الصين تغري أفريقيا من اجل النفوذ والاقتصاد

توافد زعماء أكثر من 40 بلدا أفريقيا على بكين يوم الجمعة لحضور قمة تسعى الصين من خلالها الى تعزيز نفوذها في القارة الغنية بالموارد لكن المتخلفة اقتصاديا.

وتأتي قمة مطلع الاسبوع في أعقاب منتدى عن التجارة والحوار لتؤكد تزايد عمق الروابط الصينية مع أفريقيا التي تتطلع للاستفادة من ثرواتها المعدنية والنفطية والتي تشكل دولها كتلة استراتيجية مهمة في التصويت في المحافل الدولية.

ويتوقع أن تعلن الصين خلال القمة حزمة تدابير تشمل المساعدات والتجارة والتنمية الاجتماعية في أفريقيا وسط مخاوف الجماعات المعنية بحقوق الانسان بشأن العلاقات مع السودان وزيمبابوي.

وامتنع ليو جيان تشاو المتحدث باسم وزارة الخارجية عن تحديد أرقام المساعدات وشطب الديون التي ستعلن ونفى اتهامات بأن الصين تمارس نوعا جديدا من الاستعمار.

وأبلغ مؤتمر صحفيا "ما من حكومات أو شعوب أفريقية تتهم الصين بممارسة استعمار جديد في القارة... أولئك الذين عانوا من قبل تحت الاستعمار في الصين وأفريقيا يعلمون بصورة أفضل ما هو الاستعمار."

ومن المتوقع أن تتجاوز تجارة الصين مع أفريقيا 50 مليار دولار هذا العام ورغم ان جانبا كبيرا من القمة يتعلق بالشكليات فان المحللين يتوقعون أن تكون فرصة لتعزيز الصفقات التجارية والاستثمارية المحتملة.

وقالت وو يي نائبة رئيس الوزراء الصيني في افتتاح المؤتمر الوزاري "نحن نعتز اعتزازا كبيرا بصداقة الصين القوية والدافئة مع افريقيا."

وأضافت "أصبح المنتدى الية فعالة لاجراء الحوار الجماعي ونقطة انطلاق مهمة لتعزيز التعاون الفعال بين الصين وافريقيا."

وفي الاسبوع الماضي قال مسؤولون ان مستثمرين صينيين سيبنون مصهرا في زامبيا باستثمارات تبلغ 200 مليون دولار لانتاج 150 ألف طن سنويا من النحاس على أن يصدر معظمه للصين التي تحتاج للمواد الخام لتغذية اقتصادها المزدهر.

وقال هنري بويما فانبويله الوزير الليبيري المساعد للعلاقات الافريقية الاسيوية لرويترز ان بلاده وقعت اتفاقا أوليا مع الصين تنقب بموجبه شركة سينوبك الصينية الحكومية عن النفط والغاز في البلد الواقع بغرب أفريقيا.

وقال وزير الطاقة الغاني أمس الخميس ان بلاده على وشك ابرام صفقة بقيمة 600 مليون دولار مع شركة سينو هيدرو الصينية لبناء سد لتوليد 400 ميجاوات من الكهرباء في شمال البلاد.

ووقعت مجموعة شركات صينية في الاونة الاخيرة صفقة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لاستغلال خام الحديد في الجابون تشمل مد خط سكك حديدية وبناء ميناء بحري للبضائع الصب والحاويات.

وقال سيوم مسفين وزير الشؤون الخارجية الاثيوبي أمام المؤتمر "أكون مقصرا ان لم أذكر الخطوة المحمودة التي قطعتها الصين لتسهيل نفاذ أكبر للسلع الاولية من أفريقيا."

وزاد حجم الصادرات الافريقية الى اسيا بنسبة 20 بالمئة في السنوات الخمس الماضية لاسيما بفضل مشتريات الصين من المواد الخام.

وقال ليو المتحدث باسم الخارجية الصينية ان بلاده دعت خمسة بلدان أفريقية لها علاقات دبلوماسية مع منافستها تايوان وهي جامبيا ومالاوي وبوركينا فاسو وسوازيلاند وساوتومي وبرنسيب لكن أيا منها لم يحضر.

وبجانب الصفقات التجارية يقول محللون ان القمة قد تجلب تعهدات جديدة من الصين بشأن خفض الديون أو التدريب والمنح الدراسية للطلبة في مسعى لبناء الثقة.

وأبلغ علي حسام الحفني مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الاسيوية رويترز "تملك الصين خبرة كبيرة في التواصل... انها قصة نجاح... انه لمن الطبيعي أن تلتفت البلدان الافريقية الى الصين."

لكن جماعات معنية بحقوق الانسان تقول ان سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية التي تنتهجها الصين تعني أن علاقاتها مع أفريقيا تعزز حكومات في أماكن مثل السودان وزيمبابوي قيدت دول غربية منذ فترة طويلة روابطها التجارية معها.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان "سياسات الصين لم تقتصر على دعم بعض أسوأ منتهكي حقوق الانسان في القارة لكنها أضعفت أيضا مركز اخرين يحاولون تشجيع احترام أكبر لحقوق الانسان."

ورفض ليو انتقادات رئيس البنك الدولي بول ولفويتز بأن الصين تتجاهل حقوق الانسان والمعايير البيئية عند اقراض أفريقيا.

وقال "البنك الدولي ليس المانح الوحيد للمساعدات الى أفريقيا... ما من أحد وما من منظمة دولية أو بلد يمكنه احتكار تقديم المساعدات الى أفريقيا."

شبكة النبأ المعلوماتية- 54 الاحد/تشرين الثاني  /2006 -13 /شوال /1427