مشروع زلماي الجديد: امريكا تصر على تفكيك جيش المهدي

قال مسؤولون امريكيون يوم الثلاثاء ان ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر والتي شنت تمردين ضد القوات الامريكية في العراق يجب ان توضع تحت السيطرة.

ويلقي زعماء سنة ومسؤولون امريكيون باللوم على جيش المهدي في اعمال القتل الطائفية التي دفعت العراق الى شفا الحرب الاهلية. وطالبت واشنطن عدة مرات بنزع سلاح جيش المهدي.

وقال المبعوث الامريكي زلماي خليل زاد في مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال جورج كيسي أكبر قائد امريكي في العراق "يجب وضع هذه الجماعة من ميليشيا جيش المهدي تحت السيطرة."

واضاف "يجب تفكيك (جيش المهدي) واعادة ادماجه مثل الميليشيات الاخرى مثلما قلت من قبل ورئيس الوزراء لديه جدول زمني لتطوير خطة بحلول نهاية العام ونحن نؤيد ذلك."

وحث الصدر الذي كان يتحدث في مدينة النجف انصاره على عدم قتال زملائهم المسلمين والعراقيين وقال ان "عدوه الوحيد" هو قوات الاحتلال الامريكي.

وقال الصدر وهو يشير الى القوات الامريكية في كلمته بمناسبة عيد الفطر انه يحظر بشدة أي قتال بين الشيعة أو بين الشيعة والسنة أو بين العراقيين وان الهدف هو ازالة شبح الموت.

واضاف ان عدوه الوحيد هو الاحتلال والمتطرفين السنة.

وتحت وطأة ضغوط امريكية تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي مرارا بحل جميع الميليشيات وهي خطوة يقول مسؤولون امريكيون انها المفتاح نحو خفض العنف الذي يقتل أكثر من 100 شخص يوميا.

لكن الميليشيات مرتبطة بأحزاب سياسية في ائتلاف المالكي والتحرك ضدها يمكن ان يضعف حكومته التي جاءت الى السلطة منذ خمسة اشهر.

وفي الاسبوع الماضي اعتقلت الولايات المتحدة احد كبار مستشاري الصدر للاشتباه في تورطه في العنف ثم افرجت عنه في اليوم التالي بناء على طلب من المالكي.

ومنع المالكي القوات الامريكية من القيام بمداهمات امنية في مدينة الصدر ببغداد وهي معقل لجيش المهدي قائلا انه يؤيد حلا سياسيا وليس عسكريا.

ولم يظهر أي من الجماعات المسيطرة من الغالبية الشيعية اقبالا على تفكيك الاجنحة المسلحة التي يقولون ان هناك حاجة اليها لتوفير الحماية في مواجهة الجماعات المتشددة السنية.

وفي اشارة على التحديات التي تواجه الحكومة العراقية في تنفيذ مطالب واشنطن قال شهود ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يواجه غضبا بعد أن أدت غارات جوية وبرية شنتها القوات الامريكية والعراقية الى مقتل خمسة أفراد في مدينة الصدر معقل الشيعة في بغداد أثناء الليل.

والتقط مصور تلفزيون رويترز صورا لخمس جثث في مشرحة في مدينة الصدر ولستة مصابين على الاقل بينهم امرأة كبيرة في السن في المستشفى. وقال العديد من السكان ان غارات جوية وقعت جنبا لجنب مع غارات برية.

وألقى أقارب غاضبون والمصابون باللوم على كل من القوات الامريكية وحكومة المالكي. وقال رجل على نقالة في المستشفى "أين المالكي .. أين حريته ؟"

ويصارع المالكي الذي من المقرر أن يعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق من يوم الاربعاء لتحقيق التوزان بين المطالب المتضاربة للحكومة العراقية الائتلافية التي يقودها الشيعة. وتصاعدت أعمال العنف الطائفية مما أثار المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة.

وبعد مضي ستة شور على تولي المالكي المنصب بدعم حيوي من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر فان تعهداته بكبح أنشطة الميلشيات لم تحرز تقدما يذكر.

وأشار خليل زاد لميليشيا جيش المهدي يوم الثلاثاء قائلا ان هناك حاجة "لوضعها تحت السيطرة".

ولم يتوفر على الفور تعقيب لدى الجيش الامريكي بشأن العمليات في مدينة الصدر معقل جيش المهدي. وقال شاهد لرويترز ان اثنين على الاقل من مقاتلي جيش المهدي بين القتلى.

ولان العراق يمثل عنصرا هاما في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في السابع من نوفمبر تشرين الثاني والتي يتعرض الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه بوش خلالها بخطر فقدان السيطرة على كل من مجلس الشيوخ والنواب تحث الادارة الامريكية المالكي على احراز تقدم فيما يتعلق بالامن والاقتصاد.

ويصر بوش على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى من أجل ارساء الاستقرار في العراق ولكن العديد من المنتقدين يريدون الان تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية.

من جهته قال مستشار الرئيس الامريكي جورج بوش لشؤون الامن القومي يوم الثلاثاء ان الحكومة العراقية في حاجة لان تتحرك أسرع لتحقيق الاستقرار في العراق وتوقع أن يستمر العنف بدرجة ما بعد رئاسة بوش.

وقال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي ان الحكومة العراقية بدأت في اتخاذ قرارات صعبة ضرورية لكنه أضاف "اعتقد أن عليهم بذل المزيد وعليهم أن يفعلوا (ذلك) بمعدل أسرع. واعتقد أنكم لو تحدثتم مع رئيس الوزراء المالكي فانه سيقول الشيء نفسه."

وقال هادلي لإذاعة ناشونال بابليك راديو انه يتفق مع السناتور الجمهوري جون وارنر من فرجينيا في "أننا لا نرى التقدم الذي نرعب في أن نراه" في العراق.

وفي بغداد قال زلماي خليل زاد السفير الامريكي في العراق ان الزعماء العراقيين وافقوا على جدول زمني لاتخاذ اجراءات سياسية وأمنية وانه يتوقع احراز تقدم كبير" في الاثني عشر شهرا القادمة.

ووصف خليل زاد الخطوات بأتها أهداف رئيسية وعلامات على الطريق وليس باعتبارها شروط وتحدث عن جدول زمني وليس عن مهل زمنية.

وستشمل علامات التقدم اجراء تعديلات على الدستور وتفكيك الميليشيات واصدار تشريع جديد لتقاسم عائدات احتياطات العراق النفطية الهائلة وتحقيق مصالحة سياسية بين الاطراف المتحاربة.

وقال هادلي ان بوش يرغب في أن يرى عند ترك منصبه في يناير كانون الثاني عام 2009 مؤسسات ديمقراطية في العراق واتفاقا بين السنة والشيعة والاكراد وحكومة قادرة على تحقيق قدر أكبر من الرخاء الاقتصادي والامن.

وتابع قائلا ان العنف سيستمر لكن من المأمول أن يكون احتواؤه ممكنا.

وقال "هل سيكون هناك سلام وهل ستكون هناك... أي نهاية للعنف. بالطلع لا. هذا العنف سيستمر لفترة طويلة" مشيرا الى حالة الصراع الممتد مع المتمردين الماركسيين في كولومبيا.

لكنه تابع قائلا "ما يمكن أن نتطلع اليه هو وضع يمكن لمؤسسات الحكومة العراقية وقوات الامن العراقية أن تديره وأن تحتوي العنف."

شبكة النبأ المعلوماتية--الخميس 26/تشرين الاول  /2006 -3/شوال /1427