مؤتمر أوربي حول حوار الاديان لتخفيف حدة التوتر وقبول الآخر

 

 بدأت في بروكسل يوم الاربعاء أعمال مؤتمر حوار الأديان الذي دعت اليه المفوضية الاوروبية بحضور ممثلين عن مختلف الديانات .

ويتناول المؤتمر الدور الذي يمكن أن تلعبه الأديان المختلفة في تخفيف حدة التوتر في العالم وقبول الاخر اضافة الى بحث الدور المفترض أن تلعبه القيادات الروحية في العالم من أجل تعزيز القيم الانسانية.

والتقى قادة من الاتحاد الاوروبي بشخصيات دينية بارزة لمناقشة الخطط المستقبلية للتكتل المؤلف من 25 دولة التي عصف بها رفض الناخبين لدستور الاتحاد الاوروبي العام الماضي.

والتقى المستشار النمساوي فولفجانج شوسيل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بالدلاي لاما الزعيم الروحي البوذي للتبت وكذلك ممثلين للديانات الاسلامية واليهودية والمسيحية.

وقال شوسيل للصحفيين "رأينا ان من المهم ان نلتقي بكل الشركاء المعنيين لاعادة الثقة في مشروع الاتحاد الاوروبي."

وكان شوسيل قد دعا الى الاجتماع في اوائل هذا العام بعد احداث الشغب في فرنسا التي قام بها شبان اغلبهم من اصول عربية وافريقية بهدف مناقشة "الحقوق الاساسية والاحترام المتبادل".

غير ان المناقشات تطرقت ايضا الى ازمة الهوية التي يعاني منها الاتحاد الاوروبي بعد ان رفض الناخبون في فرنسا وهولندا خطة الدستور قبل عام.

وقال باروزو بعد الاجتماع "نعتقد ان من المهم للغاية اليوم في اوروبا وفي العالم ان نتحدث الى الاخرين ومعهم بدلا من التحدث عنهم."

واضاف شوسيل في المؤتمر الصحفي نفسه "نحن بحاجة إلى مؤمنين بمشروع اوروبا."

ولم يتحدث أي من الزعماء الدينيين في المؤتمر الصحفي.

وكان التوتر الديني قد اشتد في وقت سابق هذا العام بعد أن نشرت صحيفة دنمركية رسوم كاريكاتير للنبي محمد أظهره احدها مرتديا عمامة على هيئة قنبلة.

واثارت الرسوم استنكارا في العالم الاسلامي حيث قتل نحو 50 شخصا في احتجاجات عنيفة. وكذلك تظاهر مسلمو أوروبا مما فجر جدلا حول سبل الجمع بين حرية التعبير واحترام الدين.

كما اثارت التفجيرات الانتحارية التي وقعت في لندن في يوليو تموز العام الماضي جدلا حول درجة اندماج المسلمين في بلدانهم الاوروبية بعد أن تكشف أن من قاموا بها مسلمون بريطانيون.

وقال باروزو إن من بين القضايا المهمة التي نوقشت "فكرة ان المسلمين في اوروبا يجب الا يكونوا في موقف يتعين عليهم فيه الاختيار بين دينهم والقيم الاوروبية."

واضاف "ان اوروبا يجب أن تكون كبيرة بما يكفي لدمج كل هذه الاتجاهات المختلفة."

وأكد رئيس مجلس الأئمة المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي أنس شقفه على هامش اعمال المؤتمر أنه سيشدد من خلال مشاركته في هذا المؤتمر على أهمية الاحترام المتبادل للقيم الدينية وعلى ضرورة اعطاء الجالية العربية والمسلمة الموجودة في دول الاتحاد الأوروبي دورا أكبر في الحياة السياسية خصوصا أنها تشكل جزءا مهما من التكوين العام للمجتمعات الأوروبية.

واشار شقفه الى أن السياسيين الأوروبيين باتوا على قناعة بأن الاسلام لا يمت بصلة للارهاب وهو بريء منه لكنه قال في المقابل أن المسألة الان تكمن في اقناع رجل الشارع بهذه الحقيقة مما سيغير من نظرته للمواطن المسلم الذي يعيش في العواصم الاوروبية معربا في هذا الصدد عن ثقته في جهد المفوضية الأوروبية للعمل على تحقيق هذا الهدف.

ويشارك في المؤتمر مفوض شؤون العدل والداخلية في الاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو والمستشار النمساوي فولفغانغ شوسيل الى جانب عدد من ممثلي الطوائف الاسلامية وممثلي الكنائس المسيحية وعدد من الحاخامات اليهود.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 1/حزيران /2006 -3/جمادي الاول/1427