استعدادات أهالي كربلاء المقدسة لاستقبال شهر رمضان المبارك

 شبكة النبأ / انمار البصري

يتفق المؤمنون من أهالي كربلاء المقدسة وعموم العالم الاسلامي على أن هذا الشهر الفضيل هو فرصة الانسان التي لا تتكرر سوى مرة واحدة في السنة لكي يتصل بخالقه على أفضل وجه، ولهذا السبب وغيره من الاسباب يستعد الناس لهذا الشهر خير استعداد من الناحيتين الروحية والجسدية، ويرى الفقراء أن هذا الشهر هو شهرهم أكثر من الاغنياء، ففيه تكثر الخيرات وتزدان الموائد الرمضانية بأشهى المأكولات وأطيبها ومع ذلك يرى المؤمنون فقراء كانوا أم اغنياء ان همهم هو ليس الأكل بقدر حصولهم على المغفرة والرضوان من الغفور الرحيم سبحانه وتعالى.

ويكثر الخيرون من الميسورين في هذا الشهر الكريم من اقامة مآدب الافطار لعامة الناس وخاصة في مضايف الائمة الاطهار (ع) وفي بيوتات الايمان من اهل الخير، كما ان العوائل تستعد لهذا الشهر الكريم بشراء المواد الغذائية المتنوعة التي تحتاجها في مائدة الافطار، ولهذا السبب شهدت الاسواق الكربلائية الخاصة ببيع المواد الغذائية اقبالا ملحوظا على شراء مختلف الماد الغذائية كالسكر والسمن بانواعه والعدس والحمص والكشمش او الزبيب وغيرها مما تطلبه ربة البيت في المطبخ، طبعا لا يفوتنا القول ان هناك عوائل غير قادرة على شراء مثل هذه المواد لضيق الحال ولكن (وهذا ما يتفق عليه الصائمون اغنياء وفقراء) غالبا ما تكون مائدة الافطار الرمضانية عامرة بكثير من المأكولات ولهذا السبب يطلوقون صفة الكرم على هذا الشهر المبارك الكريم فعلا وفي كل مجالات الحياة.

شبكة النبأ كان لها جولة في اسواق المواد الغذائية وتابعت اقبال الناس على الشراء وخاصة النساء استعدادا لهذا الشهر الكريم، وكانت وقفتنا الاولى مع (أم كاظم) التي تزودت بالعديد من المواد الغذائية من احد الاسواق في احد احياء المدينة (حي الحر) وسألناها عن عادات البيوت وربات البيوت في مثل هذه الايام المباركة التي نستقبل بها شهر رمضان المبارك فقالت:

( ليس في كربلاء المقدسة فقط بل في كل بلدان الاسلام تستعد ربات البيوت لهذا الشهر الكريم، طبعا العبرة ليست بالاكل، فهذا الشهر ليس شهرا مخصصا _ للطبخ والاكل- فقط، قبل كل شيء هو شهر الايمان وشهر البركة، شهر تطهير الذنوب والمغفرة، شهر الزيارت الخاشعة لاهل البيت والاولياء الصالحين عليهم السلام اجمعين وهو شهر القيام ليلا في عبادة المعبود في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات وتزداد فيه فرص الغفران للتائبين توبة نصوحة، وبعد هذا كله يأتي دور النعمة، الزاد المبارك، طبعا رب البيت وافراد الاسرة العائدون من العمل والمدارس وهم صائمون سينتظرون لحظة الاذان والفطور بلهفة ولذلك نحن ربات البيوت نطهوا لهم ما نستطيع عليه من خيرات الله الرزاق الكريم، ويبقى الهم الاول ليس الطعام بل الايمان والمغفرة للجميع في شهر البركة والغفران ان شاء الله.)

وقال لنا السيد حميد الموسوي وهو شيخ مسن كان يشتري بعض انواع الغذاء من سوق حي الايمان (البناء الجاهز سابقا) حول استعدادات الناس لهذا الشهر الفضيل:

(تعودنا جيلا بعد جيل وابا عن جد ان نجعل من هذا الشهر شهر ايمان وفرح وخير وبركات، في هذا الشهر تجتمع العائلة كلها حول مائدة الافطار وبعد سماع صوت المؤذن نبدأ افطارنا وتشيع حالة من الفرح والسرور بين الجميع، ان هذا الشهر يختلف عن شهور السنة كلها، فيه تتحسن صحة الصائم وفيه تكون روحه مسالمة تبتعد عن الشر مهما كان صغيرا وتلجأ الى الخير وتبحث عنه وتقدمه للاخرين، كان اهلنا يقولون لنا –يأتي شهر رمضان المبارك ويأتي رزقه معه- وفعلا ابواب الرزق تفتح للمؤمن في هذا الشهر الكريم، وها انت ترين بعينك _ واشار السيد الموسوي الى المواد الغذائية المتنوعة التي اشتراها من السوق قبل قليل-.)

وسألنا السيد نصير عبد الحسين وهو صاحب دكان مواد غذائية عن اقبال الناس على الشراء في هذه الايام فقال:

( هناك اقبال جيد على الشراء وخاصة مواد المطبخ، لكن ليس كل العوائل قادرة على الشراء، هناك عوائل نعرفها لم يتغير شيء في تسوقها اليومي، وهناك عوائل تضاعف شرائها ولكن على العموم هناك حركة واضحة ومضاعفة على شراء الماد الغذائية وخاصة المعجون- معجون الطماطة- والزبيب ونومي بصرة وخمرة المعجنات ومواد الحلويات وغيرها.)

وعن طقوس رمضان المبارك حدثنا الحاج عبد الرضا قائلا:

(كنا نتهيأ بالتسبيح وتلاوة الادعية والقرآن الكريم قبل موعد اذان المغرب وبعد الافطار نذهب الى مركز المدينة المقدسة حيث تكتظ شوارع وساحات مركز كربلاء بالناس وبعد التجول نذهب الى مجلس الشيخ هادي رحمه الله في الحسين عليه السلام وكنا نجد امامنا مئات الرجال وقد غص بهم المجلس وكذلك العوائل التي تتلهف لسماع مواعظ وقصص الشيخ هادي المشوقة عن فضائل اهل البيت عليهم السلام في هذ الشهر الكريم، نبقى في مجلس الشيخ هادي ثم نتجول في شوارع المدينة ونأكل الحلويات (والمحلبي) ونعود للحضرة للصلاق وتلاوة القرآن والادعية الباركة حتى السحور فنصلي صلاة الفجر في الامام (ع) ثم نعود الى بيوتنا ونفوسنا مزودة بالايمان والتبرك بهذا الشهر العظيم عند اله سبحانه وتعالى.)

أما السيد أبو ياسر وهو صاحب محل مواد غذائية في حي الموظفين فقد قال:

(ترافق حلول هذا الشهر الكريم مع بداية العام الدراسي الجديد وقد خلق هذا الترافق حركة بيع وشراء جيدة في السوق، أما بخصوص مشتريات العائلة الكربلائية في هذا الشهر الكريم فقد تركزت على مواد غذائية معينة مثل النومي بصرة والحمص والزبيب والسكر والشعرية وغيره، نتمنى الامان والسلام لجميع امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وان يعود علينا بالبركة والخير باذنه تعالى.)

وتبقى لكربلاء المقدسة خصوصيتها في هذا الشهر الفضيل حيث تغص المدينة بمئات الالاف من الزوار من كل حدب وصوب في ليالي الخميس المباركة، فكل خميس تأتي آلاف السيارات المحملة بالزوار من بغداد والنجف والحلة ومدن العراق الاخرى وكذلك مئات الزوار من خارج العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد  24/ايلول /2006 -22/شعبان30/1427