فشل الانزال الاسرائيلي في صور والجيش يعترف بمقتل جنديين احدهما ضابط

اعترف الجيش الاسرائيلى بمقتل ضابط في سلاح البحرية في عملية الانزال الفاشلة في مدينة صور فيما قتل جندى اخر في معركة اخرى مع مقاتلي حزب الله جنوب لبنان.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الضابط اصيب بجراح بالغة مع ثمانية جنود اخرين خلال العملية وتم اخلائهم لكن الضابط توفى لاحقا في حين ما زال جنديين من المصابين الثمانية في حالة حرجة. ونقلت الاذاعة عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان عملية الانزال استهدفت القضاء على خلايا تابعة لحزب الله تعمل فى منطقة صور الا ان افراد القوة الاسرائيلية واجهوا مقاومة عنيفة من مقاتلي الحزب مما ادى الى مقتل قائد العملية واصابة الجنود الثمانية الاخرين. من جهة اخرى قالت الاذاعة ان جنديا اخر قتل فجرا واصيب اخر في معركة مع مقاتلي حزب الله في قرية النبي العوادي المقابلة لمستوطنة المطلة في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية الاسرائيلية وقالت الاذاعة ان مقاتلي حزب الله امطروا قوة اسرائيلية كانت تعمل في المنطقة بوابل من القذائف مما ادى الى اصابة الجنديين احدهما بجراح بالغة توفى على اثرها.

وبذلك يرتفع عدد القتلى بين الجنود الاسرائيليين منذ بدء الحرب في 12 يوليو الماضي الى 44 جنديا بحسب اعترافات الجيش الاسرائيلي.

من ناحيتها حملت الولايات المتحدة الجمعة مجددا على سوريا وايران واتهمتهما بالوقوف وراء حزب الله الشيعي اللبناني. وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز ان "المهم بالنسبة هو ان نفهم ما يجري". واضاف ان "ايران اوجدت حزب الله في 1982 ومولت حزب الله وزودته بالصواريخ بعيدة المدى التي تسقط حاليا على شمال اسرائيل". وتابع "علينا ان ننظر الى هذا النزاع ليس على انه نزاع بين حزب الله واسرائيل وعلى انه نزاع حدودي. انه نزاع اوسع لان ايران تعمل بشكل مخالف لتطلعاتنا جميعا الى الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط". ورأى بيرنز ان "ايران وسوريا دفعتا حزب الله الى شن هذا الهجوم" على اسرائيل !!!.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان رايس اجرت محادثات قصيرة مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني منذ الخميس الماضي. وستبحث وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الازمة بين لبنان واسرائيل خلال عطلة نهاية الاسبوع خلال لقاء مع بوش في مزرعته في تكساس.

وصرحت رايس ان قرارا في الامم المتحدة يهدف الى وقف النزاع في لبنان يمكن ان يعتمد "خلال ايام" مع تسارع التحركات الدبلوماسية في عطلة نهاية الاسبوع. وقالت "نتحرك حاليا بفاعلية مع الفرنسيين وغيرهم في الامم المتحدة باتجاه وقف الاعمال الحربية"  واضافت وزيرة الخارجية في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "ام اس ان بي سي" ان الخطوة الاولى ستكون وضع اطار سياسي لمنع عودة العنف اكدت الولايات المتحدة من قبل انه يطلب تعزيز الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله.

وقد وسع الطيران الحربي الاسرائيلي قصفه غداة التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وحزب الله فاغار على بلدة القاع الحدودية حيث سقط 23 شخصا على الاقل واستهدف للمرة الاولى اربعة جسور اساسية على الطريق بين بيروت وشمال لبنان ما اسفر عن مقتل خمسة. واعلن الدفاع المدني اللبناني ان 23 شخصا على الاقل غالبيتهم من العمال السوريين قتلوا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت معبر الجوسة اللبناني في بلدة القاع الحدودية مع سوريا في شمال شرق لبنان بينما كان عمال يقومون بتفريغ خضار وفاكهة في احدى الشاحنات. واكد المصدر نفسه "ان سبعة اشخاص ما يزالون تحت الانقاض". وقال على ياغي من فريق الدفاع المدني لوكالة فرانس برس وهو من بلدة راس بعلبك المجاورة "قتل 23 شخصا على الاقل غالبيتهم من العمال السوريين في الغارة". واضاف "ان اشخاصا اخرين ما زالوا تحت انقاض الغرفة المبردة" التي انهارت من جراء الغارة الاسرائيلية. واوضح المصدر "ان الجرحى ينقلون الى داخل سوريا". ويضم فريق الدفاع المدني اربعة اشخاص فقط ويستخدم رافعة انقاض واحدة. ووقعت الغارة فيما كان عمال لبنانيون وسوريون يقومون بتفريغ الخضار من الغرفة المبردة الى شاحنة متوقفة في حرم مبنى الجمارك اللبنانية. وتقع بلدة القاع المسيحية على بعد 50 كلم شمال شرق بعلبك وتبعد كيلومترات قليلة عن الحدود مع سوريا. وكانت غارة اسرائيلية اولى قد استهدفت مشروع ناصر الجبيلي الزراعي في القاع الذي يصدر منتوجاته الى خارج لبنان من دون ان تسفر وفق مصدر امني عن وقوع اصابات.

من ناحية اخرى اغارت مقاتلات اسرائيلية اربع مرات على منطقة قرب المدخل الشمالي لمدينة بعلبك معقل حزب الله في شرق لبنان من دون ان تؤدي الغارات الى وقوع اصابات وفق مصدر امني. واوضح المصدر الامني ان الغارات الاربع استهدفت شاحنة معطلة متوقفة الى جانب الطريق في منطقة الشراونة على بعد كيلومترين شمال بعلبك. وكانت ست غارات اسرائيلية استهدفت صباح اليوم الجمعة طرقات فرعية في شرق لبنان تؤدي الى سوريا وفق المصادر الامنية.

وفجر الجمعة استيقظ سكان العاصمة بيروت والمناطق المجاورة لها فجرا على دوي انفجارات ضخمة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. ولم تمض ساعات حتى وسع الطيران قصفه مستهدفا جسورا ضخمة وحيوية تربط العاصمة بطرابلس في الشمال ومنها بسوريا.

واعلن الصليب الاحمر اللبناني ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 15 آخرون بجروح في هذه الغارات التي ادت الى اصابة جسري المعاملتين وكازينو لبنان (نحو 20 كلم شمال بيروت) باضرار وتدمير جسري الفيدار على مقربة من مدينة جبيل (40 كلم شمال بيروت) والمدفون الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والشمال بشكل كامل.

وادت الغارات الجوية الاسرائيلية الى قطع طريق رئيسي لنقل المساعدات الانسانية الى لبنان واجلاء النازحين الى سوريا. واعتبر رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ان هذا التوسيع هدفه "تشديد الحصار على اللبنانيين وقطع التواصل بين ابناء الوطن وتجويعهم بهدف الضغط لفرض الشروط التي رفضها لبنان الذي يتمسك بوقف فوري لاطلاق النار قبل اي خطوة اخرى".

واعربت عدة منظمات انسانية الجمعة عن الاسف للغارات الجوية الاسرائيلية على لبنان التي وقصف الطيران الاسرائيلي للجسور على الطريق الساحلية السريعة. وقالت جنيفر باغونيس الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة "كانت طريق الامدادات الاساسية للمفوضية اذ ان كل امداداتنا تاتي من سوريا".

واضافت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي كريستيان برتيوم ان "خسائر جسيمة حلقت بالطريق الامر الذي عرقل اليوم ايصال المساعدات من العريضة في سوريا الى بيروت". واضافت ان الامم المتحدة كانت تريد ارسال فريق الى هناك لتقييم الخسائر والتحقق مما اذا كان ممكنا سلوك طرق اخرى ثانوية بين لبنان وسوريا لكن القوات الاسرائيلية لم تقدم موافقتها.

واعربت المفوضية الاوروبي عن "الاسف" للقصف الاسرائيلي الذي استهدف ليل الخميس الجمعة اربعة جسور شمال بيروت تعتبر اساسية لنقل المساعدات الانسانية بين لبنان وسوريا. واعلن الناطق باسم المفوضية بياترو بتروتشي "ان ما كنا نعتبره طريقا آمنا قد قصف" لكنه لم يوضح الانعكاسات المترتبة عن المساعدة الانسانية.

ورأى نائب منطقة كسروان فريد الخازن من التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون ان هذا التوسيع للقصف "مرتبط بالتصعيدين العسكري والسياسي الخميس" في اشارة الى تبادل التهديدات بين الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بقصف تل ابيب في حال قصفت بيروت وتهديد اسرائيل الصريح بتوسيع قصف البنى التحتية. والجسور الاربعة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه الى سوريا بعد ان قطعت الغارات الاسرائيلية عمليا الطريق الى معبر المصنع الحدودي المؤدي الى سوريا عبر شرق لبنان. ومنذ بدء القصف على لبنان قبل اكثر من ثلاثة اسابيع اغار الجيش الاسرائيلي على البنى التحتية في لبنان مثل مطار بيروت ومطارين اخرين صغيرين ومرافىء عدة الى نحو مئة جسر وطرقات ومحطات توليد للكهرباء من دون ان يستهدف بشكل مكثف المناطق المسيحية.

وكان نصرالله قال مساء الخميس في كلمة متلفزة متوجها الى الاسرائيليين "اذا قصفتم عاصمتنا سنقصف عاصمة كيانكم الغاصب" في اشارة الى تل ابيب في رد على تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس الذي هدد الاربعاء الماضي "بضربات جوية في عمق لبنان بما فيه بيروت". وردا على تهديد نصر الله نقل التلفزيون الاسرائيلي عن مسؤول عسكري اسرائيلي كبير لم يكشف اسمه ان اسرائيل ستدمر كل البنى التحتية في لبنان اذا تعرضت تل ابيب للقصف بصواريخ حزب الله.

ودمرت غارات الطيران الاسرائيلي والبوارج الحربية احياء بكاملها في ضاحية بيروت خصوصا حارة حريك حيث "المربع الامني" لحزب الله وفي بئر العبد فيما كانت احياء اخرى مثل حي ماضي والرويس بمنأى نسبيا عن القصف خلال اول اسبوعين من الهجوم الاسرائيلي.

وبالاضافة الى ذلك اغار الطيران الاسرائيلية سبع مرات على منطقة نحلة الجبلية بشمال شرق بعلبك في وسط لبنان مستهدفا طرقات تؤدي الى سوريا حسب ما اعلنت قوى الامن اللبنانية التي لم تتحدث على الفور عن سقوط ضحايا. كذلك شن الطيران الاسرائيلي صباح الجمعة غارة على محطة لتوليد الكهرباء تغذي جنوب سهل البقاع (شرق) وقسما كبيرا من جنوب لبنان كما افادت الشرطة. واوضحت الشرطة ان المقاتلات الاسرائيلية استهدفت "محطة ابراهيم عبد العال" لتوليد الكهرباء في سحمر التي تقع على بعد اربعة كيلومترات جنوب بحيرة القرعون على سد نهر الليطاني. وادى القصف الاسرائيلي الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وفق الشرطة التي لم تتمكن بعد من الافادة عن وقوع اصابات او عن حجم الاضرار.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 6/تموز /2006 -11/رجب/1427