حسناوات أمريكيات في الصحراء الموريتانية..

 

يدور جدل واسع هذه الأيام في موريتانيا حول متطوعات هيئة السلام الأمريكية اللاتي ينتشرن في القرى والمدن، حيث تتعدد التفسيرات حول سبب إقامتهن ولسنوات في بلد صحراوي.

وذكرت صحيفة الوطن ان هيئة السلام الأمريكية قد دأبت منذ عقود على إيفاد متطوعات لموريتانيا ليقمن فيها بل إنهن يفضلن قرى العمق الموريتاني حيث البداوة تتجلى بأبهى صورها، ولعل القاسم المشترك بين جميع المتطوعات المقيمات حاليا في موريتانيا هو أنهن فتيات حسناوات في ريعان الشباب ودودات يحاولن مساعدة الجميع.

ومع ارتفاع أعدادهن كثرت الأسئلة حول مهمة الفتيات وهل هن بالفعل متطوعات يحاولن مساعدة الفقراء ومواساة المحتاجين، أم إنهن باحثات اجتماعيات يحاولن اكتشاف مجتمعات مختلفة عن وسطهن، أم هاربات من ملل الحضارة المعاصرة نحو حياة بسيطة. ويسود اعتقاد راسخ لدى فئات كبيرة من الشعب الموريتاني مفاده أن المهمة الحقيقية للمتطوعات الأمريكيات هي جمع معلومات استخباراتية عن موريتانيا كما يؤكد علي ولد أحمدو (تاجر).

 ويضيف أن المتطوعات أرسلتهن الولايات المتحدة لمساعدة حليفتها إسرائيل على اختراق المجتمع الموريتاني الذي ظل عصيا عليها رافضا التطبيع".

ويقول محمد محمود ولد اعل (باحث اجتماعي) إن الهدف من إيفاد متطوعات هيئة السلام الأمريكية إلى موريتانيا هو إعداد دراسات معمقة من داخل المجتمع لمعرفة خصائصه وتحليل طباعه ومن ثم استخدام كل تلك المعلومات في خطط ودراسات قد تحتاجها عملية غزو محتملة لهذا المجتمع سيما أن موريتانيا بلد مجهول وغامض لدى الكثيرين. ويؤكد الباحث أن "خبرة المتطوعات في كل البلدان تعد بمثابة شهادة يسترشد بها الخبراء عند صياغة الخطط الإعلامية وخطط الحرب ويعتمد عليها رجال السياسة والأجهزة الاستخبارية. وتنظر فئات عريضة من المجتمع الموريتاني المحافظ للمتطوعات الأمريكيات بتوجس كبير لكونهن فتيات أولا و فاتنات ثانيا.

وتحذر فاطمة بنت زيدان (مدرسة) من مخاطر وجود هؤلاء المتطوعات الحسناوات في مجتمع بدوي لم يتأثر كثيرا بالمتغيرات العصرية وتقول:" نخشى من المتطوعات أن يفتن أولادنا ويؤثرن على بناتنا أو أن يقنعن الشباب بالهجرة للخارج وهناك حالات كثيرة لعائلات استضافت متطوعات وكانت النتيجة إما الطلاق أو هجرة الأبناء".

ويوافق أحمد ولد العابد (طبيب) على رأي فاطمة ويؤكد أن احتمال وقوع الشباب الموريتاني في فخ الفتنة وارد جدا مما سيولد مشاكل اجتماعية كثيرة إضافة لنقل أمراض جنسية معدية".

وتتبع المتطوعات لمكتب نواكشوط لهيئة السلام الأمريكية ذات البعد المسيحي ويؤكد مسؤولون من داخل المكتب أن عملهم ليس له علاقة بالسياسة بل هو عمل تطوعي خيري هدفه مساعدة الفقراء وربط علاقات طيبة بين الشعوب. وينفي القائمون على المكتب تأثير المتطوعات على طبيعة المجتمع وأسلوب حياة الموريتانيين ويقولون إن "الفتيات يحترمن خصوصية البلد حيث إنهن يحرصن على عدم الاحتكاك بالشبان كثيرا ويتبعن طقوس وعادات المجتمع في اللباس والحديث حتى إنهن لا يصافحن الرجال مثلما تفعل الموريتانيات كما أنهن يمتنعن عن تعاطي المشروبات الروحية طيلة إقامتهن في موريتانيا".

وتدفع المتطوعة الأمريكية نظير إقامتها مع أسرة موريتانية تقبل بها تعويضاً قدره 3 دولارات في اليوم، وتلتزم باحترام الآداب والذوق العام وارتداء "الملحفة الموريتانية" وهي زي النساء الدائم في البلاد حتى لا يصبحن شاذات داخل مجتمع تلتحف نساؤه ويتلثم رجاله. وتحرص المتطوعة على اختيار اسم عربي بدل الاسم الأجنبي حتى تندمج أكثر في المجتمع.

وتقول فاطمة واسمها الحقيقي أليسون ليكي (28 سنة) إنها مرتاحة في موريتانيا ومنسجمة كثيرا مع المحيط الذي تعيش فيه. وتضيف أن أكثر ما يزعجها هو الدعوة للدخول في الإسلام، حيث إن كل من يقابلها يدعوها للإسلام ويحثها على اكتشافه ويهديها كتباً دينية.

وتقول ليكي :"نحن نحترم الدين الإسلامي لكننا هنا من أجل شيء آخر" وعن مهمة المتطوعات بموريتانيا تؤكد ليكي أنها تشمل كل شيء ما عدا السياسة وتركز على تعليم اللغة الإنجليزية ومساعدة الأطفال الفقراء.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين   19/حزيران /2006 -21  /جمادي الاول/1427