استنكار شعبي أردني ضد الاسلاميين: اعتقال أربعة نواب بعد تقديمهم العزاء بالزرقاوي ووصفهم له بالشهيد 

تصاعدت حملة الادانة والاستنكار الرسمية والشعبية ضد اربعة نواب اردنيين بسبب قيامهم بتعزية اسرة ابو مصعب الزرقاوي بمقتله في العراق واعتباره مجاهدا وشهيدا.

واستنكرت الاوساط الرسمية والشعبية والحزبية والاعلامية تصرف النواب الاربعة الذين ينتمون الى (حزب جبهة العمل الاسلامي) اكبر احزاب المعارضة الاردنية وله 17 مقعدا في مجلس النواب موءكدة ادانتها الشديدة واستهجانها لموقفهم.

وتصاعدت حدة الغضب الشعبي العارم اثر تحرك مجلسى الاعيان والنواب وعدد من الاحزاب والفعاليات الشعبية امس وادانتها لهذا العمل داعية الى محاسبتهم ومعاقبتهم بسبب زيارتهم بيت العزاء الذي اقامه ذوو الزرقاوي في مسقط راسه بمدينة الزرقاء بعد مقتله في عملية أميركية عراقية مشتركة نفذت مساء الاربعاء الماضي.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة يوم الاثنين ان أربعة نواب قدموا العزاء لعائلة ابو مصعب الزرقاوي أُحيلوا الى محكمة أمن الدولة بعد يوم من اعتقالهم.

وقال جودة في مؤتمر صحفي ان هناك شكاوى قدمت ضد النواب من قبل اهالي قتلى التفجيرات التي وقعت في عمان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وأدت الى مقتل 60 شخصا.

وأضاف "المدعي العام قرر تحويلهم الى محكمة امن الدولة. توقيفهم جاء على خلفية مخالفتهم لنص المادة 150 من قانون العقوبات التي تقع ضمن اختصاص محكمة امن الدولة اضافة الى شكاوى من قبل اهالي الضحايا وصلت الى ثماني شكاوى."

وتنص المادة 150 من قانون العقوبات على المعاقبة بالحبس لكل شخص قام بكتابة او خطاب او عمل "من شأن اي منها الاساءة الى الوحدة الوطنية او التحريض على ارتكاب الجرائم أو زرع الأحقاد والشقاق بين أفراد المجتمع أو إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الاساءة الى كرامة الافراد وسمعتهم او بالتحريض على الاضطرابات أو الاعتصامات أو عقد الاجتماعات العامة بشكل يخالف احكام التشريعات النافذة او باي فعل من شأنه المس بهيبة الدولة او سمعتها او كرامتها."

وقال مسؤولون مساء الاحد ان الاردن اعتقل النواب الاسلاميين الاربعة بسبب ما تردد عن اعرابهم عن تعاطفهم مع الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والذي قتل يوم الاربعاء.

واستجوب المدعي العام النواب الاربعة واعتقلهم بسبب تصريحات أدلى بها احد النواب تأييدا للزرقاوي الذي قتل في عملية امريكية عراقية مشتركة قال الاردن انه أسهم فيها بمعلومات من المخابرات الاردنية.

واشاد احد النواب المعتقلين بالزرقاوي ووصفه بالشهيد المجاهد.

واثارت التصريحات وتقديم النواب العزاء حالة من الغضب بين اهالي القتلى وهدد بعضهم بمقاضاة النواب.

وفي بيان تلقت رويترز نسخة منه قال حزب جبهة العمل الاسلامي يوم الاحد ان "الحركة الاسلامية حركة راسخة في هذا البلد وكانت وستبقى دائما الحريصة على امنه واستقراره وصيانة دماء ابنائه ولا يستطيع ان يزاود عليها احد."

واضافت الجبهة انها تؤيد المقاومة والجهاد في العراق والاراضي الفلسطينية ولكنها تعتبر الاعتداء على حياة المواطنين "اثما كبيرا ونحرمه اشد التحريم ولو كان غير مسلم."

وقال جودة ان السلطات الاردنية لم تتسلم الى يوم الاثنين اي طلب من عائلة الزرقاوي للمطالبة بجثته.

وتلقت عائلة الزرقاوي التعازي من المئات الذين تدفقوا على سرادق عزاء أقيم قرب منزلها كتب عليه "عرس الشهيد البطل".

على الصعيد نفسه قرر اهالى ضحايا التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها فنادق في العاصمة عمان في التاسع من شهر نوفمبر الماضي بالتضامن مع ممثلي فعاليات المجتمع المدني الاعتصام اليوم امام مقر مجلس النواب احتجاجا على تقديم نواب من جبهة العمل الاسلامي تعازيهم بالارهابي ابو مصعب الزرقاوي.

من جهة ثانية انتقدت الصحف الاردنية اليوم بشدة موقف النواب الاربعة وكتلة نواب جبهة العمل الاسلامى وبيانها الذى اصدرته الليلة الماضية في محاولة لشرح وجهة النظر ازاء تصرفهم.

وقالت صحيفة (الراي) فى افتتاحيتها بعنوان (بيان مرتبك ومضلل) ان البيان الذي اصدرته الكتلة وقع فى التناقض والارتباك والفشل الذريع في الاجابة عن الحقائق التي وقفت خلف هبوب عاصفة الغضب المشروع التي عمت صفوف الشعب الاردني " بعد ان افتى شيوخ جماعة الاخوان المسلمين ومنظرو جبهة العمل بان لا حرج عليهم في الذهاب الى بيت العزاء وقالوا في عبارات صريحة انهم يقدمون العزاء بصفتهم الحزبية والنيابية".

ودعت الصحيفة اتباع الحركة الاسلامية ان " يعودوا الى رشدهم وينبذوا المتطرفين والتكفيريين ويعتمدوا خطابا وسلوكا يتماشيان مع مصالح امتهم وشعبهم ودينهم الحنيف.

من جانبها ذكرت صحيفة (الدستور) في افتتاحيتها "ان من الافضل للنواب الاربعة ان يقدموا اعتذارهم عن الخطا الفادح الذي ارتكبوه بذهابهم الى بيت العزاء وافضل ما عليهم فعله هو الاستقالة من عضوية مجلس النواب فورا ودون ابطاء لانهم خرجوا على الشرعية وتصرفوا بصورة فردية تتعارض مع كونهم نوابا للشعب".

ووصفت بيان كتلة جبهة العمل الاسلامي بانه "لا يقل استفزازا عن الخطا الذي ارتكبه ممثلو الكتلة من اعتداء على مشاعر الاردنيين" محذرة حزب جبهة العمل الاسلامي من ان "عليه ان يدرك قبل فوات الاوان بانه مطالب بقراءة الموقف كما ينبغي والا ينسى ان المواجهة بين المعارضة والحكومة قد تصبح مواجهة مع الدولة والشعب كله".

وكانت الحركة الاسلامية قد وصفت فى بيانها التحرك ضد نوابها والمواقف الصحافية والنيابية والحكومية التي رفضت تقديم اعضاء فيها العزاء بالزرقاوي واعتباره شهيدا بانه "استهداف سياسي للحركة".

واعتبر المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن سالم الفلاحات في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني للجماعة ان "من حق اي مواطن ان يتحدث بالطريقة التي يراها" متهما الكتاب الذين انتقدوا الزيارة بانهم من "الموتورين الذين لهم ولاءات خارجية".

كما هاجم الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد مجلس النواب بعد ادانته تعزية النواب الاسلاميين بالزرقاوي وقال ان زيارة بيت العزاء لا تحمل اية رسالة سياسية" وانها لم تتم بقرار من الحركة الاسلامية او حتى من مكتب نواب الحركة الاسلامية.

وطالبت عائلات قتلى التفجيرات التي هزت فنادق في العاصمة الاردنية عمان أواخر العام الماضي اربعة نواب اسلاميين زاروا عائلة ابو مصعب الزرقاوي لتقديم العزاء لمقتله بالاعتذار لما اعتبروه إساءة لها.

ونقلت صحف أردنية يوم الاحد عن بيان صدر عن أهالي شهداء التفجيرات "ساءنا ان تخرج مجموعة من نوابنا تدعي تمثيلها للشعب الذي رفض الارهاب وأدانه وأجمع على مكافحته وملاحقة صناعه على هذا الاجماع بالمبادرة للمشاركة في عزاء هذا المجرم الارهابي والتهنئة بمقتله باعتباره شهيدا مجاهدا."

وقال البيان ان أحد النواب التابعين لجبهة العمل الاسلامي وهو أكبر الاحزاب وأكثرها تنظيما أشاد بالزرقاوي في خطبة الجمعة ووصفه بالشهيد المجاهد.

وقال البيان "اننا نستغرب هذا الموقف من حزب أردني مرخص يدعي انه ينهض بالرسالة الدعوية الاسلامية الصحيحة." واضاف "اننا نعتبر هذه الخطوة مباركة صريحة وتأييدا لا يقبل التأويل للأعمال الاجرامية التي يرتكبها حملة الفكر التكفيري المشوه ونرى انها بمثابة فتوى تضفي الشرعية على هذه الاعمال القذرة وهذا الموقف."

وقال النائب علي ابو السكر وهو احد نواب الجبهة الذين قدموا العزاء لرويترز ان ما قاموا به كانت له دواع اجتماعية ودينية وكان وقوفا الى جانب عشيرة اردنية وهي عائلة الزرقاوي.

واضاف ان "بعض الذين استشهدوا (في تفجيرات عمان) اقارب مباشرين لنا وهذه الحملة التي تمت وراءها جهات غايتها حرف الامور وتشويهها لقيامنا بواجبات اجتماعية ودينية بتعزية ال الميتين."

وقال ان زيارة بيت العزاء لم يكن "خطأ" من جانبهم. واقامت العائلة في مدينة الزرقاء خيمة عزاء علق عليها لافتة تقول "عرس الشهيد البطل".

وفي بيان تلقت رويترز نسخة عنه قال حزب جبهة العمل الاسلامي ان "الحركة الاسلامية حركة راسخة في هذا البلد وكانت وستبقى دائما الحريصة على أمنه واستقراره وصيانة دماء ابنائه ولا يستطيع ان يزايد عليها احد."

واضافت الجبهة انها تؤيد المقاومة والجهاد في العراق والاراضي الفلسطينية ولكنها تعتبر الاعتداء على حياة المواطنين "إثما كبيرا ونحرمه أشد التحريم ولو كان غير مسلم."

ونقلت صحيفة الرأي اليومية الواسعة الانتشار عن ايهاب عارف زرقيه الذي فقد والديه في تفجيرات عمان انه سيقاضي النائب الذي أشاد بالزرقاوي.

وطالب اخو الزرقاوي الاكبر الولايات المتحدة بجثة اخيه لدفنها وفقا للشريعة الاسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء   13/حزيران /2006 -15 /جمادي الاول/1427