نتيجة للفوضى الكبيرة لا يمكن تحديد نسبة التلوث في العراق

 التلوث البيئي من اهم المشاكل التي تواجه العراقيين سواء في الشمال ام في الجنوب ويشمل التلوث جميع نواحي الحياة اليومية،ولهذا فان التحذيرات تتصاعد يوميا لتحاشي مخاطر كبرى تؤثر على العراق بغياب الرقابة وكثرة المخالفات ومخلفات الحروب.

مستشار وزارة البيئة الدكتور رعد محمد صالح قال إنه لا توجد امكانية لتحديد نسبة التلوث في العراق، لعدم وجود الأجهزة الخاصة بذلك، فيما أوضح المهندس لؤي المختار من قسم تقدير الاثر البيئي بوزارة البيئة وجود العديد من المناطق الملوثة في العراق والمقدرة بالمئات.

وأوضح مستشار وزير البيئة في تصريحات لوكالة أنباء (أصوات العراق) على هامش الاحتفالات بيوم البيئة العالمي الذي وافق اليوم الخامس من حزيران بونيو "لاتوجد الأجهزة الخاصة لقياس نسب التلوث في الهواء وتحديدها ومعرفة كيفية معالجتها."

وأشار صالح الى جملة أسباب زدات من التلوث البيئي في العراق منها "استيراد السيارات بشكل عشوائي، وجود المولدات الكهربائي، الحواجز الكونكريتية والعمليات العسكرية، اضافة الى ما تسببه العمليات العسكرية من هدم للمباني وتراكم الانقاض."

وأضاف "استيراد السيارات غير خاضع للرقابة، ووجود المولدات غير خاضع للسيطرة مع عدم وجود كاتم الصوت، وكلها تبعث الغازات السامة وتؤدي الى شعور الانسان بالخمول إضافة الى تائيرات جانبية."

ومن جانبه، أوضح المهندس لؤي المختار من قسم تقدير الاثر البيئي في وزارة البيئة "لاتوجد احصائيات دقيقة للمواقع الملوثة في العراق، لكنها تتجاوز المئات، وهناك بحدود 200 موقع يصنف كشديد التلوث، منها 63 موقعا كانت تابعة للتصنيع العسكري في عموم العراق."

وبين أن هناك العديد من مسببات التلوث منها "مواقع التصنيع العسكري (للنظام السابق)، مواقع وكالة الطاقة الذرية، استخدام الأسلحة خلال الحروب، والمشاريع الصناعية وغيرها."

وقال "كان يوجد ثلاثة أنواع من منشأت التصنيع العسكري، وهي المنشات البحثية ، منشأت الصناعات الكيمائية ومنشأت الصناعات الميكانيكية والالكترونية." .. مشيرا الى أن أخطر الانواع هو المنشات الكيمائية.

وأشار الى أن مواقع التصنيع العسكري تتوزع في محافظات "بغداد، بابل، كربلاء، الموصل، صلاح الدين والانبار."

وأضاف أن "هناك مشروعا يجري العمل فيه للتقييم البيئي في العراق وتم إنجاز 30% منه، ونعمل من خلاله على تحديد مواقع التلوث الناجمة عن شغل القوات المتعددة الجنسيات لمواقع معينة، لكننا لم نصل لاي نتيجة حتى الان."

وتابع المختار قائلا " كما يوجد هناك لجنة مركزية لتحديد الالغام وأخرى لمتابعة المبيدات الممنوعة."

ومن ناحيتها، بينت المهندسة هيام عبد السعدي من تقدير الاثر البيئي في وزارة البيئة أنه يتم تصنيف المشاريع الى ثلاثة أنواع وفقا لما تسببه من تلوث وهي "الفئة أ شديدة التلوث، والفئة ب متوسطة التلوث والفئة ج محدودة التلوث"

وأوضحت أن محطات توليد الطاقة الكهربائية والتي تعمل بالنفط الاسود، ومصافي النفط ومعامل الاسمنت والطابوق تصنف من الفئة أ، في حين تصنف حقول الدواجن ومعامل انتاج الثلج من الفئة ب ، أما الفئة ج فتشمل محطات تعبئة الوقود، كراجات الغسل والتشحيم.

وقد أقامت وزارة البيئة احتفالية لمناسبة اليوم العالمي للبيئة، دعا خلالها وكيل وزير البيئة طعمة الحلو الى الربط بين الشعار العالمي للاحتفالات بيوم البيئة (الصحاري والتصحر .. لاتهجرو الاراضي القاحلة) والواقع البيئي للتصحر في العراق، مشيرا الى مسببات التصحر في العراق وعواقبها وجملة توصيات للتغلب على التصحر في العراق.

وقال "التعرية الريحية والمائية وزحف الكثبان الرملية والتملح والتغندق، وظاهرة التوسع الحضري كلها عوامل ساهمت في تفاقم ظاهرة التصحر في بلدنا."

وحذر من عواقب التصحر والتي أهمها "تفاقم المشكلات الصحية كامراض الجهاز التنفسي والحساسية والضغط الذهني، انعدام الانتاج الغذائي، ازدياد الهجرة لفقدان مصادر كسب العيش وغيرها."

ودعا الى تضافر الجهود للتقليل من ظاهرة التحصر من خلال توفير الحزام الاخضر حول بغداد، ومعالجة التربة لكونها منهكة ومستهلكة، وإعادة زراعة النباتات البرية والتي قامت قوات الاجنبية باقتلاعها."

وشدد على أهمية تعاون بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية كوزارة الزراعة، ووزارة الموادر المائية وأمانة بغداد.

ويتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي منذ العام 1972 عندما قررت الجمعية العامة للامم المتحدة ذلك.

مسؤول النظم البيئية في مديرية بيئة ميسان المهندس سمير عبود قال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي"ان تعدد مصادر التلوث البيئي في العراق، ولا سيما في المنطقة الجنوبية أسهم في ازدياد معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة تصل إلى 60 % على الأقل."

واضاف ان "مخلفات المعادن الثقيلة، كالرصاص والكادميوم واليورانيوم المنضب وغيرها، فضلا عن تلوث مصادر الماء والهواء والاراضي الزراعية بمخلفات البلديات والنفايات المنزلية والصناعية وسوء شبكات الصرف الصحي، هى من العوامل التي شكلت أهم مصادر التلوث البيئي في المنطقة الجنوبية."

وحدد عبود بداية التلوث الإشعاعي في العراق"منذ حرب الخليج الأولى إثر قصف المفاعل النووي واستخدام الذخائر الملوثة والسامة خلال حرب الخليج الثانية، وأخيرا الإستخدام المكثف للذخيرة الحاوية على اليورانيوم المنضب الذي أسهم بشكل كبير في تفشي أمراض سرطانية مختلفة."

وحمل السيد محمد حسن حسين رئيس جمعية حماية البيئة في ميسان في حديث لوكالة(اصوات العراق) القوات المتعددة الجنسيات مسؤولية"تقديم صور وخرائط للمناطق التي تعرضت إلى القصف باستخدام ذخيرة اليورانيوم وان تجري عملية مسح شامل بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة واستقدام الخبرات للكشف عن مصادر التلوث الإشعاعي كما حصل في حرب البلقان والحرب اليوغوسلافية."

واشار الى"أن تقاريرا دولية صدرت خلال السنوات المنصرمة أشارت إلى أن هذه الأسلحة سببت أمراضا سرطانية وتشوهات خلقية في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية."

واضاف" توجد هناك مصادر أخرى للتلوث في محافظة ميسان أبرزها تلوث الهواء الناتج من معامل الطابوق والآليات وعوادم السيارات وانعدام شبكات الصرف الصحي، فضلا عن مخلفات ونفايات السكان والأهالي ومياه الشرب."

وقال حسين"ان هذه المواد تؤثر على السكان مباشرة خاصة مع اتجاه الريح الشرقية مما يؤدي إلى تراكم هذه المواد في الغلاف الجوي للمدينة وهبوطه إلى الأرض مسببا أمراضا خطيرة تصيب السكان المحليين بالامراض وخصوصا أمراض الجهاز التنفسي واحتمال تلوث النباتات والمنتوج الزراعي الذي يتناوله الإنسان أيضا من تأثير الغازات والغبار الناتج من المعامل."

وقالت السيدة بتول الحسني الناشطة في مجال حماية البيئة وحقوق الانسان أمس الاثنين "لدينا وزارة خاصة بالبيئة عليها ان تأخذ دورها الحقيقي في تشخيص كل ملوث ينفث او يطمر او يترك مكشوفا والقيام بحملات توعية بيئية في المدن والارياف ودعم مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجالات حماية البيئة وتعيين مسؤولين في كل دائرة ومؤسسة حكومية او اهلية بعنوان المثقف او المسؤول البيئي."

واضافت ان"اغلب العراقيين اليوم يتساءلون بحيرة عن الظروف الجوية المتغيرة دوما و الامراض الفتاكة التي تنشر الموت في بلادنا ولايجدون من يجيبهم."

وشددت الحسني على ان"البدء بتطبيق بعض البرامج لحماية البيئة افضل من التعكز على الظروف ولو انها بالتاكيد قاهرة،ولتكن المناطق الامنة هي المختبر لمدى جدية تنفيذ مثل هذه البرامج التي باتت اهميتها لاتقل عن اهمية الماء والهواء للانسان."

يذكر أن الدراسات والمسح الذي اجرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي لعام 2004 - 2005 أظهرت ان مشكلة تلوث المياه تشكل سببا رئيسيا للأمراض وتؤدي إلى أمراض معروفة منها الإسهال الذي يصيب الأطفال والتيفوئيد والملاريا والتدرن حيث توجد في ميسان اكثر من 1000 حالة واخطرها التدرن المقاوم وهو عدم استجابة المريض للادوية والمضادات الحيوية.

وتساهم بعض التقاليد الاجتماعية الخاطئة في استفحال المرض منها استخدام قدح مشترك لشرب الماء في المناسبات الاجتماعية لحفلات الاعراس والماتم وغيرها فضلا عن خوف المريض من الكشف عن مرضه واعتباره شخصا معديا وناقلا للمرض ويجب عزله

اضافة الى افتقار المحافظات الجنوبية الى المستشفيات والاجهزة الخاصة بمعالجة هذه الامراض.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  7/حزيران /2006 -9/جمادي الاول/1427