ازمة المراهقين في امريكا: ارتفاع مستوى الامراض النفسية ونسبة المدخنين

 

أظهرت دراسة أمريكية متخصصة ارتفاعا حادا ومستمرا فى اعداد المراهقين الأمريكيين دون سن العشرين الذين تناولوا أدوية مضادة للأمراض النفسية خلال الفترة من 1993 وحتى 2002.

وقالت الدراسة المنشورة في عدد يونيو من دورية (أرشيف الطب النفسى العام) ان تلك الفترة شهدت ازديادا ملحوظا في تعاطي الأطفال والمراهقين العقاقير المعالجة لأمراض نفسية من بينها الانفصام في الشخصية والجنون وهي أمراض تفقد الشباب القدرة على التواصل مع الواقع.

وأضافت ان ثمة ارتفاعا في مستويات القلق لدى الاخصائيين وعامة الناس في الولايات المتحدة جراء تلك النتائج التي تعد الأولى من نوعها مشيرة الى ان غالبية الادوية التي قررها الأطباء للمرضى من المراهقين والأطفال لم تحصل على موافقة من ادارة الأغذية والدواء الأمريكية بأن يتم منحها للاطفال.

وأشارت الدراسة الى تضاعف اعداد الأطفال والمراهقين الذين تلقوا ادوية لعلاج الأمراض النفسية ست مرات ما بين عامى 1993 و 2002 اذ ارتفع من 201 ألف شخص ما بين عامي 93 و 95 الى مليون و224 ألف شخص في عام 2002.

وقالت ان عدد الزيارات التي يقوم بها المراهقون والأطفال دون 21 عاما لعيادات الصحة النفسية قد زاد بنسبة 2ر9 في المئة خلال تلك الفترة مشيرة الى ان 3ر18 في المئة من تلك الزيارات قد انتهت بكتابة وصفات طبية وأدوية.

واضافت ان الذكور والشباب من أصحاب البشرة البيضاء مثلوا غالبية من تلقوا علاجا للأمراض النفسية خلال الفترة محل الدراسة مشيرة الى ان العقاقير التي أقرها الأطباء تتعامل مع عدة أمراض تتصل بالخلل السلوكي والتغيرات المزاجية والخلل النفسي والعقلي.

يذكر ان تعداد سكان الولايات المتحدة يبلغ نحو 299 مليون شخص من بينهم نحو 75 مليون شخص دون سن 18 عاما.

كما أعلن مسؤولون في وزارة الصحة الأمريكية أن نسبة المدخنين بين من هم في سن المراهقة في الولايات المتحدة، شهدت ارتفاعاً طفيفاً خلال العامين الماضيين، في إشارة إلى أن البرامج التي تم إتباعها لخفض هذه النسبة لم تحقق أهدافها. وأظهرت دراسة مسحية أجريت هذا الأسبوع، أن نسبة من يدخنون بين طلاب المدارس في المراحل الأخيرة في الولايات المتحدة المسجلة خلال عامي 2005 و2006، ارتفعت بنحو 3 بالمائة عن معدلاتها السابقة المسجلة منذ عام 2003.

وكانت دراستان مماثلتان، تم إجراؤهما العام الماضي، قد أكدتا أن نسبة المدخنين بين المراهقين الولايات المتحدة ثابتة إلى حد كبير، حيث لم تشهد ارتفاعاً أو انخفاضاً ملحوظاً منذ عام 2002.

وقالت الدكتورة كورين هوستن، مديرة مكتب الصحة والتدخين في مركز مراقبة ومنع انتشار الأمراض الأمريكي، بمدينة أتلانتا، في ولاية جورجيا "لقد أنجزنا بعض النجاحات في السابق، ولكن يبدو الآن أننا لم نعد نفعل." وأضافت "هذه الدراسة هي الثالثة التي تعطينا نفس المعدلات"، حسبما نقلت أسوشيتد برس. وشارك في الدراسة التي أجراها المركز، وأعلنت نتائجها الخميس، نحو 14 ألف شاب وفتاة من طلاب المدارس في المراحل الدراسية الأخيرة بمختلف الولايات الأمريكية.

وبلغت معدلات التدخين بين الأمريكيين في سن المراهقة، التي كان قد تم تسجيلها في العام 1997، نحو 36 بالمائة، انخفضت بعد سنتين إلى 35 بالمائة، وواصلت نسبة المدخنين بين المراهقين الأمريكيين انخفاضها في العام 2003 حتى وصلت إلى 28.5 بالمائة، إلى أن وصلت إلى أدنى معدلاتها في العام 2003 بنسبة 22 بالمائة. وأشارت الدراسة إلى أن واحد من كل أربعة طلاب، أجابوا بأنهم قاموا بالتدخين خلال الثلاثين يوماً الماضية، وذلك في إطار ردهم على سؤال تضمنته الدراسة، مما يرفع نسبة المدخنين بينهم إلى 25 بالمائة.

وقال المتحدث باسم حملة مكافحة التدخين بين الأطفال في الولايات المتحدة، فينس ويلمور "الحقيقة أن نسبة التدخين بين الشباب لم تعد تنخفض بالشكل الذي كنا نتوقعه، وهذا يعد جرس إنذار لنا." وكانت دراسة سابقة لمركز مراقبة ومنع انتشار الأمراض الأمريكي، قد كشفت عن أن خسائر الولايات المتحدة جراء التدخين خلال الفترة بين عامي 1997 و2001، بلغت أكثر من 92 مليار دولار بسبب الإنتاجية المفقودة. وفيما لم تقدم الدراسة تقديرات بشأن تكاليف الرعاية الطبية للأمراض المتعلقة بالتدخين خلال الفترة ذاتها، فقد  أشارت إلى أنها بلغت حوالي 75.5 مليار دولار خلال عام 1998 فقط. كما كشفت الدراسة عن أن معدل الوفيات بسبب التدخين المباشر، خلال الفترة محل الدراسة، بلغ نحو 438 ألف حالة وفاة سنوياً.

وأشارت تقارير دولية سابقة، إلى أن أكثر 5 ملايين شخص يتوفون سنوياً، من بين نحو 1.25 مليار مدخن في مختلف أنحاء العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء   14/حزيران /2006 -16 /جمادي الاول/1427