كلاشنيكوف اكثر الاسلحة استخداما في العالم ومخترعها يدعو الى تقليص استخدامها

 

يؤكد تقرير نشر الاثنين ان بندقية كلاشنيكوف الرشاشة ستبقى السلاح القاتل الاكثر استخداما في العلم في مناطق النزاعات المسلحة لعشرين سنة مقبلة لان انتاجها لا يخضع لقواعد ومعايير.

واوضح التقرير الذي اعده ائتلاف "سيطروا على الاسلحة" ونشر على هامش مؤتمر دولي حول مكافحة الاتجار بالاسلحة الخفيفة يفتتح اعماله اليوم الاثنين في الامم المتحدة ان حوالى 70 مليون بندقية كلاشنيكوف او بنادق شبيهة بها متوافرة الان في العالم لا سيما في ترسانات 82 دولة على الاقل.

وجاء في التقرير ان هذه الرشاشات تستخدم "للقتل والتمثيل والاغتصاب والتعذيب وارتكاب جرائم عنف في دول مختلفة مثل افغانستان وبريطانيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والعراق والمكسيك وسيراليون والولايات المتحدة وفنزويلا واليمن".

واعتبر التقرير ان "العدد الكبير لمراكز الانتاج وتوافر هذا السلاح باعداد كبيرة وغياب المعايير والقوانين لتنظيم تناقله يسهل حصول تجار عديمي الذمة وميليشيات مسلحة ومجرمين على هذه الاسلحة".

ويبلغ سعر رشاش كلاشنيكوف في بعض دول افريقيا ثلاثين دولارا.

واوضح التقرير ان مصمم هذه البندقية الجنرال الروسي ميخائيل كلاشنيكوف يدعو شخصيا الى اشراف دولي حازم على تجارة الاسلحة الخفيفة.

وقال كلاشنيكوف في التقرير "غالبا ما اسأل ما اذا كنت اشعر بالذنب بسبب المآسي البشرية التي تخلفها هذه البندقية. لكن المصممين لا يتحملون مسؤولية وجهة الاسلحة وكيفية استخدامها الحكومات يجب ان تشرف على انتاجها وتصديرها".

واضاف "بسبب غياب الاشراف الدولي على مبيعات الاسلحة تنتشر الاسلحة الخفيفة بسهولة في العالم ولا تستخدم فقط للدفاع عن الاوطان بل يستخدمها ايضا معتدون وارهابيون ومجرمون".

ويضم ائتلاف "سيطروا على الاسلحة" منظمة العفو الدولية واوكسفام انترناشونال وشبكة التحرك الدولي حول الاسلحة الخفيفة ونحو 600 منظمة غير حكومية. ويطلب الائتلاف من الحكومة اعتماد قواعد صارمة بشأن تجارة الاسلحة الخفيفة والاشراف على انتاجها وعلى المخزونات الحالية.

هذا ودعا ميخائيل كلاشنيكوف مخترع البندقية الهجومية الروسية المعروفة التي بيع منها 100 مليون قطعة في العالم الاثنين في حديث لصحيفة "تايمز" الى تقليص تجارة الاسلحة.

وقال كلاشنيكوف للصحيفة البريطانية قبل ايام من مناقشة في الامم المتحدة لقضية تجارة الاسلحة ان "فرض قيود صارمة على من ينتهك اتفاقا دوليا مماثلا امر لا مفر منه".

ويمكن بندقية "اي كي 47" (كلاشنيكوف) التي استخدمها الجيش السوفياتي للمرة الاولى العام 1947 ان تكون قاتلة عن مسافة 1500 متر.

واضاف كلاشنيكوف "لا يزعجني ان تستخدم اسلحتي في معارك تحرير وطنية او لاغراض دفاعية ولكنني اشعر بالحزن الشديد والغضب حين ارى اشخاصا مسالمين يقتلون ويصابون جراء هذه الاسلحة". وتابع "اهدىء نفسي بالقول انني اخترعت هذه البندقية قبل ستين عاما لحماية مصالح بلادي".

وقال كلاشنيكوف للصحفيين "ينبغي ان تكون هناك قوانين متحضرة تمنع تداول الاسلحة دون قيود حول العالم."

وأضاف "ينبغي ان تكون الاسلحة في ايدي من يدافعون عن دولتهم.. من يدافعون وليس من يهاجمون."

وتابع "لا ينبغي ان تصل الاسلحة لايدي الاطفال. حين لا يستدعي الأمر استخدامها ينبغي وضعها في مستودعات اسلحة محكمة الغلق."

وتحمل البندقية اسم (ايه كيه-47) وهو اختصار لعبارة (أفوتمات كلاشنيكوفا) أي البندقية كلاشنيكوف الهجومية ولسنة التصميم عام 1947 وهي أكثر الاسلحة شهرة واستخداما في فئتها.

ويفضل الجنود والمسلحون بل والمقاتلون الاطفال استخدامها لانها قوية ويعتمد عليها كما يحبها تجار الاسلحة لانها سهلة التصنيع.

وتحرص الشركة المصممة وروسوبورون اكسبورت التي تحتكر تصدير الاسلحة في روسيا على التأكيد على ان الدول الاخرى التي تنتج الكلاشينكوف لم تحصل على تراخيص سليمة.

وتتكلف البندقية المقلدة نحو 65 دولارا بينما تباع البندقية من انتاج المصنع الروسي في ايجيفسك بمنطقة الاورال ما يتراوح بين 300 و400 دولار.

ورغم مشاعر الضيق من تقليد تصميمه فان كلاشنيكوف شديد الفخر بما يلقاه من رواج بين المتمردين والجيوش النظامية من فنزويلا الى فيتنام.

ومضى قائلا "في شبابي قالت الولايات المتحدة انها لن تمس البندقية ايه- كيه 47 السوفيتية. كم كانوا مخطئين. تذكروا فيتنام. في الاحراش القوا بسلاحهم واستولوا على بنادق ايه كيه-47 من الفيتناميين الذين قتلوهم."

ويضيف انه لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يشاهد الجميع على شاشات التلفزيون القوات العراقية التي تسلحها الولايات المتحدة تحمل هذه البنادق وقال "اختاروا ما هو بسيط ويمكن الاعتماد عليه."

وذكر هو جالس في متحف يروي قصة حياته "كثيرا ما يلومني الناس بسبب سقوط عدد كبير من القتلى."

واستطرد قائلا "وذات يوم.. التقيت بوزير دفاع موزمبيق وقال لي.. حين نلنا حريتنا بمساعدة بندقيتك عاد الجنود لديارهم واطلق من رزقوا باطفال على ابنائهم اسم كلاش."

وتناقش الامم المتحدة بين 26 حزيران/يونيو والسابع من تموز/يوليو امكان مراجعة خطة وضعتها عام 2001 لمكافحة التجارة الدولية غير القانونية بحوالى 640 مليون قطعة سلاح خفيف في العالم. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  28/حزيران /2006 -/جمادي الاخرى/1427