوريا للمساعدة في تهدئة الموقف في العراق.

وقال مسؤول رفيع في الحكومة الامريكية يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة ودولا اخرى قد تضطر يوما ما الى دراسة توجيه ضربة وقائية اذا واصلت ايران وكوريا الشمالية السعي لاكتساب اسلحة نووية.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها ايران بالسعي لاكتساب اسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة وتعمل جاهدة من اجل فرض عقوبات للامم المتحدة. وتنفي طهران هذا الاتهام.

واجرت كوريا الشمالية تجربة تحت الارض لما يعتقد انه سلاح نووي صغير الشهر الماضي.

وقال المسؤول الامريكي الذي طلب الا ينشر اسمه انه اذا رفضت كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي واكتسبت ايران قدرات للاسلحة النووية فان ذلك سيجعل الدول الاخرى في منطقتيهما تسعى الى امتلاك اسلحة نووية.

وقال المسؤول للصحفيين "اننا الولايات المتحدة واخرين قد يصبحون معرضين للخطر من هذه التطورات سنضطر الى النظر في كيفية الرد واعتقد اعتقادا جازما ان الناس سيضطرون الى النظر في مسألة ضربة وقائية."

واضاف قوله "أعتقد انه لا بد لأي حكومة امريكية وليس فقط هذه الحكومة ولكن الحكومات المقبلة ان تضطر الى النظر في استراتيجيات توجيه ضربة وقائية."

وقال انه لا يقصد ان الولايات المتحدة ستشن هجوما وقائيا "غدا".

واستدرك بقوله انه قد تحدث حالة من عدم التيقن بشان صاروخ في ايدي احدى الدول وما اذا كان له رأس حربية نووية.

وقال "في ظل تلك الظروف قد يحس البعض بميل الى ضربة وقائية وليس الولايات المتحدة فحسب ... بل ان اخرين قد يشعرون انهم معرضون للخطر في المنطقة قد يشعرون بميل اكبر الى ضربة وقائية من اجل الدفاع."

وحث المجتمع الدولي على التفكير جيدا في تكلفة السماح لايران بمواصلة التحرك على الطريق الذي تسيره فيه.

ويقول الرئيس جورج بوش انه يفضل حلا دبلوماسيا لقضية ايران لكنه رفض استبعاد شن هجوم عسكري.

ويقول مسؤولون امريكيون وخبراء مستقلون ان شن هجوم امريكي على ايران سيؤخر البرنامج النووي لطهران ما لا يقل عن اربعة اعوام.

وكان محللون تكهنوا بان اسرائيل قد تدرس شن هجوم على ايران اذا احست انها معرضة للخطر. وقال مسؤول ايراني هذا الاسبوع ان ايران سترد بسرعة اذا تعرضت لهجوم اسرائيلي.

بدوره عبر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الثلاثاء عن استعداد ايران التباحث مع الولايات المتحدة شريطة ان تغير واشنطن موقفها.

وقال الرئيس الايراني في مؤتمر صحفي اذيعت وقائعه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون الايراني "قلنا منذ البداية اننا سنتباحث مع الحكومة الامريكية لكن تحت شروط. اذا صححوا نهجهم فسنتباحث معهم مثلهم مثل الاخرين."

وكانت نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي قد وضعت ضغوطا على الحكومة الامريكية من جانب الديمقراطيين الامريكيين ومن حلفائهم في الخارج على حد سواء من اجل التباحث مع ايران بشأن تخفيف حدة العنف في العراق.

من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين ان اسرائيل والولايات المتحدة على "تفاهم تام" بشان ايران في الوقت الذي رفض الرئيس الاميركي جورج بوش اجراء اية محادثات مباشرة مع طهران اذا لم تعلق برنامجها النووي.

وحذر بوش عقب لقائه اولمرت من ان امتلاك ايران اسلحة نووية سيجعل منها قوة "تزعزع الاستقرار بشكل هائل" وانه اذا واصلت الجمهورية الاسلامية "التقدم في برنامجها فسيكون لذلك عواقب".

وصرح بوش للصحافيين في البيت الابيض "اذا اراد الايرانيون التحاور معنا فقد اظهرنا لهم الطريق لذلك وهو ان يوقفوا انشطتهم لتخصيب اليورانيوم بشكل يمكن التحقق منه".

وقال اولمرت الذي كان يتحدث بالعبرية عقب اللقاء "ان موقفنا هو ان علينا ان نفعل كل ما بوسعنا للتأكد ان الايرانيين لن يتخطوا العتبة التكنولوجية التي تسمح لهم بتطوير اسلحة نووية". واضاف انه اجرى "محادثات معمقة" مع بوش وان الزعيمين على "تفاهم تام حول اهدافهما" المتعلقة بايران.

وغداة تلك التصريحات اكد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي ان ايران ليست "طالبة" مفاوضات مع الولايات المتحدة بشان العراق. وقال في مؤتمر صحافي ان "موقف الجمهورية الاسلامية واضح لسنا طالبي مفاوضات" مع الولايات المتحدة.

واضاف "في الماضي طلب بعض المسؤولين العراقيين مفاوضات بين ايران والولايات المتحدة لمساعدة العراق. وافقت ايران لكن وبسبب سوء نية الاميركيين واستخدامها للدعاية للولايات المتحدة عدلت ايران عن ذلك".

وقالت اسرائيل تدعمها الولايات المتحدة انه يجب فرض العقوبات على ايران بسبب عدم انصياعها للمطالب بتعليق انشطتها النووية الحساسة. وتعتبر اسرائيل ايران عدوها الرئيسي وتشير الى دعوات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بشطبها من الخارطة.

ويعتقد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط باكملها التي تمتلك اسلحة نووية الا انها لا تنفي او تؤكد ذلك.

الا ان مسؤولين اسرائيليين صرحوا لوكالة فرانس برس ان القمة بين بوش واولمرت "لا تهدف الى مناقشة سياسات معينة بل لتقديم فرصة لتبادل الاراء حول التطورات الحالية".

وكان اولمرت قال لتلفزيون "ان بي سي" الاميركي انه يامل في ان تنجح الدبلوماسية في الحيلولة دون سعي ايران الى مواصلة برنامجها النووي. واضاف قبيل اجتماعه بالرئيس الاميركي انه "لن نسمح بامتلاك ايران اسلحة نووية".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت بلاده تفكر في توجيه ضربة استباقية تستهدف منشات ايران النووية قال اولمرت "آمل ان لا نضطر الى الوصول الى هذه المرحلة".

الا ان اولمرت قال ان خياره الاول سيكون التوصل الى حل عن طريق التفاوض. واضاف "ان اية تسوية تساعد على منع ايران من امتلاك قدرات نووية وتكون مقبولة للرئيس بوش ستكون مقبولة لي".

وردا على سؤال حول الفترة التي يعتقد انها تستلزم ايران لتطوير اسلحة نووية قال اولمرت "للاسف فإن تلك الفترة اقصر مما يعتقد معظم الناس". واضاف "لا اريد ان اقيس ذلك بالايام او الاسابيع ولكن اعتقد ان ذلك بات قريبا جدا".

واكد اولمرت انه لا يسعى للحصول على الحماية من واشنطن في مواجهة ايران وقال "انا لا ازور الولايات المتحدة للطلب من اميركا انقاذ اسرائيل" مضيفا ان بلاده تعلمت الدروس من المحرقة النازية والحرب العالمية الثانية.

وتابع "انا لا ابحث عن الحروب او المواجهات بل أبحث عن النتائج" مضيفا انه يرى ان النتيجة الوحيدة المهمة هي "اذا كنا سننجح في وقف ايران من امتلاك اسلحة نووية". واكد ان "هذه القضية لا تخص اسرائيل فقط. بل انها قضية اخلاقية تعني العالم باكمله ويجب على العالم ان يوقفها".

وصرح اولمرت في مقابلة نشرتها مجلة "نيوزويك" على موقعها على شبكة الانترنت السبت "لكن لا اعتقد ان ايران ستقبل باية تسوية ما لم تكن هناك اسباب جيدة تجعلها تخشى نتائج عدم التوصل الى تسوية". واضاف "بعبارة اخرى يجب ان تبدأ ايران بالشعور بالخوف".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت اسرائيل مستعدة لعمل عسكري لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي قال اولمرت ان الدولة العبرية "لديها خيارات كثيرة" لكنه رفض التحدث عنها. وتابع انه "من غير المقبول على الاطلاق بالنسبة لاسرائيل قبول التهديد بوجود ايران نووية".

من ناحية اخرى قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة تراجعت اليوم الاثنين عن سياستها للسعي لاجراء اتصالات مباشرة مع ايران حول سبل تخفيف حدة العنف في العراق معتبرا ان طريقة الاتصال هذه "لم تنجح".

واضاف "لقد مررنا بفترة كانت قناة الاتصال تلك معروضة" في اشارة الى الاتصالات بين السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد والسلطات الايرانية بتصريح من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء   15  /تشرين الثاني  /2006 -23 /شوال /1427