
أظهر تقرير إحصائي رسمي اليوم، أن 42.4% من مجمل السكان في الأراضي
الفلسطينية لاجئون، وأن الأسر التي يرأسها لاجئون أشد فقراً من الأسر
التي يرأسها غير لاجئين.
وأشار رئيس الإحصاء الفلسطيني لؤي شبانة، في تقرير حول أوضاع
اللاجئين الفلسطينيين صدر اليوم، عشية اليوم العالمي للاجئين الذي
يصادف غداً، أن معدل البطالة يرتفع بين اللاجئين مقارنة مع غير
اللاجئين.
ونوه شبانة إلى أنه بعد أن استبسل الشعب الفلسطيني في الدفاع عن
أرضه ضد الاستعمار الصهيوني والاستعمار الإنجليزي، ونتيجة للوضع
المتدهور في الأراضي الفلسطينية، فقد قررت الأمم المتحدة فرض خطتها
لتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة للعرب وأخرى لليهود.
وقد جاء ذلك تنفيذاً لوعد بلفور البريطاني سنة 1917، حيث دعا قرار
تقسيم فلسطين رقم 181 إلى تأسيس دولة لليهود على 56.47% من مساحة
فلسطين، وأخرى للعرب على 42.88% من هذه المساحة.
وأوضح شبانة، أن المأساة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام
1948 كانت مأساة مدمرة، فقد طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها
إسرائيل حوالي 957 ألف عربي فلسطيني حسب تقديرات الأمم المتحدة عام
1950.
فقد تشتتت الأسر بشكل عشوائي، وتركت الأراضي والمنازل والأملاك،
وحشد اللاجئون في مخيمات مكتظة موزعة في الأراضي العربية المجاورة، على
الرغم من أن المخيمات الفلسطينية ليست هي المكان الشرعي للاجئين من
وجهة نظر حقوقية.
وذكر شبانة، أن عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها
وكالة الغوث في الأراضي الفلسطينية والدول العربية 59 مخيماً، بلغ
عددها في لبنان 12 مخيماً، في حين تتساوى عدد المخيمات في الأردن
وسوريا 10 مخيمات في كل منهما، أما في الأراضي الفلسطينية فقد بلغ عدد
المخيمات 27 مخيماً، موزعة بواقع 19 مخيماً في الضفة الغربية و8 مخيمات
في قطاع غزة.
وشكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون لدى
وكالة الغوث ما نسبته 16.2% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الوكالة،
منهم 26.4% يعيشون داخل المخيمات.
من جانب آخر، فقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المسجلون لدى وكالة
الغوث في قطاع غزة ما نسبته 22.6% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين
المسجلين لدى وكالة الغوث، منهم 49.0% يعيشون داخل مخيمات قطاع غزة.
وبلغت نسبة اللاجئين المسجلين في الأردن حوالي 41.8% من إجمالي
اللاجئين الفلسطينيين، منهم 15.9% يعيشون داخل المخيمات. في حين بلغت
نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في مخيمات لبنان
9.4%، منهم 52.7% يعيشون داخل المخيمات، مقابل 10.0% من اللاجئين
الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث يعيشون في سوريا، منهم 26.6%
يعيشون داخل مخيماتها.
وتشير النتائج المتوفرة في نهاية عام 2005 إلى أن نسبة السكان
اللاجئين في الأراضي الفلسطينية بلغت 42.4% من مجمل السكان الفلسطينيين
المقيمين في الأراضي الفلسطينية، منهم 17.1% في الضفة الغربية و25.3%
في قطاع غزة، حيث تبلغ نسبة اللاجئين من مجمل سكان الضفة الغربية 27.2%
فيما تبلغ هذه النسبة في قطاع غزة 68.4%.
وتعاني مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية من أعلى معدل انتشار
للفقر بين أسرها، فقد أظهرت نتائج أنماط الاستهلاك بين الأسر في
الأراضي الفلسطينية، أن (39.9%) من أسر المخيمات تعاني من الفقر.
ويعتبر هذا الانتشار أعلى من معدل الفقر السائد في المناطق الريفية
(32.5%) والحضر (24.9%)، وربما يعود ارتفاع معدلات الفقر في مخيمات
اللاجئين إلى ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع معدلات الإعالة وكبر حجم
الأسرة بين أسر المخيمات، مقارنة مع غيرها من الأسر في المناطق الحضرية
والريفية، علاوةً على ارتفاع نسبة الفقر في قطاع غزة ككل، فقطاع غزة
يشهد أعلى معدلات للفقر بغض النظر عن نوع التجمع السكاني.
وشكلت الأسر التي أربابها من اللاجئين 41.1% من الأسر الفلسطينية
لعام 2005، إلا أنها شكلت ما نسبته (47.8%) من الفقراء. |