
قام دونالد رامسفيلد الذي كان يمثل شخصية قوية كوزير للدفاع
بالتخطيط لحرب العراق وتنفيذها لكن تركته سوف يحكم عليها على انها كانت
صراعا باهظا للولايات المتحدة فيما يتعلق بالأرواح والأموال.
واشرف رامسفيلد باعتباره وزير دفاع بوش منذ عام 2001 على غزو كل من
افغانستان والعراق. وسعى الى تحديث الجيش الامريكي. واقام معتقل خليج
جوانتانامو للارهابيين الاجانب المشتبه فيهم. وكان مسؤولا عن وزارة
الدفاع اثناء فضيحة انتهاك السجناء في سجن ابو غريب بالعراق.
واستمتع رامسفيلد المليونير الساحر والساخر في ان واحد (74 عاما)
بمستوى من النفوذ كوزير دفاع ربما لم يدانه سوى روبرت مكنمارا الذي عمل
مع الرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون في حرب فيتنام. وقاد الرجلان
وزارة الدفاع اثناء حروب لم تحظ بدعم شعبي.
وأثار رامسفيلد ردود فعل غاضبة في الداخل والخارج خلافا لما هو
معتاد بالنسبة لمجرد وزير في مجلس الوزراء.
ونظر المعجبون برامسفيلد اليه على انه وطني انعش جيشا اضعفه التمويل
غير الكافي في التسعينيات. وانه وضع خطط الحرب المبتكرة التي اطاحب
بزعماء طالبان من السلطة في افغانستان والرئيس صدام حسين في العراق كما
ظل متيقظا ازاء التهديدات ضد الولايات المتحدة.
ولكن منتقديه وصفوه بأنه داعية حرب متهور أساء التخطيط لاحتلال
العراق وارسل عددا قليلا من الجنود ولم يتوقع المقاومة المسلحة الدامية
ووضع الجنود في موضع القتال دون دروع كافية وشوه سمعة الولايات المتحدة
بموافقته على سوء معاملة السجناء.
غير انه كتب في "قواعد رامسفيلد" وهي تجميع للحقائق تعود الى
السبعينيات "مالم تتعرض للانتقاد..فانت لا تفعل الكثير."
وقد يكون اقتباس اخر من قواعد رامسفيلد مناسبا على نحو مساو وهو "من
الاسهل ان تدخل الى شيء عن ان تخرج منه."
وفي العراق كلفت الحرب اكثر مما كان متوقعا فيما يتعلق بالكلفة
المالية والبشرية. وبعد اكثر من ثلاث سنوات من الحرب لازالت القوات
الامريكية تواصل قتالها ضد المسلحين. وقتل اكثر من 2800 جندي امريكي
كما قتل عشرات الالاف من العراقيين.
وكلفت الحرب في العراق الولايات المتحدة مئات المليارات من
الدولارات.
أثار رامسفيلد استياء بعض حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين واتسمت
علاقته بالبرود بأعضاء الكونجرس كما خاض معارك مع منافسيه من الوزراء
ومن بينهم وزير الخارجية السابق كولين باول كما لجأ الى ترهيب بعض كبار
قادة القوات المسلحة.
واستهدف رامسفيلد ايضا منتقدي الحرب. وفي اغسطس آب ألقى كلمة ذكر
فيها باولئك الذين سعوا الى تهدئة النازيين قبل الحرب العالمية الثانية
وسأل "هل يفكر الناس حقيقة ان الدول الحرة يمكنها ان تتفاوض حول سلام
منفصل مع الارهابيين."
ودعا العديد من الديمقراطيين وعدد متزايد من الجمهوريين الى ابداله.
وهذا الربيع طالبت مجموعة صغيرة من جنرالات الجيش المتقاعدين
باستقالته واتهموه بارتكاب اخطاء استراتيجية في العراق وتجاهل مشورة
العسكريين. وكما فعل من قبل ابقي بوش على رامسفيلد على الرغم من
النداءات بابعاده. في عام 2004 رفض بوش مرتين ان يقبل عرض رامسفيلد
بالاستقالة اثناء فضيحة ابو غريب.
تولى رامسفيلد وهو من أطول وزراء الدفاع بقاء في المنصب وزارة
الدفاع مرتين أولاهما عام 1975 في عهد الرئيس جيرالد فورد الذي عينه
وزيرا وعمره 43 عاما وبهذا أصبح أصغر من شغلوا المنصب وقتئذ وشغل في
عهده أيضا منصب كبير موظفي البيت الابيض ثم عينه الرئيس جورج بوش في
ذات المنصب عام 2001 وبهذا أصبح أكبر من شغلوه سنا.
ونفذ رامسفيلد خطة فريدة في غزو افغانستان في عام 2001 بعد هجمات 11
سبتمبر حيث استخدم الكثير من قوة النيران الجوية وعددا ضئيلا من الجنود
للاطاحة بزعماء طالبان الذين وفروا الملاذ لاسامة بن لادن والقاعدة.
غير ان بن لادن لازال هاربا ولا زالت افغانتسان تعمها الفوضى والعنف.
وقادت القوات الامريكية غزوا للعراق في مارس اذار 2003 وبعد اكثر من
ثلاث سنوات ونصف السنة لا زالت الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 140 الف
جندي في العراق مع تزايد في العنف وزيادة عدد القتلى الامريكيين وتزايد
المخاوف بشأن حرب اهلية شاملة.
ورامسفيلد الذي ولد في شيكاجو في التاسع من يوليو تموز 1932 هو
مصارع سابق في الكلية وطيار بالبحرية وعضو بالكونجرس عن ولاية الينوي
ومسؤول تنفيذي تولى العديد من المناصب في ادارتي نيكسون وفورد.
وفيما يلي بعض الحقائق عن رامسفيلد:
أعجب البعض به بصفته وطنيا عمل على تقوية القوات المسلحة لكن
منتقديه وصفوه بأنه داعية حرب متهور أساء التخطيط لاحتلال العراق ولم
يتوقع المقاومة المسلحة الدامية وأرسل الجنود للقتال دون دروع كافية
وشوه سمعة الولايات المتحدة بموافقته على سوء معاملة السجناء.
أثار استياء بعض حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين واتسمت بالبرود
علاقته بأعضاء الكونجرس بل وببعض أعضاء الحزب الجمهوري من زملائه كما
خاض معارك مع منافسيه من الوزراء ومن بينهم وزير الخارجية السابق كولين
باول كما لجأ الى ترهيب بعض كبار قادة القوات المسلحة.
في أوائل عام 2006 اتهمته مجموعة صغيرة من جنرالات الجيش المتقاعدين
بارتكاب أخطاء استراتيجية فادحة في العراق وتجاهل نصيحة قادته وطالبوا
باستقالته لكن الرئيس جورج بوش أبقى عليه على الرغم من الصيحات
المنادية باستقالته.
بالنسبة لخطة حرب العراق أصر رامسفيلد على ارسال عدد قليل نسبيا من
القوات مع قدر وافر من العتاد ذي التكنولوجيا المتقدمة متجاهلا نصيحة
بعض القادة الذين أيدوا ارسال قوة أكبر عددا لتستطيع القيام بمهمة
احتلال العراق التي تتطلب عددا كبيرا من الجنود.
تولى رامسفيلد وهو من أطول وزراء الدفاع بقاء في المنصب وزارة
الدفاع مرتين أولاهما عام 1975 في عهد الرئيس جيرالد فورد الذي عينه
وزيرا وعمره 43 عاما وبهذا أصبح أصغر من شغلوا المنصب وقتئذ وشغل في
عهده أيضا منصب كبير موظفي البيت الابيض ثم عينه الرئيس جورج بوش في
ذات المنصب عام 2001 وبهذا أصبح أكبر من شغلوه سنا.
حقق رامسفيلد مكاسب قدرها ملايين الدولارات من عمله بالقطاع الخاص
بين الفترتين اللتين تولى فيهما وزارة الدفاع. ورامسفيلد متزوج من
زوجته جويس منذ عام 1954 ولهما ابنتان وابن.
وفيما يلي خمس حقائق عن روبرت جيتس (63 عاما) الذي اختاره الرئيس
الامريكي جورج بوش ليخلف دونالد رامسفيلد في منصب وزير الدفاع.
-- عمل مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) في
الفترة من 1991 الي 1993 . وقد انضم الى وكالة الاستخبارات في عام 1966
وكان الضابط الوحيد الذي صعد من مستوى الموظف العادي الي منصب مدير
الوكالة.
-- شارك بشكل قوي مؤخرا في مناقشات بين الحزبين الجمهوري
والديمقراطي بشأن العراق كعضو في مجموعة دراسة العراق التي يرأسها وزير
الخارجية الاسبق جيمس بيكر. ومن المتوقع ان تصدر المجموعة بحلول نهاية
العام افكارا بديلة للمضي قدما في العراق.
-- كان الرئيس الأسبق رونالد ريجان قد رشحه أولا لرئاسة وكالة
الاستخبارات المركزية في عام 1987 لكن جرى سحب ترشيحه وسط تساؤلات حول
دوره ودور الوكالة في المبيعات السرية للأسلحة الي ايران وتحويل
أرباحها الي متمردي الكونترا في نيكاراجوا. وفي جلسات استماع في 1991
سلم جيتس بارتكاب اخطاء وقال انه كان يجب عليه ان يفعل المزيد للوصول
الي الحقيقة.
-- عمل نائبا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية في الفترة من 1986
الي 1989 ونائبا لمستشار الامن القومي للرئيس الاسبق جورج بوش الاب في
البيت الابيض في الفترة من 1989 حتى 1991 .
-- هو نجل وزير الدفاع الاسبق توماس جيتس الذي عمل في حكومة الرئيس
دوايت ايزنهاور في الفترة من 1959 الي 1961 . |