مشكلة الكهرباء في بغداد تنتهي بحلول 2007 فهل يصدقون القول؟

 

يعتبر العراقيون ان الكهرباء تمثل قلب الحياة النابض للعراق فمع انقطاعها يتوقف كل شيء عن العمل خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية تؤدي الى فقدان الاعصاب وتلف الاغذية وتوقف الاعمال والفشل الدراسي، ويرى البعض ان مشاكل العراق كلها متوقفة على ازمة الكهرباء فاذا انتهت انتهى المشاكل الاخرى، ويرى آخرون ان انقطاع الكهرباء مؤامرة تقوم بها قوات الاحتلال من اجل نشر الفوضى وشلل الحياة العامة.

لكن وزير الكهرباء العراقي كريم وحيد قال يوم الجمعة ان الحكومة تأمل في تلبية ثلثي الطلب على الكهرباء في بغداد بحلول نهاية 2006 لكن هذا لن يكون ممكنا الا بمساعدات مالية اجنبية.

وقال وحيد للصحفيين في محطة كهرباء جنوب بغداد الجديدة ان هناك خطة جاهزة لزيادة إمدادات الكهرباء لكن هناك حاجة الى ميزانية أكبر لاحياء صناعة تعصف بها المشاكل الفنية وهجمات المسلحين.

واضاف وهو يتفقد غرفة العمليات الرئيسية في المحطة التي تبلغ قدرتها 216 ميجاوات والتي بنتها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية لكنها الان خاضعة لاشراف وزارة الكهرباء انه ستكون هناك حاجة الى حوالي 1.5 مليار دولار سنويا على مدى عشر سنوات.

وقال وحيد ان العراق يريد الوفاء بما يتراوح بين 60 الي 70 في المئة من الطلب بحلول نهاية العام مضيفا ان هناك خطة وميزانية لكنها غير كافية وان هناك حاجة الى اموال من الخارج.

واضاف أن امدادات الكهرباء اليومية في بغداد تقتصر على ساعتين يتبعهما انقطاع لمدة اربع ساعات.

ويتضاءل الاستثمار الامريكي في قطاع الكهرباء بعد ثلاث سنوات من مساعدات اعادة البناء.

ويقدر مسؤولون انه قد تكون هناك حاجة الى استثمارات بقيمة 20 مليار دولار للبدء في الوفاء بكل حاجات العراق من الكهرباء وانه لا تلوح في الافق نهاية سريعة للنقص الحاد في الكهرباء وهي واحدة من اكبر شكاوى العراقيين.

ويضطر كثيرون من سكان بغداد الي النوم على اسطح المنازل ليلا للتغلب على حر الصيف مع نقص الكهرباء اللازمة اجهزة تبريد الهواء.

وسعى رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي الذي رأس وفدا الى المحطة لطمأنة العراقيين الي أن الحكومة لديها استراتيجية جاهزة لتخفيف حدة ازمة الكهرباء.

وقام وحيد بجولة في المحطة وتحدث الى الموظفين عن حاجاتهم. وقال مدير المحطة عبد الكريم لفتة انه يحتاج الى تقنيين لديهم الخبرة والتدريب.

وتتركز الاستراتيجية الامريكية الان على تشجيع العراق على تمويل عمليات اعادة بناء البلاد من خلال مبيعات النفط وحث الحكومات الاخرى والمنظمات الدولية لتقديم مساعدات.

وقالت السفارة الامريكية في بيان ان محطة كهرباء جنوب بغداد زادت توليد الكهرباء في العاصمة العراقية بأكثر من 10 في المئة وتقدم الكهرباء لاكثر من 190 ألف منزل.

وكان متوسط توليد الكهرباء في العراق حوالي 3700 ميجاوات في عهد صدام حسين وكان يتم امداد بغداد بالكهرباء لما يتراوح بين 18 و24 ساعة يوميا. وقالت السفارة ان الكهرباء المولدة في البلاد تبلغ الان 5400 ميجاوات في الصيف وما يصل الى 4600 ميجاوات في الخريف والربيع.

لكن المكاسب يعقبها غالبا انتكاسات بسبب مشاكل تتعلق بالصيانة وعمليات التخريب خطوط نقل الكهرباء والوقود. ومن المتوقع ان يصل الطلب الى 10000 ميجاوات هذا الصيف.

وخصصت واشنطن حوالي 20 مليار دولار للمساعدة في اعمار العراق لكن معظم برامج المساعدة من المنتظر ان تنتهي هذا العام كما ذهب جزء كبير لم يكن متوقعا الى النفقات الامنية.

هذا وعقد السيد حسين الشهرستاني وزير النفط إجتماعا ايوم الخميس والسيد كريم وحيد وزير الكهرباء تم خلاله بحث موضوع التعاون والتنسيق المشترك، فيماأنهت وزارة النفط أعمال الصيانة بأنبوب النفط العراقي السعودي.

يذكر أن هناك تنسيقا بين وزارتي النفط والكهرباء يخص قيام وزارة النفط بتزويد محطات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالوقود بما تحتاج إليه من المشتقات النفطية من خلال الوقود السائل أو تلك التي تعمل بالغاز الجاف عبر أنابيب بدأت بتنفيذها العام الماضي شركة المشاريع النفطية scop إحدى شركات وزارة النفط .

من جانب آخر، قال المكتب الإعلامي "إن الملاكات الفنية والهندسية في الوزارة أنهت أعمال الصيانة على الأنبوب العراقي السعودي بجزئه الممتد داخل الأراضي العراقية."

وأضاف فى بيان له اليوم "شملت الأعمال إفراغ الأنبوب من محتوياته من النفط الخام العالق من مطلع التسعينات من القرن الماضي."

وأشار المكتب الإعلامي في وزارة النفط إلى من أسماهم بضعاف النفوس الذين يقومون "بين الحين والآخر بثقب الأنبوب وتخريبه بهدف الاستيلاء على النفط الخام المتروك في هذا الأنبوب".

هذا ويتسبب انقطاع الكهرباء في المحافظات العراقية بمشاكل جمة تؤدي الى مضاعفات تؤدي الى شلل عام في الحياة فقد تسبب انقطاع الكهرباء في مدينة الديوانية أكثر من 22 ساعة يوميا فى مشاكل كثيرة للطلاب فى المرحلة الاعدادية والجامعات الذين يستعدون لبدء امتحانات نهاية العام الدارسى، فضلا عن تعطل أكثر من 4000 عامل يعملون بمنطقة الحي الصناعي بالديوانية.

ويقول أصحاب محلات وعمال بالمنطقة الصناعي لوكالة أنباء (أصوات العراق) إن الحياة تكاد تكون توقفت بالنسبة لاكثر من 4000 عامل يحصلون على قوتهم اليومي من عملهم في المنطقة.

وقال المهندس حيدر كاظم مدير كهرباء الديوانية إن انقطاع التيار الكهربائي لايعود لبرنامج المديرية بل يعود للسيطرة الوطنية في بغداد وهي توزع كميات الكهرباء المتوفره لديها على المحافظات وحسب الكثافة السكانية.

ويضيف أن المحافظة تحتاج الى 210 ميجاوات يوميا لاستمرارية الكهرباء لكن السيطرة المركزية لايوجد لديها هذا الكم الهائل، ناهيك على أن بعض المحافظات هي خارج السيطرة كمحافظات العمارة، البصرة، الناصرية والسماوة لان منظومات السيطرة بها عاطلة، وهي تأخذ الكمية التي تحتاجها أو ربما تأخذ نصف الكمية.

وتابع "بينما محافظة الديوانية تحصل على أقل من ربع الكمية وعليه فان من المستحيل ان نقوم باعطاء الكهرباء لاى منشأ لاننا الان نفكر بتوفير الماء البارد فقط للمواطنين."

وأشار الى أن بعض المناطق الساخنة تحدث بها عمليات تخريب مستمرة لخطوط الكهرباء أو للمنظومات خاصة مناطق غرب بغداد، وهذا يؤثر على استمرار الكهرباء ومع ذالك فان كوادر الكهرباء تقوم ورغم فقدان الأمن باصلاح مستمر ويومي للمنظومات التي تطالها أعمال التخريب.

وتظاهر مئات الاشخاص اليوم الاحد في مدينة السماوة مطالبين بتحسين الخدمات خاصة فيما يتعلق بخفض أسعار الوقود وتوفير الكهرباء.

وذكر شهود عيان أن المظاهرة انطلقت بصورة سلمية من شارع باتا وسط مدينة السماوة وانتهت أمام مديرية كهرباء المثنى مرورا ببناية المحافظة .

وقال السيد أحمد عبد الكاظم أحد منظمي المظاهرة في تصريح لوكالة أنباء (أصوات العراق) إن " هذه مطالب مشروعة لكل مواطن في المدينة التي تم صرف مبالغ طائلة فيها دون جدوى."

وأضاف أن" مطالب المواطنين تتلخص في إقالة مدير توليد الطاقة الكهربائية وتحسين الإدارة في المحافظة."

من جانبه قال المواطن محمد عبد حمزة ، وأحد المشاركين في المظاهرة إن "المواطن البسيط في السماوة يدفع يوميا ما بين خمسة آلاف الى عشرة آلاف دينار للبنزين من أجل توليد الطاقة من المولدات البيتية."

وأوضح أنه " من الضروري القضاء على الفساد الإداري والمالي في المحافظة."

كما أشار المواطن علي محمد فالح إلى أن " المحافظة تسير في اتجاه الهاوية خاصة بعد أن أعلن السيد رئيس الوزراء أنه سيتم تسليم الأمن الى العراقيين."

وقال إن " العراقيين لم يثبتوا حتى الأن جديتهم في العمل واستلام المهمات وتوفير الخدمات للمواطن ، بل ان الإدارات أصبحت مجموعات من( المافيات) تسيطر كل مجموعة على حصتها من أموال المحافظة." 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  3/حزيران /2006 -5/جمادي الاول/1427