
الكتاب: الإسلام والجنوسة والتغيّر
الاجتماعي.
تحرير: إيفون يزبك حداد
جون ل. إسبوذيتو
ترجمة: أمل الشرقي
مراجعة: فؤاد سروجي.
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع عمان-
المملكة الأردنية الهاشمية.
عرض: قسم المتابعة.
من مستهل ((تقديم)) ومن قلم جون أل. أسبوذيتو وتحت عنوان ((النساء
في الإسلام وفي المجتمعات المسلمة)) نلحظ هذه التحليلات:
في بداية فترة الاستقلال التي تلت الحرب العالمية الثانية، اتبع
الكثير من الدول الإسلامية الناشئة مسارات للتحديث والتطور حملت طابعاً
غربياً وتدرجت ما بين اللباس الغربي ((الحديث)) ومؤسسات الدولة
والمجتمع. كما حمل ذلك ضميناً، افتراضات مسبقة بأن التحديث سوف يتبعه
المزيد من العلمانية أي فصل الدين عن الحياة العامة. ثم تبني أو تكييف
نماذج التطور الغربية، والسياسية، والاقتصادية، والتربوية، والاجتماعية،
مثل الوطنية، والاشتراكية، والبرلمانات، واللوائح القانونية، والمناهج
التعليمية الحديثة:
وقد وفر التحرير الوطني والصيغ الوطنية الناشئة المحتوى والإطار
للتطور السياسي والاجتماعي في مجالات عدة اعتباراً من السياسة وانتهاءً
بالجنوسة إلا أن الجنوسة أثبتت كونها المجال الأكثر تعقيداً وألغازاً.
إذ لم تكن قوة التقاليد والصراع بين الحضارات أقوى في أي مجال آخر منها
في المجال المتعلق بوضع النساء وأدوارهن، نظر الزعماء الدينيون
والمسلمون الأكثر تأثيراً بالإسلامية إلى المحدثين العلمانيين بصفتهم
تغريبيين يهددون بإصلاحاتهم الديانة والثقافة، والأسرة والمجتمع. بدا
أن النموذج التحديثي بقيمه المزعومة في الحرية، والمساواة، وتقرير
المصير يحمل إتماما للإسلام يهدد بتقويض المجتمع المسلم والأسرة
المسلمة. فقد أثر في كل شيء من الملبس، والتربية والعمل إلى قوانين
الأسرة والأحوال الشخصية (كالزواج، والطلاق، والإرث). استبدلت النساء
الحجاب بالزي الغربي وعلى حقائق ونماذج الفصل بين الجنسين في المجتمعات
الإسلامية أقيمت المشاركة المتزايدة للنساء في الحياة العامة- أي خارج
المعازل التقليدية في البيوت. انطوت الإصلاحات التربوية والتشغيلية على
أدوار جديدة للنساء تجاوزت دور الزوجة والأم. اعتبر البعض تلك الأدوار
معارضة للمعتقد الإسلامي التقليدي الذي يجعل إعالة الأسرة فرضاً دينياً
ذا أولوية على الرجال في حين يفرض على النساء واجب رعاية الأسرة في
المنزل. ولم يظهر الصراع على نحو أوضح كما ظهر عليه في مجال إصلاح
قانون الأسرة الإسلامي.].
وفي العنوان الثاني من كلمة ((تقديم)) الذي يحمل ((النساء في العالم
الإسلامي الحديث)) نتمض في أبعاد النظرات التالية لما كانت عليه
بدايات التغيير الجديد الطارئة على المجتمعات الإسلامية:
[خلال نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين استجاب المثقفون،
والزعماء الدينيون، والحكومات لتحدي الاستعمار الأوربي ولتأثير الغرب
الحديث. كان الهدف هو بعث المجتمع الذي كان خامداً في الظاهر، إن لم
نقل محتضراً، واستعارة قوته وحيويته من خلال نهضته جديدة، كان الأمل
بالنسبة للكثيرين في حينه أن يؤدي الميلاد العربي أو الإسلامي الجديد
إلى التحرر القومي من نير الهيمنة الاستعمارية الأوربية (المسيحية)
وكان التحدي مائلاً على جميع الجبهات: السياسية، والاقتصادية،
والدينية، والتربوية، والاجتماعية، والثقافية. تباينت المعالجات بشدة،
وتراوحت ما بين موقف العلماء الأكثر من خلقه، وموقف الحكام والنخب
المتأثرة بالغرب إضافة إلى الإسلاميين التحديثيين.
بالنسبة للعلماء كانت الاختيارات أمام المجتمع واضحة: الجهاد دفاعاً
عن الإسلام أو الهجرة على غرار رد النبي (ص) على أعدائه- أو الإنكار
وعدم التعاون مع الغريب. بينما رغم الحكام على اعكس وذلك بالتعليم من
الغرب، أي استخدام الوسائل التي أتاحت لأوربا تقدمها العسكري
والتكنولوجي. أقيمت المدارس الجديدة ذات المناهج الغربية وأرسل الطلاب
ليتعلموا في الغرب، وعيّن المستشارون والموجهون كان الحكام أكثر
اهتماماً بالتحديث العسكري والعلمي والاقتصادي منهم بالتغيير السياسي
المؤثر وتطلعت نخبة جديدة متأثرة بالغرب إلى تقليده، منادية، بإدخال
إصلاحات واسعة.
في الوقت نفسه، ظهر بديل ثالث هو: الحداثة الإسلامية، حاول مصلحون
مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في مصر، وسيد أحمد خان من جنوب
آسيا ومن بعده محمد إقبال تجسير الهوة بين الموقف الانعزالي للكثير من
العلماء ورجال الدين وبين المحدثين العلمانيين من المسلمين الأكثر
تأثيراً بالغرب. وجادلوا بأن الإسلام دين دنيامي تقدمي قادر على
التغيير وأنه لا يتعارض مع أركان الحداثة وهي (العقل، والعلم،
والتكنويوجيا) وقد انتقدوا جميعاً ميل العلماء إلى التشبث بالتقليد
ودعوا لاجتهاد جديد في الإسلام لغرض الرد على التحديات الحديدة التي
تواجه الجماعات المسلمة.].
ومن القسم الثاني ((الإسلام والجنوسة والتغير الاجتماعي السياسي))
نقرأ في الفقرة (( (7) الطريق الثابت والبطيء نحو تمكين النساء في
باكستان)) بقلم أنيتا أم وايس هذه السطور دون تعليق:
من وضع النساء في باكستان وأحوالهن وما يتبع ذلك في نفاذيتهن إلى
السلطة بتغير منذ بداية القرن العشرين، واجهت النساء المسلمات في الهند
في القرن التاسع عشر كفاحاً شاقاً من رجل تخفيف بعض التقييدات بالغة
الشدة المفروضة على نشاطات النساء المتربطة بـ((البردة)) أي ((الستار))
وتقييد الزوجات، وضحان حقوق النساء القانونية بموجب القانون الإسلامي
الذي شعر المسلمون بأنه قد استلب تحت أحكام القانون المدني البريطاني،
وإدخال تعليم الإناث في سبعينات القرن التاسع عشر. دعا السير سيد أحمد
خان إلى التعليم الحديث بصفته الوسيلة الوحيدة لتحرير المسلمين
الخاضعين للحكم البريطاني، وطور في عام 1880 المؤتمر التعليمي المحمدي
لغرض نشر رسالته، وهو ما يشار إليه الآن باسم حركة أليغار. إلا أن
المؤتمر لم يشكل قسماً نسائياً إلا في عام 1896. ثم فتح بعد ذلك بثلاث
سنوات مدرسته الأولى لإعداد البنات لمهمة التدريس، التي وضعت الأساس
لتعليم البنات المسلمات، كان التقدم بطيئاً. وبحلول عام 1921، كانت
أربع فتيات فقط من كل ألف أنثى مسلمة قد جعلت على فرايا التعليم
النظامي.
في الكفاح من رجل الاستقلال عن بريطاني الذي أعقب تلك الفترة، كانت
((العصبة المسلمة)) والإسلام نفسه، يعتبران على الصعيد الشعبي مؤيدين
لتمكين المرأة، أسست ((العصبة المسلمة)) عام 1906 من قبل خمسة وثلاثين
من رجال النخبة (من مدن أو تجار) وملاك أراضي كبار، أرادوا ضمان حصول
المسلمين على نصيب عادل في الإصلاحات الدستورية القادمة.].
ومن العناوين الفرعية المهمة اللذان ضمهما القسمان الأول والثاني
فالكتاب:
* الإسلام والجنوسة: أزمات في العالم العربي النتغير.
* قضايا الجنوسة والتفسير المعاصر للقرآن.
* الإسلام، والتغير الاجتماعي، وواقع حياة النساء العربيات.
* النسوية في جمهورية إسلامية: سنوات الشدة، سنوات النمو.
* معالجات علمانية وإسلامية حول الحداثة في مصر وارتقاء الدولة
الوطنية ما بعد الاستعمارية.
* النساء والدولة في الأردن: ضم أم إبعاد؟
* تغير العلاقات الجنوسية وعملية التنمية في عمان.
* النساء والدين في البحرين: هوية ناشئة.
* الجنوسة، والإسلام، والدولة: النساء الكويتيات في المعركة، ما قبل
الاجتياح إلى ما عبد التحرير.
* نساء الفلبين المسلمات- التقاليد والتغيير.
والمشاركون في الكتاب هم:
* فيفان س.م انجيليس: مدرسة ديانات العالم ودينامية الدين في جامعة
لا سال في الفلبين...
* مارغون بدران: كتب باسهاب حول تاريخ النساء والنسوية في العالم
العربي- تشمل كتبها: النسويون، الإسلام، والأمة، الجنوسة وصناعة مصر
الحديثة...
* لوري أ. بارند: أستاذة مشاركة في العلاقات الدولية ومديرة مركز
الدراسات الدولية في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
* جون ل. إسبوذيتو: أستاذ الدين والشؤون الدولية في جامعة جورج تاون،
ومدير مركز التفاهم الإسلامي- المسيحي...
* إيفون حداد: أستاذة تاريخ الإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية
في مركز التفاهم الإسلامي- المسيحي في جامعة جورج تاون...
* و (أُخريات) هنّ على التوالي: ميرفت ف. حاتم، نادية حجاب، أفسانة
نجم آبادي، كارول رايغنبرغ، مي صيقلي، بربارا ف. ستوواسر، وأنيتا أم.
وايس. |