من مكتبة النبأ: لماذا الدين ضرورة حتمية؟

 

الكتاب: لماذا الدين ضرورة حتمية؟

مصيرالروح الإنسانية في عصر الإلحاد

المؤلف: د. هوستن سميث.

الناشر: دارالجسور الثقافية/ سوريا/ ط1/ 2005


يناقش البروفيسور الأمريكي الصوفي المشرب وأستاذ الفلسفة وعلم الأديان في عدة جامعات أمريكية وصاحب كتاب أديان العالم، الأزمة الروحية الحاضرة لإنسان عصر الحداثة وما بعدها ويقدم لنا دراسة نقدية فلسفية واجتماعية وعلم- نفسية وتاريخية تشرح ملامح تلك الأزمة وما أنتجته من تصور مادي للعالم يقلص وجود الإنسان ويحرمه من كل أبعاده الروحية، وما يتبع ذلك من اختناق روحي وفقدان للأمل وسطيرة للمادية والفردية والاستهلاكية والأنظمة القانونية المتنكرة للقيم الدينية والسياسات الحكومية المجردة من المبادئ الأخلاقية مشبهاً ذلك بنفق مظلم حبس فيه إنسان الحداثة الفاقد للإيمان.

ويتبع المؤلف الأسس الفكرية والفلسفية التي يستند إليها هذا المفهوم العلمي المادي للعالم فينقدها علمياً، ليقدم في النصف الثاني من الكتاب مؤيدات التصور الديتي للعالم من خلال عدة فصول يطرح فيها معلومات علمية وفلسفية تدعم الإيمان بالله وبالروح وببقاء الوعي والحياة الشعورية بعد الموت، موضحاً القاسم المشترك بين أديان العالم الكبرى في هذا الصدد، داعياً في مطلع الألفية الثالثة إلى مجتمع تحترم فيه الروح الإنسانية وتشجع لاستثمار إمكانياتها الرائعة كاملة، وتلقي فيه القوتان الأقوى في التاريخ (الدين والعلم) ليحلا خلافاتهما ويرسيا أصول التعاون والعلاقة المتبادلة بينهما، ويستمر فيه الدين بلعب دوره الذي لاغنى للبشرية عنه: بوصفه المصدر الحيوي الزاخر للحكمة الإنسانية والبوصلة الأخلاقية التي تقود مسيرة حياتنا.

يتألف الكتاب من جزأين وخاتمة ويتضمن كل جزءٍ عدداً من الفصول، أما الفصل الأول فيقدم تمهيداً تاريخياً متبعاً فيه المراحل التاريخية الثلاث التي أوصلتنا للمرحلة الحاضرة، ملقياً الضوء على الإنجازات والإخفاقات في كل عصر.

والفصل الثاني يصف الأبعاد الروحية للعالم الذي كان يعيش فيه الناس قبل أن تحولهم القراءة الخاطئة للعلم الحديث إلى النفق المظلم وهي العبارة التي استخدمها المؤلف كاستعارة رئيسة في هذا الكتاب. وصف هذا النفق المظلم وجوانبه الأربعة يحتل الجزء الأول من الكتاب.

أما الجزء الثاني من الكتاب فينظر للمستقبل الذي رمز إليه المؤلف بالنور في آخر النفق.

حيث تلامس فصوله الأولى بعض التنبؤات، ثم تستقر على مهمتها الأساسية وهي وصف ميزات ومعالم الرواية الدينية الواسعة الثابتة غير المتغيرة. والاستراتيجية المتبعة هي المعالجة الواضحة والمباشرة.

وبما أن التوقعات تنطوي على شيء من المصادفة والمخاطرة، فإن النتائج التي تعطيها تعد قليلة القيمة. ولعل أفضل طريقة استعداد للمستقبل هي أن يكون في حوزتنا خريطة واضحة يمكنها أن توجهنا في الطريق الصحيح، أينما استقر بنا الحال في المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  31/تموز /2006 -5  /رجب/1427