
اغلق مركز اسلامي كان بعض المسلمين السبعة عشر الذين اعتقلوا في
الاونة الاخيرة بتهم تتعلق بالارهاب يقيمون فيه الصلاة ابوابه يوم
الاثنين فيما سادت مشاعر الصدمة افراد الطائفة المسلمة في كندا ازاء
الاعتقالات.
وعلق مركز الرحمن للتعليم الاسلامي لافتة على بابه كتب عليها ان
الصلاة موعدها الساعة الثانية الا الربع عصرا لكنه كان خاليا تقريبا من
المصلين فيما تجمع امامه عدد من ممثلي وسائل الاعلام. وقال مالك متجر
قريب ذكر انه كان يصلي في المركز مرة كل اسبوع "اصبت بصدمة. ما كان
(لاعمال اجرامية) ان تجري هنا.. هذا مكان دين."
واعتقل 17 رجلا وشابا في الايام القليلة الماضية في اطار حملة واسعة
النطاق لمكافحة الارهاب واتهموا بالتخطيط لصنع قنابل ضخمة وتفجير معالم
بارزة في جنوب اونتاريو. وذكرت تقارير اعلامية يوم الاثنين ان من ابرز
الاهداف المزعومة للمجموعة برج السلام في مبنى البرلمان في اوتاوا وبرج
سي.ان في تورونتو. واشار ملخص وثائق قضائية نشر بموقع صحيفة تورونتو
ستار على الانترنت يوم الاثنين الى ان 12 رجلا يواجهون اتهامات تتراوح
بين "التآمر لتنفيذ نشاط ارهابي والتدريب لأغراض ارهابية وتصنيع قنابل
واستيراد اسلحة وذخيرة بالمخالفة للقانون." ولم تنشر اسماء الشبان
الخمسة لان القانون الكندي يحظر نشر اسماء اي متهمين تقل اعمارهم عن 18
عاما. وكان كثير من المعتقلين يترددون على المسجد بمركز الرحمن. وسبق
ان شكا احد النواب المحليين من افكار متشددة يعتنقها بعض المترددين على
المسجد.
واصدر المركز الكندي للعلاقات الامريكية الاسلامية بيانا عبر فيه عن
الارتياح لان الاعتقالات احبطت "هجمات ارهابية محتملة". لكن جماعات
اسلامية أخرى اعربت عن خشيتها من رد فعل تجاه المسلمين الذين يمثلون
نحو اثنين في المئة من السكان في كندا البالغ عددهم 33 مليون نسمة.
وحطم مخربون نوافذ مسجد في منطقة تورونتو مساء السبت الماضي. وذكرت
وكالة المخابرات الكندية ان حملة مكافحة الارهاب ادت الى زوال "خطر
وشيك" لكن الشرطة لم تستبعد اجراء مزيد من الاعتقالات في اطار اكبر
حملة لمكافحة الارهاب في تاريخ البلاد. وقال مايك مكدونيل نائب مفوض
الشرطة الملكية الكندية لإذاعة (سي.بي.سي) يوم الاثنين ان المجموعة "توفر
لديها العزم والقدرة" على شن هجمات. واضاف "يحتمل ان نعتقل مزيدا من
الاشخاص. نتابع كل دليل الى اقصى الحدود وسيعتقل كل من ساعد او يسر او
شارك في التهديد." واعتقل الرجال والشبان يومي الجمعة والسبت الماضيين
خلال عملية شارك فيها 400 فرد من الشرطة في تورونتو كبرى المدن الكندية
ومركزها المالي والاقتصادي وحولها. وكان كل المعتقلين من المقيمين في
كندا ويحمل معظمهم الجنسية الكندية مما دفع البعض الى عقد مقارنة
بتفجيرات لندن التي وقعت العام الماضي عندما قتل شبان انتحاريون
بريطانيون 52 شخصا واصابوا 700 اخرين بتفجير قنابل في شبكة المواصلات
بالعاصمة البريطانية. وقالت وكالة المخابرات الكندية "سيكون من قبيل
عدم المسؤولية القول ان هناك تهديدا وشيكا بنفس درجة عدم مسؤولية القول
انه لا يوجد تهديد."
واضافت متحدثة باسم جهاز معلومات الامن الكندي "كنا نعيش في مناخ من
التهديد القوي منذ (هجمات) 11 سبتمبر وهذا المناخ.. ما زال قائما." كما
تتضمن الاتهامات الموجهة الى المعتقلين الاشتراك او المساهمة في جماعة
ارهابية وحيازة اسلحة نارية ومتفجرات. وقالت الشرطة ان المجموعة جمعت
ثلاثة اطنان من نترات الامونيوم وهو سماد يمكن خلطه بزيت الوقود لصنع
مادة شديدة الانفجار. وتعادل تلك الكمية ثلاثة امثال الكمية المستخدمة
في تفجير المبنى الاتحادي بمدينة اوكلاهوما عام 1995 الذي قتل فيه 168
شخصا.
وقال ستوكويل داي وزير الامن العام لمحطة (سي.تي.في) التلفزيونية
يوم الاحد "من المؤكد ان احدا لا يجمع ثلاثة اطنان من نترات الامونيوم
لتخصيب حديقته. كانت النية خطيرة جدا في هذه الحالة." وقالت صحيفة
تورونتو ستار ان الشرطة سهلت للمجموعة الحصول على السماد في اطار خطة
للايقاع بها لكن نائب مفوض الشرطة مكدونيل قال انه لا يستطيع تأكيد
ذلك. من كاميرون فرينش
ووعبر مسلمون كنديون عن مخاوفهم يوم الاحد من بدء ردة فعل عكسية.
وقال مسؤول بالشرطة في مقابلة ان "العديد من النوافذ حطمت" في المسجد
اما في وقت متأخر يوم السبت او صباح يوم الاحد ويجرى التحقيق في
الحادث. وقال مسؤول اخر انه ليس لديه معلومات حول ما اذا كان هناك صلة
بين التخريب والاعتقالات. وقال محمد علم رئيس المؤسسة الاسلامية في
تورنتو ان الحادث ربما يكون بداية عمليات انتقامية ذات دوافع دينية ضد
السكان المسلمين في كندا الذين يقدر عددهم باكثر من 600 الف نسمة. ورغم
قوله انه يؤيد جهود الحكومة في القضاء على الارهاب فقد لاحظ علم ان
شيئا لم يثبت حتى الان في هذه القضية التي استحوذت على اهتمام البلاد.
وقال "كما يعرف الجميع هذه حتى الان كلها مزاعم. بالنسبة لنا لا يعنينا
اي ديانة ينتمون اليها..اذا كانوا ارهابيين فهم ارهابيون ويجب ان
يعاقبوا وفقا للقانون."
وقال طارق عبدالفتاح المتحدث باسم المؤتمر الكندي الاسلامي انه شعر
"بمزيج من الصدمة والارتياح" بعد الاعتقالات التي بدأت في وقت متأخر من
يوم الجمعة. وقال "انها قريبة للغاية من منزلي." ويظل المشتبه فيهم
وكلهم من اونتاريو معتقلين قبل مثولهم التالي امام المحكمة المقرر ان
يتم يوم الثلاثاء. وقالت الشرطة ان الرجال الذين اعتقلوا لاتهامات
بالارهاب جمعوا ما يكفي من المتفجرات لصنع قنبلة اكبر من تلك التي
استخدمت في تفجير مبنى اتحادي في اوكلاهوما في عام 1995 واودت بحياة
168 شخصا وانهم كانوا يخططون لتفجير اهداف في وسط اونتاريو قلب كندا
السياسي والاقتصادي. ومثل المعتقلون وهم كلهم اما مواطنون كنديون او
مقيمون في كندا امام المحكمة لفترة قصيرة يوم السبت. وارسل الاثنا عشر
الكبار بينهم الى سجن شديد الحراسة خارج تورنتو بينما ارسل الشبان
الخمسة الى سجون المناطق. وتشعر الشرطة الكندية بالقلق من ردة الفعل
على الاعتقالات. وقالت الرقيب ميشيل بارادي يوم الاحد "الامر لايتعلق
بدين او بجماعات عرقية..بل يتعلق بسلوك اجرامي." وقالت بارادي ان
الشرطة لا تتوقع المزيد من الاعتقالات ولكنها لاحظت ان "كما هائلا" من
الادلة لازال يتعين تحليله. وعبر المجلس الكندي للعلاقات الامريكية
الاسلامية عن "ارتياحه لاحباط هجمات ارهابية محتملة على مدينة تورنتو"
وطلب من المسلمين ان يتعاونوا مع الوكالات الامنية لمكافحة الارهاب.
وعبر محامو بعض المشتبه فيهم عن قلقهم من وجود ضباط مسلحين داخل
المحكمة اثناء جلسة امس السبت قائلين انه يمثل اضرارا بقضيتهم. وقال
افراد اسر المشتبه فيهم ومؤيدوهم ان الدوافع لهذه المزاعم هي الشكوك
تجاه المسلمين. وقال محمد عبد الحليم الذي كان ابنه شريف بين المشتبه
فيهم "لن يسفر عن شيء..انا متأكد من ذلك. لا اعتقد ان هناك اي أساس لاي
منها (المزاعم). انهم يلعبون لعبة سياسية." وقالت الشرطة ان المجموعة
حصلت على ثلاثة اطنان من نترات الامونيوم اي ثلاثة امثال الكمية
المستخدمة في تفجير اوكلاهوما. وقالت وكالة المخابرات الكندية ان
الرجال اصبحوا "من معتنقي ايديولوجية العنف باستلهام القاعدة". وحذرت
الوكالة خلال السنوات الاخيرة من ان هجوما ارهابيا على الاراضي الكندية
هو امر ربما لا يمكن تجنبه. |