مونديال كأس العالم يتحول الى مناسبة حافلة بالدعارة

  قال مسؤول رفيع بالاتحاد الاوروبي ان انشطة الدعارة الاجبارية قد ارتفعت كما كان متوقعا نتيجة لنهائيات كاس العالم في المانيا مما دفع الاتحاد الاوروبي لاتخاذ اجراءات مشددة على الحدود في محاولة لوقف ذلك.

وقال فرانكو فراتيني مفوض شؤون العدل بالاتحاد الاوروبي يوم الاثنين امام البرلمان الاوروبي ان هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يتوقع ان يجتذب نحو ثلاثة ملايين مشجع في المانيا أدى الى تفاقم المشكلة فيما لا يستطيع المنظمون فعل شيء.

وقال ان جماعات من تجار الرقيق الابيض تقوم بحلب الفتيات الى المانيا من دول الحدود الشرقية للاتحاد الاوروبي.

وقال فراتيني ان بولندا والمجر وجمهورية التشيك قامت خلال الاشهر القليلة الماضية بعمليات تمشيط وتفتيش للحدود للقبض على هذه الجماعات.

وقال "علينا ان نكثف من عمليات التفتيش على هذه الحدود."

ويقوم الاتحاد الاوروبي بتمويل خطوط تليفونية ساخنة لمساعدة النساء الا ان البرلمان الاوروبي قال ان الامر يتطلب بذل مزيد من الجهود.

وقالت النائبة الاشتراكية جينوفيفا جرابوفسكا "انني احث الجميع على ابراز البطاقة الحمراء ضد الدعارة الاجبارية في وجه جميع اولئك الذين يروجون لها من خلال الصمت او التغاضي."

وتعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لانتقادات لعدم تصديه بايجابية لهذه الظاهرة بعد ان طالب الفيفا البرلمان الاوروبي والسلطات المعنية في ابريل نيسان الماضي بمواجهة ظاهرة الاتجار في البشر.

ويتخوف الكثيرون من احتمال إجبار المزيد من النساء اللواتي يتم استقدامهن من بلدان أوروبا الشرقية على ممارسة البغاء خلال مونديال كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا، شخصيات وجمعيات ألمانية بادرت بإطلاق حملة لمكافحة هذه الجريمة.

يتوقع الكثير من المراقبين أن يزيد الطلب على بيوت الدعارة في ألمانيا مع اقتراب كأس العالم، وبالتالي فهم يخشون أن يتسبب هذا الأمر في إجبار مزيد من النساء على ممارسة البغاء. ويخص بالذكر منهن تلك الآتيات من دول شرق أوروبا. لذلك فقد انطلقت حملة كبيرة قبل انطلاق الحدث الرياضي الكبير لكشف أبعاد هذه العملية الإجرامية ومحاولة منعها. وتسعى الحملة إلى جذب تعاطف زائري كأس العالم عن طريق تعريفهم بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعانيها هؤلاء النسوة. وستركز الحملة التي تقوم بها المنظمات المختلفة نشاطها في المدن الكبرى التي تستقبل مباريات كأس العالم مثل هامبورج وبرلين وميونخ وفرانكفورت ولايبرتج.

راعية الحملة ورئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في ألمانيا هايدي سيمونز عبرت عن أهميتها وأن الكثيرين يظنون أن الدول الأوروبية الغنية مثل ألمانيا لا يمكن أن تشهد مثل هذه الظاهرة، وأنه بالتالي لا يجب عمل الكثير وتوضح سيمونز هدف الحملة قائلة: " نريد أن نوضح أن على الباحث عن هؤلاء الفتيات التفكير فيما يطلب، على الأقل يجب أن يشعر بالعطف عليهن. فمع كل السعادة والحماس للعب، يجب أن يضعوا في اعتبارهم ألا تكون النساء والفتيات مجبرات على فعل ما يقلل من قيمتهن وآدميتهن" وكلما زاد عدد الناس الذين يأخذون الأمر بعين الاعتبار، كلما أصبح إعطاء النسوة حريتهن أقرب إلى التحقيق كما تعتقد سيمونز.

أما نقابة رجال الشرطة والتي تدعم الحملة فترى أن هناك احتياجاً لتغيير القوانين الخاصة بهذه الجريمة، كونراد فرايبرج رئيس النقابة وصف العقوبة المقررة على الإتجار بأغراض النساء بأنها مخجلة. كما أن الأمر لا يجب أن يعتمد على تحريات الشرطة فقط، يجب أن يكون هناك أيضا تعاون دولي لحل المشكلة يمر عبر الجمارك. أما ريجينا كالتهيجينير من جمعية "تير دي فام" أو "أرض النساء" فقد عبرت عن تخوفها من جلب المزيد من النساء من دول أوروبا الشرقية إلى ألمانيا أثناء كأس العالم. ولأن ريجينا تعمل بالمحاماة، فهي تعرف العديد من النساء اللواتي تعرضن للإجبار على الدعارة، ومعظم موكلاتها كن يبلغن من العمر أقل من عشرين عاماً: "على سبيل المثال، يمكنني أن أحكي لكم عن فتاة أوكرانية، لم تكن تود على الإطلاق أن تعمل في الدعارة. جلبت إلى ألمانيا منذ عامين وأخضعوها لإرادتهم وفرضوا عليها هذه المهن. غير أنها كانت محظوظة لأن أحد المترددين على بيت الدعارة لاحظ أنها لا تجيد الألمانية، كما لاحظ أنها كانت حزينة وكانت تحمل على جسدها آثار جروح. كان هذا الشخص عنيداً وصمم أن يعرف ما الأمر. وعندها ذكرت له أنها تعمل في هذا المكان بالرغم عن إرادتها، وأنها تود أن تعود إلى بلدها. لم يتركها إلا بعد أن أبلغ رجال الشرطة بأمرها"

ويدعم الحملة أيضا عدد من ا لمنظمات والهيئات التي تحاول توعية جماهير الكرة عن طريق اللوحات الإرشادية والكتيبات والنشرات وبطاقات التهنئة وأغطية زجاجات البيرة، وستحتوي هذه النشرات على رقم الخط الساخن، حيث يمكن الإبلاغ عن أي حالة تثير الشكوك. وعن مدى فاعلية مثل هذه الحملات تتذكر وكيلة جمعية "تير دي فام" حملة سابقة أقيمت في عام 1999، ولكن على نطاق أضيق: "ما حدث هو أنه نشأ مزيد من الوعي بالأمر، مما جعل الكثير من الرجال يبلغون عن حالات نساء يعتقد أنهن تعرضن للإجبار على الدعارة. لذا فنحن نعتقد أن الأمر يستحق التجربة وهذا هو ما دفعنا لتقديم الدعم"

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس   15/حزيران /2006 -17 /جمادي الاول/1427