بعد دعوة التيار الصدري لإعادة اعمار سامراء القوات الأمريكية تشن هجوما واسع النطاق على مدينة الصدر وتقتل العشرات

 قال شهود عيان إن القوات الأمريكية شنت هجوما واسع النطاق على مدينة الصدر (شمال شرق بغداد) في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة .

جاء ذلك بعد ايام من دعوة السيد مقتدى الصدر لحملة من اجل اعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين وتطوع الآلاف من الشباب العراقي في هذه الحملة.

وقال الشهود إن القوات الأمريكية شنت في الساعة الثالثة قبل فجر اليوم هجوما واسع النطاق على مناطق كسرة وعطش وجوادر ، قطاعي ( 74 و 75 ) في مدينة الصدر ،مستخدمة الطائرات والمدرعات والمشاة .

وأضاف الشهود ،وهم من سكنة المنطقة ،أن الطائرات قامت بقصف عدة أماكن في المدينة.. وحصلت إشتباكات عنيفة في المنطقة بين القوات الأمريكية ومسلحين من (جيش المهدي) التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر .

وقال مصدر طبي إن الحصيلة الأولية للهجوم الذي شنته القوات الأمريكية على مدينة الصدر قبل فجر اليوم الجمعة بلغت عشرة قتلى و( 30) جريحا ،فيما ذكر الأمريكيون أن الغاية من الهجوم " القبض على قائد للمتمردين متهم في أعمال قتل" .

وأفاد مصدر من مستشفى ( الإمام على) أن عدد قتلى الهجوم الأمريكي والإشتباكات التي تلته مع عناصر جيش المهدي "وصل حتى الآن إلى عشرة قتلى وثلاثين جريحا.. وفق حصيلة أولية."

ولم يقدم المصدر الطبي أي تفاصيل أخرى عن هوية الضحايا ،وإكتفى بالإشارة إلى أنهم "عراقيون جميعا" .

من جانبها ،قالت القوات الامريكية في بيان لها  إنها "قامت بإسناد قوات عراقية إشتبكت مع متمردين حال دخولها المنطقة (مدينة الصدر)."

وأشار البيان إلى أن " الغاية من الهجوم هو إلقاء القبض على قائد للمتمردين متهم في أعمال قتل عديدة."

وأغفل البيان الأمريكي ذكر هوية ( القائد) المطلوب ،أو تفاصيل الإتهامات الموجهة إليه .

ولم يصدر عن الحكومة أو الجيش العراقيين أي بيانات حول الهجوم حتى الآن .

وتقع (مدينة الصدر ) شمال شرق بغداد ،وهي مكتظة سكانيا.. وتسكنها غالبية شيعية ، وتعرضت المدينة في الفترة الأخيرة إلى عدة هجمات بسيارات مفخخة استهدفت الأسواق والأماكن العامة.

وقال الجيش الامريكي ان الرجل الذي امتنع عن الكشف عن اسمه اعتقل بعد ان قتلت القوات العراقية أو اصابت بين 30 و40 مقاتلا يدافعون عن المبنى الذي اخذ منه. وشوهدت جثث سبعة اشخاص على الاقل بينهم امرأتان في المستشفى.

وكانت وزارة الداخلية قد قالت ان تسعة اشخاص قتلوا وان 31 جرحوا ودمر اربعة منازل.

وقالت مصادر سياسية شيعية ان الرجل المستهدف من المداهمة هو أبو درع الشهير محاليا ويخشى بأسه وهو قائد الحق بميليشيا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. غير انهم قالوا ان أبو درع مازال هاربا فيما يبدو.

وكان الصدر قد وقع عقوبات على أبو درع الذي يشتبه في انه أصدر الامر بخطف نائبة سنية الامر الذي ادى الى مقاطعة الاقلية السنية لجلسات البرلمان هذا الاسبوع. وقال الجيش الامريكي ان الرجل المستهدف ربما كان يدير حركة منشقة.

وامتنع متحدث باسم الجيش الامريكي عن تأكيد ان أبو درع هو "المسلح البارز" الذي يعتقد انه اعتقل. وأصر ممثلو جيش المهدي المحليون على ان أبو درع مازال حرا لكن اخرين مقربين منه قالوا انه اعتقل.

وندد مساعدو الصدر بالعملية واتهم اشخاص محليون القوات الامريكية بقتل مدنيين ابرياء. ويعارض رجل الدين الشيعي الشاب الاحتلال الامريكي لكن مؤيديه ايضا يشغلون مناصب رئيسية في الحكومة الائتلافية التي يهيمن عليها الشيعة.

وقال الجيش الامريكي في بيان "الشخص المعتقل يرأس عدة خلايا من المسلحين في بغداد تركيزهم الأساسي هو شن هجمات على القوات العراقية وقوات التحالف" مضيفا انه لم يصب أحد من القوات العراقية أو الامريكية في المعركة التي استغرقت "43 دقيقة".

وأضاف الجيش "هو واتباعه قاموا بعمليات خطف وتعذيب وقتل مواطنين عراقيين... وبالاضافة الى ذلك له صلة (بلجنة معاقبة) تنفذ احكام لجنة اهلية."

وقال الجيش "انه متورط في نقل اسلحة من سوريا الى العراق لتسهيل جهوده للانقسام عن تنظيم المسلحين الحالي."

وقالت مصادر سياسية ان الهجوم شن للعثور على النائبة السنية تيسير المشهداني التي خطفت يوم السبت الماضي في منطقة شيعية في بغداد مع سبعة من حراسها الشخصيين. ورفض زملاؤها حضور البرلمان الى ان يطلق سراحها موجهين باصبع الاتهام الى الميليشيا الشيعية الموالية للحكومة.

وتأتي هذه المداهمة في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى انهاء التوتر الطائفي بين الشيعة والسنة الذي دفع البلاد الى شفا حرب اهلية. وهو يحاول انهاء التمرد السني المستمر منذ ثلاث سنوات.

ويقول محللون ان قوة الميليلشات مثل جيش المهدي التابع للصدر تمثل خطرا متزايدا على حكومة المالكي التي ترى واشنطن انها افضل امل لتجنب الانزلاق الى حرب أهلية.

وزادت قوة الميليشيات فيما تكافح قوات الامن العراقية والقوات الامريكية لاحتواء العنف الذي قتل عشرات الوف الاشخاص منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .

وقال الامين العام لمؤسسة الشهيد التابعة لمكتب مقتدى الصدر صاحب العامري لوكالة فرانس برس ان "القوات الاميركية اعتقلت خلال عملية المداهمة في مدينة الصدر امام صلاة الجمعة في مسجد المحاويل عدنان العنيبي".

وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المح الاربعاء في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية جواد البولاني الى ان جيش المهدي يقف وراء اختطاف النائبة السنية تيسير المشهداني السبت الماضي في حي الشعب ذي الغالبية الشيعية (شمال بغداد).

وقال الهاشمي الذي يتزعم الحزب الاسلامي (اكبر الاحزاب السنية في العراق) ان خاطفي النائبة "ينتمون الى جهة يفترض انها جزء من الحكومة والعملية السياسية في العراق وان كانت ليست لدينا معلومات مؤكدة" مشيرا الى احد مطالبها هو وقف الهجمات على "الحسينيات (المساجد الشيعية)".

وفي شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين قامت قوات التحالف بعمليات مداهمة ضد اشخاص يشتبه في تورطهم في عمليات خطف شرق بغداد ما ادى الى اشتباكات مع ميليشيا جيش المهدي في المنطقة.

ولكن القوات الاميركية والعراقية تجنبت بشكل عام المواجهات مع جيش المهدي منذ الاشتباكات التى وقعت بينهما خلال الفترة من نيسان/ابريل الى آب/اغسطس 2004 في مدينة النجف (جنوب) وفي مدينة الصدر.

بدوره اتهم عضو البرلمان عن (الإئتلاف الموحد) السيد صالح العكيلي القوات الأمريكية بقصف

مدينة الصدر بالقنابل العنقودية ،معللا هذا التصعيد بأن الإدارة الأمريكية وأطرافا في الحكومة العراقية " لم يرقها دخول التيار الصدري في العملية السياسية."

وأوضح العكيلي ،وهو قيادي في التيار الصدري وعضو في كتلته البرلمانية ضمن (الإئتلاف الموحد) تفاصيل الهجوم الأمريكي على (مدينة الصدر ) في إتصال هاتفي مع وكالة أنباء (أصوات العراق) ، قائلا "قامت الطائرات الأمريكية بعمليات إستطلاع وتصوير جوي فوق المدينة منذ منتصف ليل (الخميس) وحتى الرابعة من فجر اليوم الجمعة."

وتابع ".. ثم بدأت عملية القصف في الرابعة وخمسة عشر دقيقة فجرا على القطاعات ( 74 و75 و76 ) من مدينة الصدر."

وأشار العكيلي إلى أن قوات أمريكية راجلة " اقتحمت سرادق عزاء بعد منتصف ليل ( الخميس) ،وأطلقت النار على شابين كانا نائمين في السرادق.. فأردتهما قتيلين."

وردا على سؤال حول أسباب العملية العسكرية الأمريكية في رأيه ،قال صالح العكيلي " التيار الصدري بقيادة السيد مقتدي الصدر يناصب الولايات المتحدة العداء" ،مضيفا أن " الإدارة الأمريكية وأطراف في الحكومة العراقية لم يرقها دخول التيار الصدري في العملية السياسية" الجارية في العراق .

ولم يكشف القيادي الصدري عن تلك الأطراف ،لكنه لفت إلى أن القوات الأمريكية " تحاول جر (جيش المهدي) إلى معركة عسكرية" ،موضحا موقف الصدريين من ذلك بقوله " نحن ندعو من جانبنا إلى التهدئة.. وعدم الإنجرار وراء خطط الأمريكان."

من جهته قال ناطق باسم مكتب الشهيد الصدر فى بغداد يوم الجمعة إن التيار الصدرى سيطالب فى أول جلسة لمجلس النواب بإستدعاء رئيس الوزراء ووزيرى الداخلية والدفاع لاستجوابهم حول الأعمال العسكرية التى جرت فجر اليوم فى مدينة الصدر.

وأوصى الشيخ عبدالهادى الدراجى الناطق الاعلامى باسم مكتب الشهيد الصدر فى مؤتمر صحفى عقب صلاة الجمعة اليوم أتباع التيار الصدرى" بالتهدئة وضبط النفس لحين صدور أوامر من الزعيم مقتدى الصدر."

وشهدت المدينة هدوءا نسبيا عقب صلاة الجمعة ، ولم تخرج أى تظاهرات من المساجد.

وكانت القوات الامريكية قد شنت هجوما فجر اليوم على مدينة الصدر واشتبكت مع عناصر من جيش المهدى التابع للزعيم الشيعى مقتدى الصدر مما أسفر عن مقتل عشرة أفراد وإصابة ثلاثين آخرين.

وقالت القوات الامريكية انها قامت باسناد قوات عراقية اشتبكت مع متمردين حال دخولها المدينة للقبض على قائد للمتمردين قالت انه متهم فى أعمال قتل عديدة.

وتأتي هذه العملية بعد ايام من دعوة السيد مقتدى الصدر لحملة من اجل اعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين وتطوع الآلاف من الشباب العراقي في هذه الحملة.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 8/تموز /2006 -10  /جمادي الاخرى/1427