قال المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي إن
الفضائيات اليوم هي من أفضل الوسائل لنشر تعاليم أهل البيت سلام الله
عليهم معللا ذلك بان العمل عبر الفضائيات يكون سبباً لهداية الكثير من
الناس بنور أهل البيت سلام الله عليهم، وهذا ما له عند الله عزّ وجلّ
أجر عظيم وأن عالم اليوم هو عالم الإتصالات والتقنية الإعلامية، وتوجد
في كثير من مناطقه نوع من الحرية، وهذه خير فرصة لإستثمارها في تبليغ
التشيّع، وتعريف العالم بفكر أهل البيت سلام الله عليهم.
جاء ذلك عندما قام السيد مهدي الإمامي وجمع من مسؤولي وموظفي «قناة
سلام الفضائية» بزيارة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي في بيته
المكرّم بمدينة قم المقدسة يوم الخميس الموافق للسابع عشر من شهر شوال
المكرّم 1427 للهجرة، حيث قال سماحته:
كلّما انتشر التشيّع في عالم اليوم كان ذلك مدعاة لسرور مولانا
المفدّى الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف. فقبل
قرون وسنين لم يكن أحد من سكان العراق وسورية وتركية وإيران وفي غيرها
من البلاد الإسلامية يعرف علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وما كان أحد
يذكر اسم مولاتنا الزهراء سلام الله عليها. بل أي شخص كان يذكر رواية
أو حديثاً في فضائل ومناقب أهل البيت سلام الله عليهم فإنه كان يتعرّض
للضغوط الاجتماعية والأذى والتعذيب والقتل. وكان يكفي أن يشار إلى شخص
ما أنّه شيعي ليصبّوا عليه العذاب صبّاً.
وقال سماحته: إن محمد بن أبي عمير كان من خواصّ أصحاب الإمام موسى
بن جعفر سلام الله عليهما وذكرت الروايات الشريفة في حقّه تعابير، ليس
جزافاً إن قلنا أنها جعلته في مقام سلمان المحمدي رضوان الله عليه،
ولعلّه يوم القيامة يتبيّن أن مقامه أعلى من مقام سلمان. هذا الصحابي
الجليل سجنه هارون العباسي سبعة عشر عاماً، والله يعلم كم تعرّض إلى
الأذى والعذاب من قبل جلاوزة هارون.
وذكر التاريخ عنه أمرين لم يذكرهما لغيره. فقد كان من المعمول لدى
السلاطين أنهم ما كانوا يحضرون عمليات تعذيب الضحايا حتى لا تنسب لهم
هذه المظالم. لكن هارون حضر بنفسه عندما جلدوا محمد بن أبي عمير
بالسياط، هذا أولاً.
أما ثانياً فقد نقلوا في التاريخ أنه من جملة الأدوات التي كانت
تستعمل لتعذيب السجناء خشبة كان طولها نصف متر وعرضها عشرون سانتيمتراً،
وكانوا يجعلون فيها مسامير، وكانوا يعرّون السجين ويضربونه بهذا الخشبة.
فكان بعض السجناء يغمى عليه بأول ضربة. وقد ضرب محمد بن أبي عمير بهذه
الخشبة ألف ضربة. ولعل بقائه حيّاً بعد كل هذا التعذيب القاسي هو عدم
حلول أجله الذي كتبه الله تعالى له.
ثم تطرّق سماحته إلى ذكر الفرق بين عالم اليوم وعالم القرون الماضية
في جانبي (الحرية) و(وسائل الإعلام والاتصالات) وقال: جاء في الروايات
الشريفة عن الإمام الصادق سلام الله عليه أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ
بِالْحِيرَةِ فِي زَمَانِ أَبِي الْعَبَّاسِ (المنصور الدوانيقي):
إِنِّي دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَقَدْ شَكَّ النَّاسُ فِي الصَّوْمِ وَهُوَ
واللَّهِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَصُمْتَ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: لا، وَالْمَائِدَةُ
بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: فَادْنُ فَكُلْ. قَالَ: فَدَنَوْتُ فَأَكَلْتُ.
قَالَ: وَقُلْتُ: الصَّوْمُ مَعَكَ وَالْفِطْرُ مَعَكَ. فَقَالَ
الرَّجُلُ لأبِي عَبْدِ اللَّهِ سلام الله عليه: تُفْطِرُ يَوْماً مِنْ
شَهْرِ رَمَضَانَ؟! فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ أُفْطِرُ يَوْماً مِنْ
شَهْرِ رَمَضَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقِي.
فعقّب سماحته قائلاً: لحسن الحظ أن عالم اليوم هو عالم الإتصالات
والتقنية الإعلامية، وتوجد في كثير من مناطقه نوع من الحرية، وهذه خير
فرصة لإستثمارها في تبليغ التشيّع، وتعريف العالم بفكر أهل البيت سلام
الله عليهم.
وشدّد سماحته قائلاً: إن التشيّع عقيدة مطابقة للحقيقة وللفطرة
السليمة، ولا شائبة فيها، ولهذا السبب نجد أن كثيراً من الناس عندما
يعرفون حقيقة تعاليم أهل البيت سلام الله عليهم يستبصرون بلا أدنى
تأمّل، وحتى غير المعاندين يقرّون بهذه الحقيقة أيضاً. وقد جاء في
الحديث الشريف عن الإمام الرضا صلوات الله عليه: «فإنّ الناس لو علموا
محاسن كلامنا لاتّبعونا».
ووصف سماحته وسائل الأعلام وبالخصوص (الفضائيات) بأنها خير وسيلة
لنشر وتعميم فكر أهل البيت سلام الله عليهم وثقافتهم الراقية وقال:
إن الفضائيات اليوم هي من أفضل الوسائل لنشر تعاليم أهل البيت سلام
الله عليهم. فيجدر الاهتمام بهذه المسألة أكثر والعمل على تهيئة
مستلزمات تأسيسها، فلعل العمل عبر الفضائيات يكون سبباً لهداية الكثير
من الناس بنور أهل البيت سلام الله عليهم، وهذا ما له عند الله عزّ
وجلّ أجر عظيم.
وفي الختام أوصى دام ظله الحاضرين وكل العاملين في مجال النشاط
الديني والثقافي والإعلامي بضرورة الالتزام بأمرين هما:
1. الإخلاص في العمل.
2. الجدّ والاجتهاد.
وقال: إن للمخلصين والساعين عند الله تعالى مقاماً رفيعاً وثواباً
عظيماً.
جدير بالذكر، أن قناة سلام هي إحدى الفضائيات الدينية المستقلّة
التي تهدف إلى نشر تعاليم أهل البيت سلام الله عليهم، وتبثّ برامجها
باللغة الفارسية على مدار الأربع والعشرين ساعة.
المصدر: s-alshirazi.com
|