هنا القاهرة

حامد الحمراني

 لست سائحا ولا مسافرا كباقي الناس فأنت قادم من بلد الذبح والتهجير والخوف المنظم وينتظرك الف سؤال وسؤال هنا في القاهرة وسيوضع عليك مليون علامة استفهام وانت تاكل وانت تشرب وانت تمشي، في البداية  اعترف انك انت الذي ودعّت اهلك وذويك وانت الذي قرأت عليهم آية الكرسي والمعوذتين قبل الخروج من البيت وانت الذي هممت ان تقول لهم رافقتكم السلامه لولا احساسك ب......

واعترف ان العراقيين يعتبرون من تأتيه فرصة للسفر فانه سوف ياخذ اجازة من الاخ عزرائيل، واتفق مع نفسك التي ستنشطر هناك، فانهم سيسالوك اجلا او عاجلا سواء في المطار او عندما تقابل الناس في شوارع القاهرة او في الفندق قل لهم بان القوات الوطنية المحتلة بقيادة الرئيس الاسبق صدام هي التي انتجت القوات الاجنبية المحتلة بقيادة الرئيس الامريكي جورج بوش، ولتعترف ولو امام نفسك ان في العراق وخاصة في بغداد ان بعض  يقتل بعضا  ولكن قل لهم انها غمامة سوف تزول.

احذر،احدهم سينظر اليك بعينين مفتوحتين ويتهمك بالعمالة فانت من جنوب القلب – وهذا واضح من ربطة عنقك التي لا تجيد ضبطها، واود اعلامك بان المصريين يريدون ان يعرفوا الحقيقة سيقول لك احدهم " هو مين مع مين ومين يقتل مين ومين ضد مين " وعليك ان تقص له قصة يوسف عليه السلام من البداية الى النهاية اياك ان تقول له " ان يوسف عليه السلام ضاع وبعدين صار ملك مصر "

اذا سالك احد هل انت مع المقاومة او الاحتلال قل بملء  فمك انك مع المقاومة التي تحافظ على ارواح وثروات العراقيين وتريد فعلا خروج الاحتلال، قل ان العنف سيدمر البلاد ويمزق العراق الى دويلات، قل لهم ان العنف اساسه الاحتلال ومموله الاحتلال والمستفيد منه الاحتلال بشقيه الاجنبي والوطني.

قد يقول لك قائل ان الفيدرالية بدعه وكل بدعه ضلالة والضلالة في الجحيم والتقسيم فقل لهم انها نتيجة للموت والقتل والاختطاف وهي خوف من الماضي والحاضر والمستقبل وضمان بان لا يولد صدام اخر في نهاية المطاف فان حاضنته موجودة وهي الاحتلال والارهاب والتكفير.

حاول ان لا تتكلم الا اذا سالك احد وحاول ان تتجنب التنظير فالمصريين دبلوماسيين وسيقولون لك " احنا زعلنين علشنكم " حاول ان تقارن بين الاحتلال الوطني والاحتلال الاجنبي ولكنهم سيحرجوك بضحايا العراق الجديد الذي وصل حسب القنوات المحايدة جدا الى ثلاثمائة الف عراقي..

كن هادئا وكيسا واياك ان تذهب الى اماكن اللهو فانهم سيتهمون العراقيين من خلالك بالمجون اياك ان تقول انك ستذهب الى سيدنا الحسين فسيتهموك بالطائفية  وانت تعرف ان الحسين لم يكن طائفة ولكن ثورة للتحرر والعدل والانسان.

قلت له شكرا جزيلا على هذه التعليمات والتوصيات ولكن لم تحصل الموافقة على سفري للقاهرة الى الان بسبب تاخر " الفيزا".

اغلقت الهاتف واخذت " جلكان كبير " فان الماء في منطقتنا  مقطوع منذ يومين.

[email protected] 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  10/تشرين الاول  /2006 -16/رمضان /1427