الاعلام الامريكي: تنظيم القاعدة على وشك الانهيار بعدما قتل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة

 

"القضاء على الزرقاوي" كان عنوان وشعار التغطية الإعلامية للتطورات الجارية بالعراق هذا الأسبوع كما ينقل ذلك تقرير واشنطن. ملآت هتافات البهجة والنصر في الشارع العراقي معظم القنوات الإخبارية الأمريكية التي ظلت تبث صورة القتيل من زاويا مختلفة ورسوم متحركة لشرح تفاصيل الضربة الجوية التي قضت على أبو مصعب الزرقاوي، الذي وصفته معظم المؤسسات الإعلامية "بأكبر إرهابي بالعراق". كما ركزت معظم القنوات على دور الزرقاوي فيما يسمى "بالتمرد في العراق" وكانت أكثر معالم التغطية الإعلامية تكرارا هي الشرح التفصيلي لأعمال الزرقاوي الإجرامية والمذابح والأعمال الإرهابية المنسوبة إليه. يقدم التقرير الآتي تلخيص لأهم خصائص التغطية الإعلامية لمقتل الزرقاوي بالقنوات الإخبارية الأمريكية.

شبكة فوكس نيوز FOX NEWS... هل روح الزرقاوي ستدخل الجنة مع 77 عذراء!

بالرغم من حذر معظم المحللين في تقييمهم لحجم ونتائج هذا الحدث، حيث أنهم تجنبوا وصف مصرع الزرقاوي بالنصر الساحق على "التمرد العراقي"، ولم تتردد قناة فوكس الإخبارية في بث احتفال تلفزيوني لهذا الحدث يشبه التغطية الإعلامية المتفائلة لما سمي في الإعلام الأمريكية "بتحرير بغداد" في ربيع 2003، عندما أعلن صوت مقدمي القنوات الإخبارية نهاية حرب العراق بينما عرضت الشاشة تكرارا لقطات لسقوط تمثال صدام حسين.

وأجمع معظم المحللين على أن قتل الزرقاوي يعتبر هزيمة كبيرة "للتمرد العراقي" وأن ذلك سوف يضعف نشاط المتمردين على المدى البعيد، وإن كان من المحتمل أن يجلب مقتل الزرقاوي المزيد من أعمال العنف من جانب المقاومة العراقية على المدى القريب. وظهرت في بعض الأحيان معالم الانزعاج على وجوه المحللين والضيوف بسبب التفاؤل المطلق لبعض مقدمي البرامج في توقعاتهم غير الواقعية لحتمية سقوط حركة التمرد بعد نهاية أبو مصعب الزرقاوي. فقال خبير في شئون الإرهاب على برنامج "أو رايلي" O'Reilly Factor أن موت الزرقاوي سيكون له تأثير كبير على حركة التمرد بصفته القوة الداعمة لتقاتل بين الطوائف المختلفة في العراق، على حد تعبيره.

وأشار مذيع البرنامج بيل أورايلي إلى أن تنظيم القاعدة على وشك الانهيار بعدما قتل من وصفه "بالرجل الثالث في تنظيم القاعدة العالمي."

وفي الوقت نفسه أوضح العديد من الضيوف والمعلقين، ومنهم تومي فرانكس القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، أن مهمة الولايات المتحدة في العراق لم تنتهي بعد وبالرغم من النصر الكبير التي أحرزته القوات الأمريكية من خلال التخلص من الزرقاوي، حركة التمرد لازالت حية ويجب أن تتصدى لها بقوة قوات التحالف. ومن أهم عناصر تغطية قناة فوكس الإخبارية للحدث هي التركيز على الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط بعد إعلان مقتل الزرقاوي، وذلك كان محل النقاش في مقابلة مع سبنسر أبراهام وزير الطاقة الأمريكي السابق. ومن المثير أن القناة حاولت أن تطرح السؤال إن كان من اللائق أن يبث الأعلام الإخباري صور لجسد قتيل حتى لو كان جسد إرهابي معروف؟ دارت إجابات معظم الضيوف والمعلقين حول فكرة "الصورة أقوى من ألف كلمة" أي أن نشر دليل قاطع لمقتل الزرقاوي (صورة القتيل في هذه الحالة) أمر مهم لإقناع الشعب العراقي والمجتمع الدولي بصحة مصرعه، خصوصا في ظل تنافس القوات الأمريكية مع أسلوب قناة الجزيرة الإعلامي كما قال تومي فرانكس على قناة فوكس. ومن الطريف أن قناة فوكس استضافت قسا كاثوليكيا للإجابة عن التساؤل إن كان الاحتفال بموت الزرقاوي مقبولا أم لا. وسأل مقدم البرنامج القس "هل تعتقد أن روح الزرقاوي دخلت الجنة مع 77 عذراء كما يزعم المسلمون؟" وأجرت فوكس حديث مع وليد فارس باحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية لتحليل رد الفعل العربي لموت الزرقاوي. وتكلم فارس عن تغطية قناة الجزيرة قائلا أنها قدمت "نعيا" للزرقاوي وأن معلقي القناة حاولوا أن يقللوا من أهمية موته عن طريق نفي أهميته ونفوذه في حركة التمرد وفي تنظيم القاعدة العالمي. ومن اللقطات المتكررة التي قدمتها القناة طوال الإرسال هي لقطة لجنود عراقيين وهم يرقصون احتفالا بموت الزرقاوي.

أما قناة سي إن إن فكانت أكثر حذرا من قناة فوكس في تغطيتها مقتل الزرقاوي، إذ لم تبرز بالقناة نفس اللهجة واللغة الاحتفالية التي طغت على تغطية قناة فوكس من خلال تغطيتها المتفائلة. وأكد العديد من مراسلين القناة أن الزرقاوي ليس سوى جزء من حركة التمرد بالعراق. وكان  السؤال الحائر الذي طرحه المعلقون على سي إن إن هو: "قتلنا الزرقاوي، وماذا عن أسامة بن لادن؟" كما تناولت القناة مسألة الرد الفعل المتوقع من التنظيمات المتحالفة لتنظيم الزرقاوي. فعلى سبيل المثال قامت جين ميسيرف بعرض تقرير عن احتمال توجيه ضربات إرهابية ضد مصالح الولايات المتحدة ردا على مقتل الزرقاوي. وأشار تقرير آخر أن موت الزرقاوي لن يكون له تأثير كبير على تنظيم القاعدة العالمي. وقدمت القناة تقريرا عن حياة الزرقاوي وشمل مقابلات مع أشخاص من مكان نشأته في الأردن. ومن أكثر المقابلات المثيرة للجدل التي قامت بها القناة كانت مع والد أحدى الضحايا التي قتلوا بمعرفة تنظيم الزرقاوي على برنامج لاري كينغ على الهواء أو Larry King Live. وقال الأب أن موت الزرقاوي سيشعل التمرد والعنف داخل العراق وصرح بأن قتل الزرقاوي سيساعد على  استمرار ثقافة الثأر التي تسببت في قتل أبنه وتسببت في ظهور الزرقاوي نفسه. كما أشار والد القتيل أنه لا يرى شيئا إيجابيا في قتل الزرقاوي وخصوصا وأن العملية التي استهدفته نتج عنها موت أبرياء آخرين. أما عن تغطية سي إن إن لرد فعل العالم العربي لنهاية الزرقاوي فركزت على التنوع في وجهات النظر عن هذا الموضوع في الإعلام العربي، وإن كانت معالم الابتهاج تجاوزت مظاهر الحزن والنعي، كما قالت محللة القناة أوكتفيا نصر.

شبكة إم أس إن بي سي MSNBC.. كيفية توصلنا لمكان أبو مصعب الزرقاوي

من بين العناوين التي ركزت عليها المحطة هي كيفية توصل القوات الأمريكية إلى مكان أبو مصعب الزرقاوي، وردود الفعل المتضاربة حول مقتله في كل من الشارع العراقي، وفي بلدة الزرقاء مسقط رأس الزرقاوي في الأردن. كما ركزت المحطة في تغطيتها لهذا الحدث على تأثير مقتل الزرقاوي على مجمل الأوضاع بالعراق، وعلى مستقبل تنظيم القاعدة.

وذكر جيم ميكلاوسكي المتحدث باسم البنتاغون الأمريكي أن الشرطة العراقية قد أظهرت تعاونا كبيرا مع القوات الأمريكية في ما اسماه بالعملية 145، وهي عملية قصف للمبنى الذي كان يختبئ فيه الزرقاوي، وأضاف المتحدث أن الزرقاوي لم يقتل في القصف وأن الشرطة العراقية قد ألقت القبض عليه مانعة إياه من الهرب قبل وصول قوات الجيش الأمريكي. وقال إن الزرقاوي  كان يتمتم بكلمات غير مفهومة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وذكر احد مراسلي المحطة ببغداد أن ردود الفعل حول مقتل الزرقاوي قد تراوحت بين الفرحة والحزن. وأضاف أن العديد من المدنيين العراقيين قد أعربوا عن فرحهم الشديد لموت الزرقاوي معتبرين ذلك تحقيقا للعدالة، وانتقاما لأرواح الأبرياء الذين قتلوا في العمليات الإرهابية التي قادها الزرقاوي. في حين اعتبرته أقلية أخرى شهيدا وهتفت باسمه في شوارع بغداد وفي بلدته الزرقاء في الأردن. 

وفي حديث عن مدى تأثير مقتل الزرقاوي على الأوضاع في العراق، وفي العالم قال الدكتور حسيب العبيدي إن هذا الحدث سيكون له تأثير على تنظيم القاعدة بلا شك إلا انه سيكون مؤقتا حيث قال "إنهم سيشتتون لفترة قصيرة ولكنهم سيعيدون تنظيم صفوفهم من جديد." وذكر مايك باتشر أحد مراسلي MSNBC ببغداد إن المدنيين العراقيين لا يؤمنون بأن مقتل رجل واحد سيغير الأوضاع مهما كانت أهميته.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد    11/حزيران /2006 -13 /جمادي الاول/1427