
قال مستشار للرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ان الحركة الاصلاحية
في ايران ستركز على استعادة السيطرة على المدن الكبيرة في الانتخابات
المحلية التي ستجرى في ديسمبر كانون الاول وربما يعزز موقفها
الانتقادات المتزايدة لسياسات الحكومة الاقتصادية.
وكان الاصلاحيون الذين يريدون اجراء تغييرات سياسية واجتماعية قد
خسروا انتخابات المجالس البلدية لاسيما في طهران ومدن اخرى في انتخابات
عام 2003. كما فقدوا السيطرة على البرلمان والرئاسة لكنهم يأملون الان
في تحسين مركزهم.
وتزايدت انتقادات الصحافة واعضاء البرلمان لحكومة الرئيس محمود
أحمدي نجاد الذي هزم الاصلاحيين في انتخابات الرئاسة العام الماضي بسبب
اخفاقها في الحد من ارتفاع الاسعار.
لكن نجاد الذي وعد بمزيد من العدالة في توزيع ثروة ايران النفطية ما
زال يستطيع جذب الحشود في التجمعات الاقليمية التي يعقدها. وستكون
انتخابات ديسمبر كانون الاول هي اول انتخابات على المستوى الوطني منذ
فوزه.
وقال محمد أبطحي الذي كان نائبا للرئيس في ادارة خاتمي لرويترز امس
الاحد "انا متفائل بشأن انتخابات المجالس... لم يكن العام الماضي عاما
جيدا للمواطنين."
وقال أبطحي وهو رجل دين "اذا توجه اي شخص الان الى احد المتاجر
لشراء لحم أو خبز على سبيل المثال فسيلمس مدى نجاح (احمدي نجاد) في
شعاراته."
ودفعت الشكاوى بشأن ارتفاع اسعار المواد الغذائية الزعيم الاعلى اية
الله علي خامنئي الى مطالبة الحكومة بالتحرك رغم انه حث ايضا المسؤولين
على عدم انتقاد الحكومة علانية.
ويقول محللون إن الاصلاحيين يواجهون معركة صعبة في مجالس المدن
والمجالس الريفية ضد فصيل ابادجران الذي يهيمن الان على كثير من
المجالس ويدعم أحمدي نجاد في دعوته لتحقيق العدالة الاجتماعية والعودة
الى قيم الثورة الاسلامية.
وفقد الاصلاحيون السيطرة على المجالس المحلية في مدن مثل طهران
واصفهان ومشهد وتبريز في انتخابات شابها في كثير من الحالات ضعف اقبال
الناخبين الذي يقول محللون انه يزيد وزن الناخبين المحافظين الاكثر
انضباطا. لكن كثيرا من الناخبين احجموا عن المشاركة ايضا بسبب خيبة
أملهم في الاصلاحيين الذين وعدوا بالتغيير ولم يحققوه.
وينحي الاصلاحيون باللوم في اعاقة خططهم على المحافظين الذين
يسيطرون على نقاط ارتكاز رئيسية للسلطة حتى عندما كان الاصلاحيون في
الحكم.
وقال أبطحي "نحن نركز الان على الفوز بأصوات الناخبين في هذه المدن
الرئيسية" مضيفا ان عدة وزراء سابقين من حكومة خاتمي يخوضون الانتخابات
الان في طهران.
وقال انه يتوقع تزايد اقبال الناخبين الذين احجموا عن المشاركة في
المرة السابقة لكنهم يعارضون الان الحكومة الحالية.
واتهم الاصلاحيون عندما كانوا في السلطة بالتركيز على النخبة في
المدن وتجاهل الاقاليم وترديد شعارات عن حكم القانون لا تعني شيئا
بالنسبة لمن يكدون لتدبير معاش يومهم.
وأصر احمدي نجاد على عقد اجتماعات حاشدة في جميع انحاء ايران.
وينفي المحافظون انهم معرضون لاي تهديد في الانتخابات ويدللون على
ذلك باستمرار الانقسامات بين الاصلاحيين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة
العام الماضي بعدة مرشحين مما ادلى الى تفتيت اصواتهم.
لكن أبطحي قال ان الاصلاحيين يعملون بموجب قائمة موحدة للمرشحين
وقال ان المحافظين يعانون من انقسامات بدورهم.
وخلال الاسابيع الماضية حاول اعضاء في مجلس الشورى من بينهم اعضاء
ابادجران الاطاحة بوزيرين في حكومة احمدي نجاد الا ان احدى المحاولتين
فشلت عند التصويت على الثقة وتم التخلي عن المحاولة الاخرى.
وستجرى انتخابات المجالس في نفس التوقيت مع انتخابات مجلس الخبراء
وهو لجنة من رجال الدين من سلطاتها اختيار وعزل الزعيم الايراني
الاعلى.
وقال ابطحي ان عددا قليلا من الاصلاحيين تقدموا للمشاركة في تلك
الانتخابات حيث امتنع البعض عن ترشيح انفسهم لاعتقادهم بانه سيتم
استبعادهم بينما يعارض البعض الاخر القانون الذي يتيح لرجال الدين
المسلمين المؤهلين وحدهم المشاركة.
وكان مجلس صيانة الدستور الذي يبت في طلبات الترشيح قد استبعد معظم
الاصلاحيين من خوض انتخابات المجلس الماضية في عام 1998.
وقال ابطحي ان مجيد الانصاري وهو عضو اصلاحي بالمجلس حاليا طلب منه
اجتياز اختبار حتى يتأهل لترشيح نفسه ثانية. واضاف "معارف الشخص لا تقل
بمرور الوقت." |