من قاموس النبأ: اكتشاف..

اكتشاف

Discovery

الاكتشاف هو الإضافة الثقافية من خلال ملاحظة الظواهر الموجودة فعلاً ولكن لم يسبق الإلتفات إليها من قبل، والمتضمنة – على حالتها هذه – في الثقافة التي أعيد تشكيلها من أجل الاستعمال الثقافي. ونورد فيما يلي طائفة من التعريفات الأخرى.

يقول هوبل: (الاكتشاف هو عملية الوعي بشيء قائم بالفعل ولكن لم يسبق إدراكه من قبل) ويقول وينيك إنه (إدراك وجود شيء ما قائم بالفعل ولكن لم تسبق ملاحظته). ويعرفه ديكسون Dixon بأنه (العثور مصادفة على شيء لم تسبق ملاحظته). ويعرفه لينتون بأنه (أي إضافة للمعرفة). وللصعوبة الأساسية في تعريف الاكتشاف هي الفصل الواضح بينه وبين مفهوم الاختراع. ويبدو أن هناك اتفاقاً عاماً على الرأي القائل إنه بينما الاكتشاف عبارة عن العثور على شيء قائم بالفعل، فالاختراع عبارة عن تنمية – واعية إلى حد ما – للظواهر الثقافية القائمة. على أن الاكتشاف يمكن أن يفهم أيضاً – كما جاء في تعريف لينتون السابق ذكره على أنه أي إضافة ثقافية، على حين أن الاختراع عبارة عن اكتشاف بشروط معينة، أو تطبيق لاكتشاف. ولا يمكن التمييز بشكل قاطع بين المفهومين. وهو أمر يتفق عليه معظم قادة هذا العلم. فكروبر – مثلاً – لا يفرق بينهما تفريقاً واضحاً، وهيرسكوفيتش يقول – مشيراً إلى الصعوبات التي لاقاها هاريسون Harrison في تعريف المصطلحين: (ان الصعوبة أساساً هي صعوبة تعريف. فمن الناحية الوظيفية – وكما يتضح من النتائج التي أمكن التوصل إليها – فإن التمييز بين الاختراع والاكتشاف ليس بالأمر البالغ الأهمية. فكلاهما وسيلة لتغيير الثقافة من الداخل. على خلاف الابتداع الذي كان يؤدي نفس الوظيفة من قبل في مكان آخر قبل استعارته) فالاكتشاف – شأنه شأن الاختراع – مظهر من مظاهر التغير الثقافي، فهو شكل أصلي autochthonous من أشكال الابتداع.

وعلاوة على هذا فإنه يبدو لمؤلف هذا المقال أن ليس من الممكن المساواة بشكل كامل بين مصطلحي الاكتشاف والاختراع. فالمصطلح الأول يشير إلى الطريقة التي يتم بها خلق مادة ثقافية جديدة على حين يصف المصطلح الآخر المادة الثقافية من حيث علاقتها بأصلها.

وقد حاول ديكسون أن يوضح مفهوم الاكتشاف (وهو – بهذه المناسبة – لا يفرق تفريقاً حاداً بينه وبين الاختراع) عن طريق افتراض وجود ثلاثة شروط قبلية في الاكتشاف هي: توفر الفرصة، والملاحظة والتقدير بالخيال والعقل. ويضيف أيضاً – بالنسبة لمعظم حالات الاكتشاف – شرطا الفضول والحاجة. ولكن ديكسون يرى أن الحاجة تلعب دوراً في الاختراع أيضاً. (يجب أن نشير هنا إلى أن ديكسون يعرف الاختراع بأنه: خلق هادف).

إطار

Framework

صك (فان جنب) Van Gennep هذا المصطلح للدلالة على الجوانب المتعددة الأبعاد في الدراسة الوظيفية، وقد كتب يقول: (تبدو الظواهر الاجتماعية على شكل أحجام ذات مظاهر متعددة: ويجب علينا لكي نصفها أن نتناول كلاً من هذه المظاهر على حدة، بالتتابع... ومجموع هذه المظاهر الصغيرة هو ما أسميه بالإطار..).

الأساليب الشعبية أو الطرق الشعبية

(Folkways)

استعمل هذا الاصطلاح لأول مرة العالم الاجتماعي وليم كراهام سمنر في كتابه (الأساليب الشعبية) الذي نشره في عام 1906 وعند تقسيمه المقاييس الاجتماعية تقسيماً يعتمد على نظريته التطورية ميز سمنر الأساليب الشعبية Folkways عن الأعراف الشعبية (Mores) والتمييز يعتمد على شدة العقاب الذي يفرضه المجتمع على الفرد الذي يخالف قواعد وأحكام الأسلوب الشعبي أو العرف الشعبي. فالفرد الذي يخالف أوامر وتقاليد الأسلوب الشعبي يجابه بالاستهزاء والاستهجان من مجتمعه بينما الفرد الذي يخالف أوامر وتقاليد العرف الشعبي يجابه بالسخط والاستياء وسوء المعاملة من مجتمعه. إن الأسلوب الشعبي هو وليد تكرار العمليات السلوكية التي يقوم بها الفرد في حياته اليومية وهذه العمليات السلوكية هي انعكاس لعادات الفرد وعادات جماعته. ويكتسب الفرد أسلوبه الشعبي بصورة غير شعورية لهذا يتمسك به تمسكاً شديداً ويعتقد بأنه أسلوب صحيح وحقيقي وأخلاقي في آن واحد. ولكن عندما يتصف الأسلوب الشعبي بصفات الحقيقة والواقع يتحول إلى عرف شعبي والعرف الشعبي قد يتحور إلى قوانين وأحكام ثابتة عندما يكسب صفة العقلية والموضوعية. كما يعتقد سمنر بأن الحياة الاجتماعية تتكون من أساليب وأنماط مختلفة من السلوك الشعبي يمكن تطبيقها على حالات ومواقف تداهم الفرد في حياته العملية، وعلم المجتمع يمكن أن يبني على قاعدة دراسة هذه الأساليب المختلفة من السلوك الشعبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- 5 الاحد/تشرين الثاني  /2006 -13 /شوال /1427