الدعارة والاغتصاب والجنس الإجباري وراء انتشار الايدز

 

يقول الخبراء إن كل من يمارس الجنس معرض للاصابة بمرض الايدز لكن النساء والفتيات غالبا ما لا يكون لديهن خيار في متى يمارسن الجنس وبدأت اعدادهن تقارب أعداد الرجال في حالات الاصابة الجديدة بفيروس (اتش اي في) المسبب للايدز. وأصبحت النساء من حاملات مرض الايدز وأطفالهن الحلقة المفقودة لنجاح برامج منع انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب/الايدز والمزمع مناقشتها في مؤتمر هام للامم المتحدة على مستوى الوزراء من يوم الاربعاء الى يوم الجمعة.

وقال الدكتور بيتر بيوت المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافة الايدز وهوأبرز الجمعيات المنسقة لمكافحة الوباء " المشكلة هى أنه اذا تحدثنا عن كبح الرغبات أو استخدام واق في العلاقات الجنسية فان الذكر عادة هو الذي يتحكم.

"في كل منطقة من العالم يتزايد معدل إصابة النساء بين المصابين بفيروس نقص المناعة" سواء في جنوب شرق اسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا الوسطى وحتى في الولايات المتحدة. وأضاف بيوت أن النساء الاقل حظا هن من تعرض للاغتصاب بمن في ذلك الزوجات صغيرات السن على يد أزواجهن والنساء الاتي لم يتلقين العلاج والعاهرات.

وقال "نحن نعلم أنه في كثير من المجتمعات الان فان اكبر المخاطر هو الزواج في سن مبكرة ودائما برجل متقدم في السن.. والمفارقة هي أن هذا النوع من الزواج الان أصبح عامل خطورة للاصابة بفيروس نقص المناعة وأغلبية النساء في تايلاند وفي شرق أفريقيا لا يصبن بالمرض الا عن طريق شريكهن الوحيد في الجنس أى أزواجهن" ومن بين 38 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب وهو الفيروس المسبب لمرض الايدز توجد 17 مليون سيدة منهن 13.5 مليون في أفريقيا.

 وتسبب الايدز في وفاة 2.8 مليون شخص عام 2005. وقال بيوت " أعتقد ان السبب في اننا نعاني من انتشار الوباء يكمن بين أسباب أخرى بسبب عدم تحكم النساء فيما يتعلق بالجنس وكذلك غياب وسائل التحكم النسائية" ووفقا لتقارير الامم المتحدة الخاصة بالابحاث حول مبيدات الميكروبات مثل استخدام الدهانات والمراهم (الجيل) للنساء للحماية من الايدز هو أفضل الحلول لمنع الاصابة. وقد تتوفر تلك الدهانات بحلول عام 2010.

وتتضمن تقارير الامم المتحدة توصيات عدة للوقاية ومنها تعليم البنات بالمرحلة الثانوية وتوعيتهن وتوسيع نطاق الاختبارات والتوعية الجنسية والرعاية الصحية التناسلية والعامة والاكتفاء بعدد أقل من الاطفال لاسيما بين المراهقين وكذلك حصول العاهرات ومتعاطي المخدرات على قسط من التعليم والتوعية. وعلى الرغم من أن التقرير الجديد للامم المتحدة لمكافحة الايدز المكون من 630 صفحة قد عالج بكل وضوح كيفية الاصابة والوقاية من فيروس نقص المناعة/الايدز فان البيان الختامي من الوفود الحكومية يتوقع ان يكون صادما كما كان الحال في المؤتمر السابق للامم المتحدة الذي عقد في 2001.

وقال بيوت "نفس القضايا الاكثر اثارة للجدل في عام 2001 لا تزال مثيرة للجدل." فلا يزال مجرد ذكر المثليين والعاملين في مجال الجنس ومتعاطي المخردات من المحظورات بين الدول الاسلامية والكثير من الدول الكاثوليكية وفي ادارة الرئيس بوش. وقال بيوت إن "مثار الجدل هو أنهم يدمغون بأنهم خارجون على القانون في كثير من البلاد وأن مجرد ذكر هذه الجماعات سيكون اعترافا بهم" ولذلك تستخدم عبارة " المجموعات الاكثر تعرضا للاساءة " في الاشارة اليهم. وفي معظم أنحاء العالم بدأ انتشار الايدز عن طريق العاهرات والمثليين والمدمنين وعندما لا يتم احتواءه بين هذه المجموعات فانه يمتد لينتشر بين الناس بمن في ذلك حديثو الولادة لامهات مصابات.

وتعهدت الولايات بتقديم أموال لمكافحة المرض أكثر من أي دولة أخرى وخصصت لذلك 15 مليار دولار. وتم تخصيص حوالي نصف الاموال الموجهة للوقاية لصالح برامج "القدرة على الامتناع والاخلاص" والتي تمثل 20 بالمئة من المبلغ. وعلى المجموعات التي تتلقى الاموال أن تبرهن على أنها ضد الدعارة. وقال بيوت "نحن لسنا ضد برامج كبح الرغبة طالما هى جزء مكمل للصورة... بالنسبة لبنت ذات 14 ربيعا من حقها انسانيا الا يكون لديها الرغبة وألا تتزوج والا تتعرض للاغتصاب."

على الصعيد نفسه حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يوم الاربعاء دول العالم لاسيما الدول الاسلامية على أن تشرك العاهرات ومن يتعاطون المخدرات والمثليين في برامج علاج الايدز وحملات الوقاية منه. وافتتح عنان ويان الياسون رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة مؤتمرا يستمر ثلاثة أيام عن الايدز يشارك فيه الاف النشطاء ووزراء ودبلوماسيون لتقييم التقدم حتى الآن. واليوم لا يتلقى علاجا بعقاقير سوى أقل من نصف المصابين بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز. وقال عنان ان مكافحة الايدز "تعني انه يتعين علينا العمل بشكل وثيق وبناء مع أولئك الذين همشوا أكثر مما ينبغي ... العاملين في البغاء ومن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال." وقال بعدئذ للصحفيين "اذا كنا هنا لنسعى للقضاء على الوباء ونكافح الوباء فاننا لن ننجح بوضع رؤوسنا في الرمال ونتظاهر بأن هؤلاء الناس غير موجودين أو لا يحتاجون الى المساعدة." وتجادل الدول الاسلامية وبعض الدول الكاثوليكية بأن البغاء وتعاطي المخدرات والشذوذ الجنسي غير مشروع في كثير من الدول وان ذكر من هم على صلة بتلك الافعال قد يعتبر اقرارا لافعالهم. وبدلا من ذلك تستخدم عبارة "جماعات معرضة للخطر." واتفقت حكومة الرئيس الامريكي جورج بوش في آخر مؤتمر كبير للامم المتحدة عن الايدز عام 2001 مع هذا الموقف. الا ان الدكتور مارك ديبول القائم بأعمال منسق الايدز الامريكي العالمي للصحفيين "هذا لن يحدث هذه المرة" والولايات المتحدة لا تعارض تسمية جماعات معرضة للخطر. وقال "يتعين ان نعمل مع السكان المعرضين للخطر ونحن نحدد السكان المعرضين للخطر." وأظهرت مسودة مبكرة عليها علامات اعتراضات أمريكية على اقتراح للاتحاد الاوروبي لتقديم امدادات وخدمات للمثليين والعاملات في مجال البغاء ومن يتعاطون المخدرات لانه يطالب "بتقليض الاذى" وهو تعبير لطيف لتبادل الحقن تعارضه واشنطن.

ويقول خبراء ان الايدز بدأ في معظم الدول بعاملات البغاء والمثليين ومدمني المخدرات الذين ينشرون المرض عن طريق إبر الحقن الملوثة. وحين لا يتم احتواء الايدز في هذه المجموعات فانه ينتشر الى الناس عامة. وتقدر جماعة (يو ان ايدز) التي تقود الحملة الدولية على المرض ان نحو 8.3 مليار دولار انفقت العام الماضي على العلاج والوقاية ورعاية الايتام في الدول ذات الدخول المتدنية والمتوسطة امام ما بين سبعة الى عشرة مليارات دولار التي وضعت قبل خمس سنوات. ويحدو مسؤولي (يو ان ايدز) أمل في ان تتعهد الدول هذا الاسبوع بانفاق 20 مليار دولار سنويا بحلول عام 2010. وتقود ادارة بوش العالم في الالتزام بمكافحة الايدز وتعهدت بانفاق 15 مليار دولار في خمس سنوات أي أكثر من الاموال التي تعهدت بها أي دولة أخرى. 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  3/حزيران /2006 -5/جمادي الاول/1427