من مكتبة النبأ: إقرأ ثم تزوّج

 

الكتاب: إقرأ ثم تزوّج

المؤلف: محمد جواد الطبسي

الناشر: دار الهدى للطباعة والنشر

(قم – إيران)

الأوليات: الطبعة الثانية 1425هـ

(112) صفحة من القطع المتوسط

 

إن من عظيم آلاء الله ونعمه على البشرية، أن جعل الأشياء أزواجاً وجعل للإنسان زوجة يسكن إليها ويأنس بها، كما قال في كتابه الكريم (ومن آياته أن خلق من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها)

فتأمل في (المقدمة) هذه العبارات:

كان صلى الله عليه وآله وسلم يتزوج ويرغّب الشباب على ذلك، ولكن لما كانت طباع البشر ونفوسها مختلفة وبعضها غير ملائمة مع بعضها الآخر، أمرنا بالتدقيق حول هذا الأمر المقدس كي لا تقع في المهالك.

ونعني بذلك تحقيق الزوج حول الزوجة التي تناسبه، من الكفوية وغير ذلك، وهكذا تحقيق الزوجة حول الرجل الذي خطبها...

وليعلما كل من الشاب والفتاة، إذا أرادا أن يعيشا طول حياتهما عيشة راضية وحياة سعيدة ويطيب نسلهما فلا يتزوجها إلا مع الكفوء، فلهذا يجب على الزوج أن ينظر أين يضع نفسه، ومن يشركه في ماله ويطلعه في دينه وسره.

في المحور الأول (أحاديث النبي في الحث على الزواج) نقرأ هذه الإرشادات:

حرّض النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال خطبه ولقاءاته، الشباب ببناء هذا الأمر المقدس وبين لهم منافع الزواج وفوائده ومضار العزوبة ومفاسدها.

وأشار أيضاً في ضمن خطبه ولقاءاته إلى أن الزواج من سننه، وأنه أحسن بناء بني في الإسلام وأعمر شيء في عالم الكون.

في فقرة (النكاح سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) نطالع:

قال علي عليه السلام: تزوجوا فإن التزويج سنة رسول الله، فإنه كان يقول: من كان يحب أن يتبع سنتي، فإن من سنتي التزويج، واطلبوا الولد، فإني مكاثر بكم الأمم غداً وتوقوا على أولادكم من لبن البغي من النساء والمجنونة فإن اللبن يعدي.[1]

ومن فقرة (5 – المحافظة على نصف الدين) نطالع:

وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تزوّج أحرز نصف دينه.[2]

وبالفقرة (7 – فضل المتزّوج) نتأمل هذه المقولة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:

وعنه عليه السلام عن أبيه الباقر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم.[3]

وفي المحور الثاني (السعي في زواج الشباب) نقف على هذه الحقائق:

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما، زوجه الله عز وجل ألف امرأة من الحور... أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها. كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة... وحرم الله عليه النظر إلى وجهه.[4]

وبمحور رقم 3 (الزواج مع من..؟) نتأمل الملاحظة التالية:

نرى كثيراً من الشبان المؤمنين على خوف وقلق من أمر الزواج، لأسباب منها: إن بعضهم لما كان غير عارف بشرائط الزوجية تراه يرفض ذلك، ومنهم يريد الزواج من بنات الأغنياء ومنهم يرغب أن تكون له زوجة حسناء وهكذا يرغب الآخر أن تكون زوجته ذات علم وكمال. ولما لم يصل إلى مطلوبه يعرض عن الحياة الزوجية.

وبخصوص المحور الرابع (صفات الزوجة الصالحة) نقرأ ضرورة توفر المواصفات التالية:

1- المحافظة على حقوق الزوج.

2- العفيفة العزيزة في أهلها.

وبحدود محور رقم 6 (الزواج مع الأقرباء) نطالع هذه النصوص الموثقة:

يحترز الكثير من الناس من الزواج بالأقرباء لجهتين:

الأولى: أخذاً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً[5] أي نحيفاً.

قال الفيض الكاشاني في المحجة الثامنة، أن لا تكون من القرابة القريبة فإن ذلك يقلل الشهوة...

الثانية: عملاً بقول بعض الأخصائيين، فيظن هؤلاء بأنه لو تزوج الإنسان مع أقاربه سوف يبتلى بأولاد مرضى وناقصي الخلقة. في حين أن هذه النظرية لم تثبت كلياً، فلا كل من تزوج بالأقارب أبتلي بأولاد ناقصي الخلقة ولا كل من تزوج مع الأجنبية أصبح عنده أولاد أصحاء وغير مرضى.

فالأفضل الاحتراز إذا كانت المسألة جادة وعلى الخصوص إذا كانت القرابة قريبة، لأنه لم يكن إصرار من هذه الناحية في هذه الحالة من قبل المعصومين على الزواج مع الأقرباء رغم كثرة هذه المصاهرات بينهم.

منها زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع زينب بنت جحش، ابنة عمته.[6]

ومنها زواج الإمام علي مع فاطمة بنت رسول الله التي كانت ابنة ابن عمه.

ومنها زواج عبد الله بن جعفر مع زينب، بنت عمّه.

ومنها زواج الحسن المثنى مع فاطمة ابنة عمه.

ومنها زواج الإمام زين العابدين عليه السلام مع ابنة عمه، بنت الإمام الحسن المجتبى.

وغير ذلك من هذه المصاهرات التي اتفقت بين المعصومين وأبناءهم وظني أن لذلك أسباباً أُخر، منها عدم رعاية كل من الزوج والزوجة ما قرره النبي والمعصومين حين إتخاذ الولد.

فمن أراد أن يسلم ولده من العمى والخرس والسقط والخبل والنقص في الخلقة وغير ذلك فعليه بمراجعة بعض الكتب المخصصة في ذلك[7] حيث لا فرق في ذلك بين الأجنبية والقرابة القريبة والبعيدة.

ومن متن المحور 15 (وصايا هامة إلى الزوجين) وفقرة (وصايا النبي إلى الزوج) جزء 1 أمنع زوجتك في أسبوعها الأول) نطالع:

عن أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام أنه قال: وأمنع العروس في أسبوعك من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض، من هذه الأربعة الأشياء.

فقال علي: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لأي شيء أمنعها من هذه الأشياء الأربعة؟ قال: لأن الرحم يعقم ويبرد من هذه الأشياء الأربعة عن الولد.

 

([1]) وسائل الشيعة، ج14، ص4.

([2]) نفس المصدر ص5.

([3]) وسائل الشيعة ج14 ص7.

([4]) وسائل الشيعة ج14 ح27.

([5]) المحجة البيضاء، ج3، ص94.

([6]) راجع سفينة البحار.

([7]) راجع كتاب وسائل الشيعة وكتاب مكارم الأخلاق.

 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين   19/حزيران /2006 -21  /جمادي الاول/1427