تهديدات جديدة للشيعة من اسامة بن لادن.. تكشف عن خيوط تنظيمية بينه وبين الطائفيين من سياسيي العراق

 

لاول مرة يدخل ابن لادن المعركة الاعلامية ضد العراقيين الشيعة من اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام، حيث قال في شريط له بث على مواقع الوهابيين والنواصب يوم الاربعاء الماضي وبعد سبع ساعات من تنفيذ العملية الارهابية في مدينة الصدر التي حصدت ارواح اكثر من اربعين مواطنا عراقيا من الشيوخ والنساء والاطفال والكسبة" ان مدن ومناطق الشيعة لن تكون بمنأى عن الرد والاذى"، اثناء حديثه عما اسماه انتهاك مدن السنة في العراق من قبل اميركا والجنوب، ويقصد بذلك شيعة العراق الذين يشكلون السواد الاعظم لمدن الجنوب العراقي .

تصريحات ابن لادن لا تضيف جديدا على النهج الذي يمارسه التنظيم الارهابي المعروف بشورى المجاهدين الذي يضم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي اسسه المقبور الزرقاوي وتنظيمات بعثية وسلفية، فاكثر من ثلاثمة الف شهيد هو مجموع ضحايا العراقيين من اتباع اهل البيت من العمليات الارهابية التي نفذها تنظيم القاعدة والبعثيين من اعوان صدام  منذ سقوط نظام الطاغية وحتى الان، ولكن تكشف هذه التصريحات عن حجم التقارير التي بذلها الطائفيون رجال الدين، والسياسيون الذين يتصدون لقيادة الشارع السني في العراق، والتي تحدثوا عن مذابح بحق السنة في العراق خلال الفترة الاخيرة وبنبرة عالية وبكثير من الكذب والافتراء ووحدة الخطاب لدى هذين الطرفين تنظيم القاعدة والزعماء الطائفيين من السنة في العراق، وهذا ما اشار الى بعضه بشكل غير مباشر النائب عبد الكريم السامرائي الذي تحدث مع قناة بغداد الطائفية التابعة للحزب الاسلامي، حيث قال وبالحرف الواحد " ليس مقبولا ان تشهد الرمادي والفلوجة والموصل عمليات للقوات الاميركية بينما تبقى مناطق في العاصمة بغداد تحتلها الميليشيات، ويقصد مدينة الصدر، بعيدة عن المعليات العسكرية " !!

ان المراقبين يتفقون على ان  الحديث عن مذابح بحق السنة في العراق، انما هي اكذوبة ودعاية بعثية يتكفل بترويجها طائفيون سياسيون ورجال دين وبخاصة هيئة علماء السنة، فاين تنفجر السيارات المفخخة ..؟ واين تعترض الحافلات ويؤخذ الرهائن بالعشرات وفي وضح النهار ..؟ واين تقع عشرات قذائف الهاون يوميا في بغداد واطرافها، واية مذابح كجسر الائمة وتفجيرات كربلاء والنجف وسامراء وبابل شهدنها مناطق السنة ومدنهم، وهاهي محافظة الحلة وتوابعها نالت الامرين من جرائم النواصب الكفرة والبعثيين، بينما العوائل السنية تعيش باحترام وامان في داخل محافظة الحلة وبقية المحافظات، وهاهي كربلاء المقدسة يمتلك عقاراتها وخاصة فنادقها الفخمة تجار من الاخوة السنة من الكبيسيين وغيرهم من الرمادي  والموصل، وهاهي النجف الاشرف تحتضن مئات العوائل السنية، وهذه ليست منة من الشيعة عليهم، بل ان دينهم الاسلامي ومنهج اهل البيت عليهم السلام توجب ان ينتهجوا هذا النهج وفق مااشار اليه القران الكريم "ولاتزر وازرة وزر اخرى " .

ان تصريحات ابن لادن لا تضيف جديدا بل تكشف عن وجه ارهابي مقيت عند هذه الشريحة ممن نهلوا فكرا ارهابيا يجعل استباحة دم المسلمين، اهون من قتل بعوض .!! وتكشف هذه التصريحات وحدة الخطاب عند ابن لادن وعند دعاة الطائفية في العراق .

وان تصريحات ابن لادن جاءت لتؤكد من جديد، وجود خيوط تنظيمية، بين السياسيين الطائفيين ورجال الدين الطائفيين من اتباع هيئة علماء السنة وتنظيم القاعدة وهذا ما فسر رفض هذه الهيئة اصدار بيان واحد يدين الارهابي المقبور الزرقاوي، وكذلك الحزب الاسلامي وقياداته التي رفضت ان تذكر جرائم الزرقاوي وتعتبرها عملا ارهابيا اجراميا، بل ان شخصيات عديدة من هيئة علماء السنة امروا باقامة الفواتح على الزرقاوي في مزارع ابوغريب وبيوتات قياداتهم وفي البوعيثة و اليوسفية والمحمودية وفي الانبار. ان هذه الخيوط بدت تتضح يوما بعد يوم وخاصة في الفترة الاخيرة وبعد مقتل الزرقاوي بشكل خاص، اذ شعرت هذه القيادات السنية الطائفية ان ثمة منعطفا هاما شكله مقتل الزرقاوي الذي كانوا يتفيئون بجرائمه، وحتى ياتي اليوم الذي يستطيع تنظيم القاعدة لملمة جراحه، لابد من حملة اعلامية كبيرة يكسبون فيه تعاطفا اكبر واوسع واسرع من قيادات الارهاب، لذا جاء تصريح ابن لادن الاخير الذي كان نتاجا لجهد اعلامي وتنظيمي بارع مارسته هذه القيادات السنية الطائفية !!.

والسؤال اية حرمة جديدة يريد ان ينتهكها ارهاب ابن لادن في العراق .. لم ينتهكها من قبل ..من خلال هذه التهديدات الجديدة للشيعة ؟ فقد ارتكب تنظيمه ابشع الجرائم واشدها دموية واجراما حصدت ارواح مئات الالاف من العراقيين .. من شيعة واتباع اهل البيت عليهم السلام  في العراق ومن قبل اقترفها بحق شيعة افغانستان . ووصلت يد هذا الارهابي الى مقدسات الاسلام ورموزه الهادية وفجرت مرقدي امامين من ائمة اهل بيت محمد صلى الله عليه واله وسلم وسعت لمزيد منه عندما وصلت الى جوار صحن مرقد الامام الحسين سيد الشهداء عليه السلام قبل ثلاثة شهور .

نعم كل انواع الارهاب ارتكبه ويرتكبه تنظيم ابن لادن والظواهري وهما لايعبران اكثر من مجرد تفسير لنهج التكفير الذي حوته كتب ابن تيم واشباهه الذي كفروا الموحدين والبسوا نظريتهم قدسية زائفة .وعنوان نظريتهم الكبرى في الحقيقة تختصر بجملة واحدة " لاحرمة للدماء ولاقدسية لها حتى وان كان اصحابها من الذين يشهدون بالشهادتين ". لذا فتهديدات ابن لادن، لا تاتي بجديد بقدر ما تكشف عورات  بعض السياسيين السنة  في العراق من الطائفيين واعضاء هيئة علماء السنة، الذين استنجدوا به نفاقا وتملقا وهدفهم الاكبر حماية مصالحهم والعمل لاعادة نفوذ حزب البعث واعوانه، وبرئت منهم سنة العراق من الطيبيين الذين يكفرون بهذا التمثيل الكاذب لهم في العراق.

على صعيد مقارب قالت لجنة برلمانية بريطانية إنها تعتقد بأن خطر الإرهاب الدولي لم يتم تقليصه من خلال العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق بل قد يكون زاد بسببها.

فقد جاء في تقرير أصدرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني بعنوان "الحرب على الإرهاب" أن القاعدة تظل تشكل "تهديدا غاية في الخطورة والوحشية" ضد المملكة المتحدة، وسيصبح أمر محاربتها أكثر صعوبة نتيجة التغييرات في الطريقة التي تعمل بها. واعترفت اللجنة بأن غزو العراق قد قدم للإرهابيين الدوليين مصدرا قويا للدعاية وأرضية حاسمة وخصبة للتدريب وأضاف التقرير إنه يتعين على الحكومة البريطانية توضيح الظروف التي ستقوم في إطارها بسحب قواتها من العراق. وقال إن تردي الوضع الأمني في العراق والصراعات الطائفية والعرقية التي تتسع يوما بعد يوم في ذلك البلد يدعو "إلى غاية القلق". كما حث التقرير الحكومة على الاستجابة لقضايا أخرى منها مستوى الاعتقالات التي تقوم بها قوات التحالف في العراق. كما دعا التقرير أيضا الحكومة إلى إيضاح الأمر لأمريكا بأن أي عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني يجب أن يكون الملاذ الأخير فقط، ناهيك عن حاجة واشنطن إلى الحصول على اتفاق واسع من حلفائها الدوليين حول هذا الشأن.

وقال التقرير: "إن القيام بعمل عسكري يحتمل أن يطلق العنان لنتائج وعواقب لا تحمد عقباها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم. كما أنه لا يشكل ضمانا يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية على المدى البعيد".

إلا أن اللجنة أشادت بالتعاون القائم بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا في موضوع المفاوضات مع إيران كما رأى التقرير أن جهدا ضئيلا قد بذل للتواصل مع العالم العربي والإسلامي لمواجهة "الدعاية الإرهابية". واعتقد أن استمرار وجود معتقل خليج جوانتانامو في كوبا قد أضعف السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة الأمريكية وأضاف المزيد إلى قائمة البشر الذين يلحق بهم الضيم. وعبرت اللجنة عن قلقها بخصوص الوضع الأمني المتردي في أفغانستان ووصول تكتيكات عنف جديدة إلى هناك مستوحاة مما يقوم به المسلحون في العراق. ودعا البرلمانيون البريطانيون حكومتهم إلى توضيح أهداف القوات البريطانية التي تم نشرها مؤخرا في أفغانستان.

ويذكر ان زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن حذّر في تسجيل صوتي منسوب له من ما أسماه "إبادة السنّة في العراق. ودعا بن لادن في التسجيل الثاني الذي يُنسب له في غضون يومين إلى "مواصلة القتال ومعاقبة الأحزاب المشاركة في العملية السياسية"واصفا حكومة المالكي بالـ"خائنة والمرتدّة". كما توجّه بن لادن في رسالته عبر شبكة الانترنت إلى الصوماليين ودعاهم لدعم حكم "تحالف المحاكم الإسلامية"، محذرا الدول الأخرى من إرسال قوات إلى الصومال.

يأتي هذا الشريط فيما شهد العراق أكثر التفجيرات دموية لهذا العام إذ قُتل ستون شخصا على الأقل وجُرح أكثر من مئة آخرون في انفجار استهدف سوقا في مدينة الصدر التي تقطنها أغلبية شيعية. 

وكان أسامة بن لادن قد أشاد في في تسجيل صوتي منسوب له بث على شبكة الانترنت يوم الجمعة، بأبو مصعب الزرقاوي زعيم التنظيم في العراق الذي قتل في غارة جوية أمريكية في وقت سابق هذا الشهر. ووصف بن لادن في التسجيل الذي بلغت مدته 19 دقيقة، الزرقاوي بأنه شهيد وقال "أصيبت أمتنا الاسلامية بالفجيعة لمقتل فارسها، ليث الجهاد، أبو مصعب الزرقاوي في غارة أمريكية مخزية".

وقد دعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شريط صوتي جديد، العراقيين إلى مواصلة القتال ضد القوات الأمريكية ومعاقبة من وصفهم بـ"عملاء الاحتلال" كما دعا الصوماليين إلى دعم المحاكم الإسلامية، وعدم الاستجابة إلى الدعوات التي تنادي بإرسال قوات دولية إلى الصومال.

من جانبه رد البيت الابيض على تحذير أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بالانتقام من الشيعة في العراق بادانته بوصفه رجلا سوداوي الرؤية لا يقدم سوى الفوضى والحرب والشقاء. وقال البيت الابيض في بيان تلاه مسؤول ان"أسامة بن لادن يريد بث الشقاق والفوضى في العراق والعالم الاسلامي." وتحدث المسؤول شريطة عدم نشر اسمه لان المخابرات الامريكية تحاول تحديد مدى صحة التسجيل الصوتي الذي بثه ابن لادن يوم السبت على شبكة الانترنت. وقال مسؤول البيت الابيض "اذا كان صحيحا فهذا الشريط يظهر من جديد ان ابن لادن والقاعدة يواصلان استخدام اجهزة الاعلام لتبرير رؤيتهم السوداء والحرب ضد الانسانية .""هؤلاء الارهابيون لا يقدمون شيئا في ايدلوجيتهم ورسائلهم أكثر من القتال والصراع والشقاء ."

وهدد ابن لادن في هذا التسجيل الاغلبية الشيعية في العراق بالانتقام للهجمات التي تستهدف السنة العرب وبان جماعته ستقاتل الولايات المتحدة في اي مكان بالعالم. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 3/تموز /2006 -/جمادي الاخرى/1427