مئة يوم على تفجير مرقد الامامين العسكريين (ع)

مرتضى عبد الرسول

ها هي الايام تتوالى وتتساقط من عمر الزمن منذ أن حدث الامر الجلل بالاعتداء الآثم على قبة العسكريين عليهما السلام.

 مائة يوم مضت على ذلك التفجير البغيض الذي استهدف المسلمين في مقدساتهم دون وازع من ضمير ديني او انساني، وكأن المعتدين بفعلتهم هذه قد وصلوا الى غاية اهدافهم واحلامهم، ومع ردود الافعال الكبيرة التي واجهت ذلك التجاوز الخطير وغير المسوغ مطلقا على المقدسات الاسلامية.

 ومع موجة الاستنكار والتنديد والمطالبة بالاقتصاص السريع من الفاعلين وما الى ذلك من أمور وردت على ألسنة شخصيات عالمية واسلامية مهمة وكذلك منظمات وحكومات كثيرة، الى توفير الحماية اللازمة للاماكن الاسلامية المقدسة رافقتها دعوات مخلصة لاعادة بناء القبة المقدسة للامامين العسكريين(ع)، إلاّ ان جميع ردود الافعال والبيانات وغيرها لم ترق الى حدود الفعل الحاسم من اجل الحد من هذه الافعال الاجرامية التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة.

 فلقد نقلت لنا الاخبار والاحداث تجاوزات اجرامية عديدة تواصلت على عدة مراقد لاولياء صالحين من ذرية آل البيت الاطهار عليهم السلام وفي اماكن متعددة من العراق وخاصة في قرى وقصبات محافظة ديالى، الامر الذي يدل على تمادي الزمر الاجرامية التي امعنت كثيرا في نهجها الآثم بالتجاوزات المتواصلة على مراقد الاولياء الصالحين من نسل رسولنا الاكرم (ص)، مما يؤكد ان الاجراءات المناسبة لردع هؤلاء لم تتخذ بالطريقة الصائبة من لدن الجهات المسؤولة رسمية كانت أم أهلية.

 وما يجعلنا نؤكد هذا القول هو استمرار استهداف المراقد المقدسة بعد أن مرت شهور على حادثة تفجير سامراء وخفت موجة ردود الافعال وكأن ذلك الحدث الجلل طواه النسيان تماما.

ان مرور مئة يوم على ما حدث في سامراء لمرقد الامامين العسكريين وما تلا هذا الاعتداء الآثم من تفجيرات متواصلة لمراقد مقدسة اخرى، يجعلنا نذكر من يهمه الامر بأن نسيان الحدث الجلل وترك الامور على عواهنا والحبل على الغارب كما يقال سيقود الى اعتداءات اكبر وأشد ايلاما وظلما من التفجيرات والاعتداءات الماضية ولذلك ندعو الى اتخاذ الخطوات الاجرائية التالية من باب القيام بالواجب ليس إلاّ:

1-   على الجهات الامنية الرسمية المختصة بحفظ الامن ان تقوم بواجباتها على اكمل وجه فيما يتعلق بحماية المراقد وان تجمع بين الواجب الاداري والشرعي في الوقت نفسه.

2-    على الاهليين ممن يشعر بواجب الحفاظ على المراقد المقدسة وخاصة المناطق السكنية القريبة من هذه المراقد ان يؤدوا دورهم في الحماية بصورة تامة.

3-   على الجهات الدينية والرسمية ان تواصل حملاتها التوعوية للناس لكي تفهم ان استهداف المراقد المقدسة لا يقود الى الهدف السليم بل يزيد من مأساة الشعب العراقي أضعافا، وان هذه الرموز المقدسة لا دخل لها بالسياسة بل هي محطات أمان وسلام روحي وانساني للجميع.

4-   ان تتواصل الحملات الاعلامية الدولية والمحلية بادانة هذه الاعتداءات والعمل على رصدها ومعاقبة المسؤولين عنها باقصى سرعة ممكنة.

5-   ان يقوم المصلحون في المجتمع وخاصة رجال الدين بدورهم التوجيهي التربوي لتوعية الناس وتوجيههم نحو صواب الطريق والفعل في آن واحد.  

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  5/حزيران /2006 -7/جمادي الاول/1427