العراقيون يتلقون النبأ بصيحات الفرح ورسائل الموبايل والبصريون لعنوا الزرقاوي

 قطع العريف مراسم حفل توقيع على وثيقة ( إعلان السلام ) في قاعة مركز رجال الأعمال

في البصرة ليعلن نبأ مقتل الزرقاوي ،فتلقى الحاضرون النبأ بصيحات الفرح.. مما أضفى على المناسبة أجواء احتفالية حقيقية .

حضور الحفل ،الذي أقيم يوم ( الخميس) ،كانوا من مختلف الطوائف والألوان المذهبية السياسية والاجتماعية... رجال دين سنة وشيعة ،مسيحيين وصابئة ،وسياسيين.. وكانت ردة الفعل الأولى لثلاثة من رجال الدين السنة أن قالوا استبشارا وبصوت واحد " إلى جهنم وبئس المصير.. ولعنة الله عليه " .

في الشوارع.. بدت ظلال الخبر على وجوه المارة والعابرين.. حتى الأطفال عرفوا أهمية الخبر ،فراحوا يشيعونه بطريقتهم الطفولية بشكل نداءات وأهازيج. وشاركت الهواتف النقالة في نشر النبأ إلى العوائل والأصدقاء.

النساء كن الأكثر فرحا... فالسيدة أميرة الموسوي ،مدرسة (28عاما ) ،وصفت الزرقاوي بأنه " كابوس جثم على قلب الجميع من الشمال إلى الجنوب."

وأضافت قائلة لوكالة أنباء ( أصوات العراق) " إن جرائمه مروعة ،وكان وراء إشعال نار الفتنة الطائفية " ،متمنية أن يشكل موت الزرقاوي "وأدا للفتنة.. وبداية جديدة للعراقيين."

وقال عباس الجوراني ( 50 عاما ) " اشعر بأن رمزا من رموز البطش والوحشية قد انتهى" ، لكنه حذر " الزرقاوي ليس ظاهرة فردية.. بل منظومة عقائدية قادرة على أن تنتج (زرقاوي) آخر."

وأشار إلى أن " كل ما يحدث من تخريب ودمار في بلدنا هو بسبب الفكر المتطرف الذي يحاول إرجاع العراق إلى الوراء" ،وأضاف "ربما يكون مقتل ( الزرقاوي) بمثابة انتهاء حلقة مهمة من حلقات التآمر على العراق ومستقبله."

وتابع ".. لكنه ليس الحلقة الأخيرة ،فالعنف ليس نتاجا لشخصيات مهما بلغت امكاناتها.. بل هو نتاج مؤسسات ودوائر."

وقالت السيدة نضال جابر ،موظفة ( 40 عاما) إنها كانت تنتظر هذا اليوم "بفارغ الصبر.. فقد أصبح ( الزرقاوي) شبحا يخيف أطفالنا ويسمم حياتنا" ،وزادت " أشعر بالفرح.. وأتمنى أن يتحقق الأمن والأمان."

أما رسام الكاريكاتير دعير ( 35 عاما) فيرى في الزرقاوي وأسامة بن لادن " أبطال هوليوديون.. صنعتهم أمريكا في ستوديوهات البنتاغون."

من جانبه ،اعتبر الأديب مصطفى ياسين أن نبأ (موت الزرقاوي) يشكل " إضعافا لحجة قوات الاحتلال والجماعات الموالية له.. وسحبا للذرائع التي تعتبر كل مقاوم إرهابيا."

ويرى السيد مضر عبود ،(38 عاما).. مهندس ،أن القضاء على الزرقاوي جاء "بعد فوات الأوان." وأضاف لـ ( أصوات العراق) " لقد وجد من هو أشرس من الزرقاوي ،من يقتل وجها لوجه.. وأمام أنظار الجميع."

ويشير السيد سعد مصعب ، تاجر.. ( 60 عاما) إلى أن "موت الزرقاوي وأمثاله يساعد على نزع فتائل الفتنة الطائفية التي أشعلتها تلك الجهات بين أبناء الوطن الواحد." ويتابع قائلا "قد يظن الكثيرون أن أهل السنة يساندون مثل هذه الرموز الإجرامية ،وهذا بعيد عن الواقع.. فليس ثمة عراقي شريف يرضى بضرر أهله." ويكمل ".. نحن في العراق عامة.. وفي البصرة خاصة عشنا أخوة متحابين متلاحمين ،ولم نفكر يوما بأن هناك فرقا بيننا.. إلى أن جاءت تلك الزمر الغريبة على المجتمع العراقي وقيمه ،فزرعت الفتنة.. وأثارت المشاعر البغيضة بين الأخوة."

وفي محافظة الديوانية عمت شوارع يوم الخميس فرحة عارمة فور تردد أنباء مقتل زعيم ما يسمى بـ(تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) أبو مصعب الزرقاوي ، فيما أعرب المثقفون بالمدينة عن أملهم في إستمرار عملية تطهير أرض العراق من (المجرمين).

وتجمع المواطنون بصورة عفوية في الاسواق العامة وأخذوا يوزعون الحلوى فيما بينهم وسادت مقرات الدوائر الحكومية والاحزاب والمنظمات حالة من الفرح العام.

وقال عدد من المواطنين والمثقفين إن مقتل الزرقاوي يمثل إنعطافا كبيرا في مسيرة العراق نحو الاستقرار والسلام.

وأوضح جاسم الحسني رئيس تحرير جريدة الديوانية الاسبوعية "إنها نهاية (الارهاب) وبداية طريق جديد سيكون الأمن والإستقرار عنوانه في كل وقت."

ومن جانبه قال السيد سعدي المحنة (شاعر شعبي) إن "مقتل الزرقاوي يمثل يوم عيد لكل العراقيين لأن (المجرم) كان يمثل رأس (الارهاب) في العراق الهادف إلى بث التفرقة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد."

وقال ماجد البصري مدير البيت الثقافي في الديوانية إن" مقتل الزرقاوي يعطي دفعة قوية لحكومة المالكي التي نأمل منها أن تستمر بتطهير أرض العراق كافة من (المجرمين) الذين أصبحوا حجر عثرة أمام تطور العراق واستقراره."

أما السيدة مديحة محمد (مدرسة ) فأوضحت أن "اليوم هو يوم فرحة كبرى لكل العراقيين" معربة عن أملها في أن يكون "مقتل الزرقاوي نهاية الإرهاب والقتل الذي ملأ العراق."

وخرج المئات من أهالي السماوة في محافظة المثنى الجنوبية الى شوارع مدينتهم يوم الخميس برغم حظر التجوال المفروض منذ الصباح بعد تلقيهم نبأ مقتل (أبو مصعب الزرقاوي) زعيم ما يسمى (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) ليباركوا لبعضهم البعض هذا النبأ.

وتلقى اغلبية المواطنيين في اربيل يوم الخميس رسائل التهنئة عبر الهاتف النقال بمناسبة مقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين،وقد استمر ارسال التهنئة للمشتركين في خدمة الهواتف النقالة طوال اليوم.

قال السيد سامان مجيد (طالب حقوق) " لقد ارسلت عشرات الرسائل الى أصدقائي و اقربائي بمناسة مقتل الزرقاوي وهو الأرهابي المعروف والمسؤول عن مقتل عشرات الأكراد في طريق بغداد وفي وسط وجنوب العراق وانا مسرور جدا" لمقتله ."

وقال مريون رؤوف( مهندس) " ارسلت الرسائل الى اقربائي من سكنة بغداد وهم الآن في اربيل فروا من الأرهابيين والزرقاويين الذين هددوهم بالرحيل من بغداد و يودون العودة لأن مصالحم في بغداد حيث يسكنون هناك منذ عشرين سنة وانا ايضا تسلمت عددا كبيرا من رسائل التهنئة ."

وقال جلال برزنجي( صحفي) " ارسلت رسائل التهنئة الى اصدقائي لأن الزرقاوي كان يصف الكرد بالكفار وكان يريد ابادتهم مثل صدام."

وقالت جوان سيدا (طالبة لغة كردية في جامعة صلاح الدين) " تسلمت العديد من رسائل التهنئة وعلمت ان الناس مسرورون بمقتل ارهابي معروف ولو ان مقتل الزرقاوي فقط لا ينهي الأرهاب واطالب القوات الأمنية والمسؤولين في العراق الأستمرار بملاحقة الأرهابيين ونحن نود ان ندهب الى بغداد بامان ونزور اقربائنا "

واضافت" بعد سقوط النظام كنا نتوقع باننا نزور بغداد ونرى المحافظات الأخرى ولكن الأرهابيون منعونا من ذلك واتمنى القضاء عليهم ."

وقالت ناز رشيد( مدرسة) " تسلمت العديد من رسائل التهنئة وكذلك زميلاتي وزملائي ..لقد كان الخبر مفرحا جدا."

وتضاربت الآراء فى السليمانية يوم الجمعة حول مقتل أبو مصعب الزرقاوى زعيم مايسمى "تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين" على أيدى قوات أمريكية عراقية مشتركة أمس الأول طبقا لما أعلنه نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى.

وشكك البعض فى صحة الخبر و اعتبروه "لعبة سياسية" ،فيما رأى آخرون أنه علامة على إنتهاء لعبة العنف الطائفي في العراق، وتوقعوا بدء العد التنازلي للعنف المسيطر على الساحة العراقية.

وقال المواطن كريم فرج( 25 سنة -عاطل عن العمل) " أشك في صحة خبر مقتل الزرقاوي، فقد سبق وسمعنا مثل هذه الأخبار التي يروج لها البعض، وأرى أنها لعبة سياسية، ولكن في حال ثبتت صحة الخبر، سيكون لمقتله دور فعال في تقليل أعمال العنف."

دنيا عدنان (16 سنة- من اهالي بغداد وجاءت الى السليمانية هاربة من اعمال العنف) قالت "إنها بداية الخلاص من العنف وسفك الدماء." و إقترحت قائلة " أن تعرض جثة الزرقاوى في ساحة الفردوس ليطمئن الجميع لمقتله."

وأضافت "في ساحة الفردوس في بغداد سقط أول تمثال للطاغية صدام، والزرقاوي لا يقل عنه طغيانا."

آزاد عبدالله (43 سنة -من اعضاء حزب الإتحاد الوطني الكردستاني) قال "أرى أن الزرقاوي إرهابي عادي كبقية الإرهابيين المتواجدون في العراق، لكن الإعلام سلط الضوء عليه وضخم صورته."

وأردف قائلا "لا أعتقد مقتل زرقاوي يؤثر في حدة العنف المتفشي حاليا في العراق، فللعنف أسباب أخرى كثيرة قد يكون الزرقاوى أحد هذه الأسباب."

من جهة أخرى، رأى الدكتور محمد احمد عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإسلامي الكردستاني، انه بعد مقتل الزرقاوي على الحكومة العراقية "بناء جسر المحبة والتعاون بين مختلف مكونات الشعب العراقي لإستئصال الإرهاب من جذوره."

سلام رحيم (37 سنة- موظف) إمتنع عن إبداء مشاعره قائلا "علينا التأكد أولا، فقد لا يكون الخبر صحيحا."

وعن رأيه اذا كان الخبر صحيحا، قال "لاشيء، فاذا كان الخبر صحيحا يكون أحد المجرمين قد نال عقابه، هذا لا يغير من مأساة العراقيين شيئا."

شادمان عزيز (35 ستة-سائق سيارة أجرة، وفقد أحد أقربائه على يد الإرهابيين قبل سنتين، قال "لكل طاغية نهاية، أنا سعيد لسماع خبر مقتل الزرقاوي، لكن الزرقاويين كثر، يصعب قتلهم جميعا."

خاور محمد فرج (55 سنة- ربة بيت- و ام لشهيد قتله النظام العراقي السابق) قالت "اشعر بسعادة غامرة، كنت أحزن كثيرا للأمهات اللواتي يفقدن فلذات أكبادهن على يد جماعة الزرقاوي، فأنا جربت بنفسي معاناة فقدان إبني."

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   10/حزيران /2006 -12 /جمادي الاول/1427