لم يكن سبب الحرب الإسرائيلية على لبنان الشقيق هو بسبب
إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيلين، بل أن العدوان كان مخططا له مسبقا
كما ذكر السيد حسن نصرا الله في تصريحاته السابقة، وكذلك للأسباب
التالية:
1 - الإنتقام من المقاومة اللبنانية الباسلة عندما قام حزب الله
المؤمن بالقيم الإسلامية والوطن والتربة، بإنهاء الإحتلال الصهيوني
لجنوب لبنان ما يقارب ربع قرن وطرد ه وهزيمته بأبشع صورة من جنوب لبنان
عام 2000.
2 – لا يمكن لإسرائيل أن ترى دولة عربية مجاورة لها تتمتع باقتصادها
ومواردها السياحية، حيث كان يطلق على الدولة اللبنانية إسم سويسرا
الشرق، وبعقول ساستها المدبرة كالمرحوم الحريري وأمثاله وجدارة
أبنائها في إعادة بناء البنية التحتية في فترة قصيرة بعد انتهاء
الحرب الأهلية الطائفية البغيضة.
3 - السيطرة على الموارد المائية والأرض الخصبة وبضمنها مزارع
شبعة.
عندما اندلعت الحرب كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا القيام بإيقاف النزيف الدموي وتدمير البنية التحية وذلك
بممارسة الضغط على ربيبتهما إسرائيل وأيضا على الحكومة اللبنانية وحزب
الله لحل الأزمة من خلال المفاوضات السلمية المباشرة أوغير المباشرة
بدلا من تشجيع إسرائيل على إستمرار حربها الوحشية ضد المواطنين
المدنيين
ومنحها أسابيع حسب طلب إسرائيل لإحراز مكاسب على الأرض اللبنانية.
وباعتقادنا أن الدولتين أمريكا وبريطانيا يتحملان المسؤولية الأولى
لإنحيازهما إلى إسرائيل وإطلاق التهم ضد المقاومة اللبنانية
والفلسطينية بأنهما إرهابيتين.
كما قامت السيدة كونداليزا رايس بإفشال محادثات روما من أجل إصدار
قرار من هيئة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار مباشرة كما طالب السيد
كوفي أنان ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك.
وعلى ضوء موقف هاتين الدولتين الداعمتين علنا للدولة العبرية تمادت
إسرائيل بغطرستها لقتل الأطفال والنساء والشيوخ في قانا وفي بقية
المدن والقرى اللبنانية وتدمير العمارات على سكانها والجسور وبقية
البنية التحتية ومرافق الحياة وتجريف وحرق المزارع والبيارات وتلويث
البيئة وبحر الأبيض المتوسط من خلال قصفها لخزانات الوقود الإحتياطية
ومنعها لوصول مساعدات الإغاثة والمعونة للعوائل التي تم تهجيرها.
لن نطلب من الدول العربية والإسلامية الشقيقة إعلان الحرب ضد أمريكا
وبريطانيا، لأن نتائج الحرب معروفة مسبقا هي الدمار والخراب وقتل
الأبرياء والتشريد بالإضافة إلى عدم تكافؤ الأمة العربية والإسلامية
بالأسلحة والمعدات مع هاتين الدولتين.
إن معظم حكومات دول الخليج ومصر والمملكة الأردنية الهاشمية وغيرها
مرتبطة باتفاقيات ومعاهدات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
إن جميع الحروب التي خاضتها الجيوش العربية النظامية بطائراتها
ودباباتها ضد إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 باءت بالفشل والهزيمة.
فلم تستطع الجيوش المصرية والسعودية والسورية والعراقية والأردنية
وغيرها بزعامة المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر أن تقاوم إسرائيل أكثر
من ستة أيام على الرغم من كثرة عددها وعدتها مئات الطائرات والدبابات
والأسلحة الثقيلة والمدافع والمعدات المختلفة، في حين أن المقاومة
اللبنانية الباسلة إستطاعت لليوم السادس والعشرين أن ترهب العدو
الصهيوني وتصد هجماته الوحشية ببطولة فاقت توقعات الأعداء قبل الإخوة
والأصدقاء.
لذا نوجه نداءنا إلى العلماء الأعلام وشعوبنا العربية والإسلامية
وكل الأساتذة والمعلمين والمثقفين والأحزاب الدينية والوطنية أن يحثوا
المواطنين على مقاطعة البضائع والسلع والمكائن والمعدات الأمريكية
والبريطانية والإسرائيلية والدول الأخرى التي وقفت بجانب
العدوالإسرائيلي. فمثلا مقاطعة اللحوم والدجاج والحنطة والرز
وماكدونالد والكوكا كولا والببسي كولا المضرتين، لأنهما تسببان نخر
العظام و داء السكري لإحتوائهما على مواد مضرة بالإضافة إلى السكر.
نهيب بالإخوة العرب الكرام إخلاء الأسواق والسوبر ماركت والجمعيات
التعاونية من كل سلعة وبضاعة وماكنة تابعة لتلك الدول المشار إليها
أعلاه. وهذا حق طبيعي وسلمي لا يمكن لأحد أن يجبر المواطنين على الشراء.
وختاما نسأل الله أن يهدي هذه الأمة الكريمة ويوحد صفوفها وكلمتها
إلى فعل الخير ودعم لبنان وفلسطين والعراق، والله ولي التوفيق.
ألمانيا في 6 / 8 / 2006
adnan_al_toma@hotmail.com |