المزيد من الجوع والفقر  والمرض...

 

 

افاد المعهد الدولي للابحاث حول الغذاء الجمعة ان ثلاثة ارباع الدول الاكثر معاناة من الجوع في العالم هي ضحايا نزاعات مسلحة.

وقالت دوريس فايزمان الباحثة في المعهد في مؤتمر هاتفي ان "تسعا من الدول ال12 الاكثر تأثرا بالجوع شهدت نزاعات في الفترة 1989-2003".

وتستند هذه الملاحظة الى مؤشر احتسب على اساس ثلاثة معايير هي معدل سوء التغذية ومعدل وفيات الاطفال ونسبة السكان الذين يتناولون اطعمة لا تحتوي على نسب كافية من السعرات الحرارية.

وياتي نشر هذا المؤشر قبل اليوم العالمي للغذاء الذي يصادف الاثنين.

والدول ال12 حيث يعتبر الوضع اكثر خطورة هي بوروندي واريتريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية واثيوبيا وسيراليون والنيجر وانغولا وليبيريا وزامبيا وجزر القمر وكمبوديا وطاجيكستان.

وبسبب عدم توفر الاحصاءات فان تصنيف المعهد لا ياخذ في الاعتبار الوضع في افغانستان والعراق والصومال خصوصا.

ويعد المعهد الدولي للابحاث حول الغذاء بين المنظمات ال15 التي تدعمها المجموعة الاستشارية للابحاث الزراعية الدولية التي تروج لاستخدام الزراعات المعدلة جينيا في الدول النامية.

وكشف تقرير لمعهد أبحاث السياسات الغذائية أن منطقة جنوب آسيا لا تزال تعاني من مستويات "حرجة" من الجوع.

وكشف تقرير المعهد الذي يتخذ من واشنطن مقرا له أن منطقة جنوب آسيا تعاني من أعلى مستوى لسوء التغذية لدى الأطفال في العالم.

ويضيف التقرير أن أكثر منطقتين في العالم تعانيان من سوء التغذية والمجاعة اليوم هما جنوب آسيا وإفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى.

وقد نشر المعهد التقرير قبيل يوم الغذاء العالمي في 16 أكتوبر / تشرين الأول القادم.

وفي مايو / أيار السابق قال تقرير لـ"يونيسيف" إن نصف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في العالم هم من جنوب آسيا.

ووفقا للتقرير، فإن جميع البلدان العشرة ذات الدرجات الأعلى من الجوع هي في إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى.

لكنه يضيف أن "منطقة جنوب آسيا تعاني من مستويات أعلى من سوء التغذية، لكن إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى تعاني أكثر من نسب موت الأطفال."

لكن التقرير أشار إلى أنه في "معظم أنحاء آسيا حيث تمكنت الثورة الخضراء من زيادة الموارد الغذائية، تنخفض مستويات الجوع وسوء التغذية منذ عام 1981."

لكن في حين شهدت جنوب آسيا بعض التحسن، فإن المنطقة لا تزال موضع "قلق بالغ."

وقد قام المعهد بدراسة حوالي 119 بلدا ووضع جدولا بأكثر البلدان تضررا، يتراوح بين الصفر، أي لا مجاعة، إلى الـ100، أي أسوأ درجة من المجاعة.

وتقول الدراسة إن النسب المرتفعة أكثر من 10 تشير إلى مشكلة جدية، والأكثر من 20 تشير إلى مشكلة مقلقة، والأكثر من 30 هي سيئة للغاية.

واعتبرت الهند في درجة 20 زائد، بالإضافة إلى معظم دول جنوب آسيا.

واستخدمت الدراسة ثلاثة معايير: سوء التغذية لدى الأطفال ونسبة الموت لدى الأطفال وتقديرات لنسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص في التغذية.

من جهة اخرى قدر خبراء دوليون في مجال الصحة ان أكثر من 78 مليون اسيوي يضافون الى زمرة الفقراء بسبب تكاليف الرعاية الصحية.

فليس لدى كثير من الناس في الدول الاسيوية نظام للتأمين الصحي وبالتالي فهم يدفعون بشكل مباشر قيمة فواتيرهم للطبيب اضافة الى قيمة العلاج. لكن ما ينفقونه على الصحة لا يدخل في حسابات التقديرات المألوفة للفقر.

وحين اقتطع الباحثون تكاليف الرعاية الطبية من اجمالي موارد الاسرة في 11 دولة اسيوية أضيف ملايين اخرون الى من يعيشون تحت خط الفقر الدولي بدخل يقل عن دولار واحد للفرد يوميا.

وقال ادي فان دورسلاير الباحث الاقتصادي في مجال الصحة بجامعة ايراسموس في هولندا والذي رأس فريق الدراسة "اذا أجزت دفع تكاليف الرعاية الصحية مباشرة فسينضم 78 مليون شخص اخرين الى زمرة الفقراء.

"احصينا 2.7 في المئة اضافيين من السكان الذين أخضعوا للدراسة قلت دخولهم عن دولار واحد للفرد يوميا بعد ان دفعوا تكاليف الرعاية الصحية."

وارتكزت الاحصاءات التي وردت في دورية "لانسيت" الطبية اليوم الجمعة على معلومات بشأن ما ينفقه الناس على الرعاية الصحية في الدول المختلفة من دراسات مسحية عن الانفاق القومي.

وقدر الباحثون العينات القومية الممثلة لتغطية اجمالي السكان. واظهرت الدراسة عموما ان انتشار الفقر كان أعلى بنسبة 14 في المئة من التقديرات التي لم تشمل تكاليف الرعاية الصحية المدفوعة مباشرة.

وقال فان دورسلاير "فوجئنا برؤية مثل هذه النسبة الضخمة من تكاليف الرعاية الصحية التي تدفع مباشرة.

"كثير من ذلك يتعرض له أناس يعيشون فوق خط الفقر مباشرة ويهوون تحته بمجرد ان يدفعوا هذه التكاليف."

وشهدت اندونيسيا وتايلاند وماليزيا أقل أعباء لنفقات الرعاية الصحية في الدراسة. وكان الوضع أكثر تفاقما في دول أكبر مثل بنجلادش والصين والهند ونيبال وفيتنام.

وقال فان دورسلاير "هذه الدول كلها التي يدفع فيها أكثر من 60 في المئة من اجمالي تكاليف الرعاية الصحية من الجيب مباشرة."

وفي بنجلادش والهند يهوي نحو اربعة في المئة من السكان تحت خط الفقر بدخل يقل عن دولار واحد للفرد يوميا بعد الاخذ في الاعتبار دفع تكاليف الرعاية الصحية بشكل مباشر.

وشملت الدراسة ايضا سريلانكا والفلبين وقرغيزستان.

وقال فان دورسلاير "نسبة كبيرة من السكان الاسيويين معرضة لاحتمال دفع نفقات كبيرة للرعاية الصحية" مضيفا ان هناك حاجة لنظريات تقليل هذا الاحتمال مثل توفير تأمين صحي عام وخاص.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 17/تشرين الاول  /2006 -23/رمضان /1427