الفساد هو ابو الجرائم والعنف في افغانستان

 

 

حذر المدعي العام بأفغانستان المسؤول عن القضاء على الفساد المستشري يوم الاحد من أن الفساد يذكي تجارة الافيون التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وبالتالي أعمال العنف التي يمارسها مقاتلون اسلاميون.

وقال عبد الجبار ثابت لرويترز في مكتبه "استطيع أن أقول انه الفساد هو ابو كل هذه الجرائم."

وأضاف "انهما مرتبطان. مرتبطان. انهما متصلان ووجود أحدها يساعد في توسع الاخر."

وشكل الرئيس الافغاني حامد كرزاي لجنة يرأسها كبير القضاة لصياغة استراتيجية لمكافحة الفساد الذي تتعدد اشكاله في افغانستان من تأمين الكهرباء بصورة غير مشروعة لمنزل في الشتاء الى حماية صناعة الافيون البالغة قيمتها السنوية ثلاثة مليارات دولار.

ومن المقرر أن تصدر اللجنة التي شكلت منذ ثلاثة اشهر وتضم في عضويتها ثابت تقريرا عما قريب.

وقال ثابت الذي يكرر أنه أقال 40 مسؤولا في كابول في يوم واحد ان التحدي الاكبر امامه هو الصلة بين امراء المخدرات والمسؤولين البارزين الفاسدين فضلا عن المسؤولين الذين يحمون أقاربهم ورجال القبائل من القانون.

وأضاف "التحدي الاكبر هو أن عددا من الناس او بالاحرى قادة الفصائل لهم صلات بمسؤولين فاسدين في الحكومة."

ومضى يقول "ما زال قادة الفصائل هؤلاء بعد خمسة أعوام من انشاء هذه الحكومة يحاولون حماية هؤلاء المسؤولين الفاسدين الذين يتمتعون بحمايتهم."

ويتوقع أن يقفز محصول الافيون المادة الخام للهيروين بنسبة نحو 60 في المئة هذا العام وأن يجني نحو ثلاثة مليارات دولار وهو ما يمثل نحو ثلث الاقتصاد الذي لا يعتمد الا على المخدرات والمساعدات والزراعة.

وتقول الحكومة وداعموها الغربيون ان تجارة المخدرات تساعد بدورها في تمويل العمليات المسلحة التي تقودها حركة طالبان.

وهذا العام هو الاكثر دموية منذ أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001.

وقتل اكثر من ثلاثة الاف شخص بينهم ما يزيد عن 150 جنديا اجنبيا في القتال في أنحاء البلاد خاصة في الجنوب معقل طالبان ومركز تجارة الافيون.

وقال ثابت الذي كان عائدا لتوه من جولات في بلدة هرات بغرب البلاد ومزار الشريف في شمالها يرافقه العشرات من ممثلي الادعاء ان محاولات اعتقال مسؤولين بارزين بما فيهم رؤساء البلديات يحبطها حكام الاقاليم والساسة البارزون في كابول.

ومضى يقول "أعلم أنني اذا ذهبت الى الاقاليم الاخرى فسأواجه نفس المشكلة. نفس المشكلة" مضيفا أنه أمهل حاكم الاقليم بما فيه مزار الشريف حتى وقت لاحق هذا الاسبوع لتسليم ثلاثة مسؤولين كبار والا اتخذ اجراءات قانونية."

وأضاف ثابت أن الفساد ليس بالسوء او الانتشار الذي يؤكده معارضو كرزاي وأن مسؤولين ووزراء وقضاة كثيرين يتسمون بالامانة.

غير أن غرفة الدولية للتجارة بافغانستان قالت هذا الشهر ان الفساد وأعمال العنف في أسوأ حالاتهما منذ سقوط طالبان.  

شبكة النبأ المعلوماتية--الاثنين 23/تشرين الاول  /2006 -29/رمضان /1427