طالعتنا جريدة روز اليوسف بمقال للسيد ممدوح إسماعيل ملأه بالسب
والشتم لشيعة العراق خاصة وللشيعة عامة.
جاء المقال كما هو معلوم تحت عنوان (شيعة العراق بين السفالة
والعمالة) ولا أدري هل تدخل تلك الكلمات النابية في إطار التعبير
المشروع عن الرأي أم أنها تدخل في إطار السب والقذف العلني؟!.
كاتب المقال يرى علمه من النوع التام حيث يقول: (كنت ألتمس بابا
للأمل في الشيعة مع علمي التام أنهم من منحرفي العقيدة وأنهم من اشر
الفرق المبتدعة) ولا أدري من أين جاء بهذا العلم التام بينما يقول
مفتي مصر الشيخ علي جمعة في مقاله المنشور بجريدة الأهرام بتاريخ 27
فبراير 2006 (إن الأزهر الشريف قد اعترف بالمذاهب الفقهية الثمانية
التي يقلدها المسلمون في العالم في عصرنا الحاضر وهي الأربعة السنية
واثنان من الشيعة ( وهما الجعفرية والزيدية) واثنان من خارج ذلك
وهما( الإباضية والظاهرية) وكان قبل ذلك قد أصدر الإمام الأكبر
الشيخ محمود شلتوت قرارا باعتماد المذهب الجعفري واعتماد الأخذ منه عند
أهل السنة وهذا كله نراه مسطورا في كتب الفريقين عبر التاريخ يعرض هذا
رأي هذا ويعرض ذاك رأي الآخر مرة لمناقشته ومرة لاعتماده ومرة لنصرته
وترجيحه
مما يدل علي أنهما علي دين واحد وعلي قبلة واحدة هي الكعبة المشرفة
وعلي مصدر واحد هو كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم
يصومون شهر رمضان لا يختلفون فيه ويصلون الخمسة ويحجون البيت).
فمن أين جاء صاحبنا بعلمه التام الذي هو في حقيقة الأمر جهل تام.
يزعم الأخ ممدوح إسماعيل في مقاله المنشور في جريدة روز اليوسف أن
الشيعة يقتلون أهل السنة وأن من قتل من أهل السنة على يد الشيعة بلغ
أكثر من أربعين ألف نفس وأن الشيعة قاموا بمهاجمة مسجد سني في البصرة
يسمى مسجد العرب فقتلوا اثني عشر من المصلين وأنهم فعلوا هذا احتجاجا
على ما أسماه (بتدمير قبرين) هما ضريحي الإمامين الهادي والعسكري سلام
الله عليهما بمدينة سامراء!!.
ويمضي الرجل يكيل سبابه وشتائمه للشيعة عامة ولمراجع الدين العظام
وعلى رأسهم آية الله السيستاني واصفا لهم بالخيانة والعمالة إلى آخر
هذه الكلام المؤسف الذي نشرته روز اليوسف.
فات الرجل أن تلك الجماعات المسماة بالإسلامية والتي افتتحت ولا
زالت توالي نشاطها التكفيري الدموي في بلدان إسلامية سنية تقدم الحجة
النموذجية على أن من يقتل المسلمين بعد تكفيرهم ووصفهم بالطائفة
الممتنعة إن كانوا من السنة والطائفة المبتدعة إن كانوا من الشيعة هم
تلك الجماعات الإرهابية والتي قامت بقتل عشرات من المسلمين المصريين
الأبرياء بعد تكفيرهم رغم أنهم من أهل السنة وفاته أيضا أن نداءات
القتل اليومية التي يطلقها زعماء الإرهاب القاعدي المتمركز في
أفغانستان موجهة نحو مصر والسودان والعربية السعودية وكلها بلدان ذات
أغلبية سنية كما فاته أيضا أن أغلب أعداء تلك الجماعات وخصومها هم من
السنة وليسوا من الشيعة.
فليخبرنا الرجل عن السبب الذي دفع الحكومة الأردنية للتعاون من أجل
ملاحقة الإرهابي الزرقاوي إلى أن تم قتله يوم الأربعاء الماضي 7 يونيو
2006.
ألم يكن من بين هذه الأسباب استهدافه للأردن ذلك البلد ذو الأغلبية
السنية حيث نجح بالفعل في تفجير أحد الفنادق الأردنية وجرى إحباط
الكثير من مخططاته الموجهة ضد هذا البلد.
لماذا لم يخبرنا الأخ ممدوح عن السبب الذي دفع تلك الجماعات
الزرقاوية لقتل الكثير من أهل السنة العراقيين ممن رفضوا التماهي مع
مخططاتهم ومن بينهم الشيخ أسامة الجدعان والشيخ نصر الفهداوي شيخ عشيرة
البو فهد والذي كان مرشحا لاستلام منصب محافظ الأنبار حيث تقول وثائق
التنظيم التي عثر عليها ما يلي (هذا الرجل عمل حثيثا على حرب التنظيم
بكل ما أعطي من قوه مادية ومكانه اجتماعيه في الرمادي وقد استخدمنا معه
الطريقة التالية: أولا سكتنا عنهم في مرحلة الانتخابات حيث عملوا
سيطرات وحشد من عشيرته العشرات وبدءوا يفتشون السيارات وتعدوا وتجاوزوا
على الأخوة مرات عديدة وقد صرحوا هم بذلك وبعدها قام الأخوة بمداهمة
منزله في منتصف الليل بملابس الحرس الوثني وسياراتهم ثم أخذوه وقتلوه
ولله الحمد وفي الصباح التالي بدأ جيرانه وأهل بيته يحدثون العشيرة بأن
"الحرس الوطني ويقولون سمعنا منهم من يتكلم الإنكليزية أي أن الأمريكان
هم الذين اخذوا أبا ضاري " وتم قتله ولم يتم الإعلان أو التبني لأي
مسؤولية تجاهه والحمد لله).
يتباكى الأخ ممدوح على ما أسماه بتدمير مساجد السنة وفاته أن هؤلاء
القتلة لم يبقوا حرمة لبيت من بيوت الله فهم قد دمروا الكنائس والمراقد
الطاهرة لأئمة أهل البيت التي يصفها الأخ بأنها مجرد قبرين ولا أدري في
أي دين أو مذهب يجوز انتهاك حرمة القبور وتدميرها ومن باب أولى كيف
يجوز استخدام المساجد كأوكار لتخزين السلاح والشاهد على ما نقول هو
فضيحة الانفجار الذي حدث في مرقد عبد القادر الجيلاني يوم الأحد 6 مايو
الماضي والذي يقع في الرصافة ببغداد حيث قتل إرهابي وجرح آخر أثناء
وقوع خطأ في إعداد مواد متفجرة وحارقة ، وكشفت التحقيقات التي تمت مع
اثنين من الإرهابيين وأحدهما رائد في الجيش ويدعى جاسم السامرائي
ورفيقه سعد طعمه الحسيني عن خيوط مهمة في عمل المجموعات الإرهابية حيث
ذكرا، أسماء شخصيات دينية وعسكرية سابقة توفر الدعم والإمكانات لها .
كما اعترف الإرهابيان اللذان القي القبض عليهما في مكان الحادث عن
عمليات إرهابية عديدة نفذتها مجموعتهم في بغداد.
الذين يبيحون لأنفسهم تدمير مراقد أئمة أهل البيت في سامراء لا
يتورعون عن استخدام المساجد كقاعدة لتخزين السلاح والذخيرة ولو كان هذا
المسجد سنيا مثل مسجد عبد القادر الجيلاني أو مثل مسجد العرب في البصرة
حيث قالت مصادر في الشرطة العراقية أن قوات الأمن اشتبكت مع مسلحين
مجهولين لجئوا إلى المسجد وقتلت تسعة منهم واعتقلت ستة آخرين وأكد أن
الشرطة تعرضت لإطلاق النار من داخل المسجد حينما كانت تمر من أمامه في
قلب مدينة البصرة.
أما عن صور الأسلحة المستخرجة من المسجد فهي متوفرة لدينا ولا ندري
كيف يحق للأخ ممدوح أن يتباكى على ما أسماه بتدمير مسجد العرب وهم من
ابتكر استخدام الانتحاريين لتفجير المصلين وحوادثهم من هذا النوع لا
تعد ولا تحصى بدءا من قتل آية الله السيد محمد باقر الحكيم عقب فراغه
من صلاة الجمعة أو تدمير المصلين في مسجد براثا يوم الجمعة التاسع من
مارس 2006 حيث لقي نحو 69 عراقيا مصرعهم وأصيب أكثر من 130 آخرين في
تفجيرات استهدفت المسجد مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة حيث بلغ
عدد ضحايا التفجيرات التي استهدفت مسجد براثا 69 قتيلا و130 جريحا
وقالت المصادر الأمنية أن انتحاريين كانا يرتديان ملابس نسائية فجرا
نفسيهما وسط المصلين مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة.
أخيرا نقول لو أن المعركة الدائرة كانت بين الشيعة والسنة فما هو
السبب الذي دفع تلك الجماعات لقتل المصريين وبث الذعر بين صفوفهم في
الثمانينات والتسعينات ولماذا كفوا بعد ذلك عن القتال ولبسوا مسوح
القديسين والرهبان ودعاة السلام؟؟!!.
هل كان هذا التوقف عن القتال حبا في السلام أم إدراكا لموازين القوى
المختلة لغير صالحهم وأنهم كانوا وما زالوا يتحينون الفرصة لبدء القتال
تارة أخرى؟؟!!. |