من مكتبة النبأ: الديمقراطية ونقادها

 الكتاب: الديمقراطية ونقادها

المؤلف: روبرت دال

الترجمة: نمير عباس مظفر

المراجعة: د. فاروق منصور

الناشر: دار الفارس للنشر والتوزيع (عمان – الأردن)

الأوليات: طبعة سنة 1995م

(608) صفحة من القطع الكبير

 

التعريف بهذا الكتاب كما جاء في الغلاف الأخير وفقاً لهذا الجزء المختار منه:

يتناول هذا العمل الأكاديمي الشامل، الذي ألفه أحد أبرز المنظرين السياسيين في الفترة الراهنة، موضوع الديمقراطية ابتداءً من نشوء الفكرة التي يقوم المبدأ عليها بالأساس وانتهاءً بالاتجاهات التي ينبغي للديمقراطية سلوكها إذا ما أريد حقاً أن يكون للدول الديمقراطية المتطورة وجود في المستقبل.

في كلمة (شكر وتقدير) نقرأ هذه السطور الصريحة:

استغرق العمل بهذا الكتاب سنوات عديدة. ولعلي لم أدرك تماماً بأنني كنت قد شرعت بالعمل به منذ أن بدأت بتدريس مساق البكالوريوس بعنوان (الديمقراطية ونقادها) قبل بضع سنوات وقد قمت في وقت لاحق بتدريسه كحلقة بحث لطلبة الدراسات العليا، ولطالما تمنيت أن يكون العنوان من بنات أفكاري، إلا أنه لم يكن كذلك، إذ أن مجموعة من المحاضرات بنفس العنوان كانت تدرس في جامعة ييل قبل أن أتولى تدريسها. كما أن البروفسور الراحل لويس هارتز كان قد قدَّم مساقاً في جامعة هارفرد تحت عنوان مشابه.

ومهما كان الأمر، فقد حاولت جاداً من خلال القسم الأكبر من أعمالي المدونة، عبر السنوات العشر الأخيرة، أن أجد الحلول لمشاكل عديدة عزمت على مناقشتها في هذا الكتاب. ونتيجة ذلك لم أتوان في أن أضيف إلى كتابي هذا أي مقطع أو جزء من أعمالي المنشورة كلما شعرت بأنه هو نفس ما أريد أن أقوله هنا،...

وفي (المقدمة) نقرأ هذا النص من تاريخ الديمقراطية:

راودت مخيلة البعض منذ أقدم العصور صور لنظام سياسي ينظر أفراده بعضهم إلى البعض الآخر بوصفهم أنداداً سياسيين، يتمتعون جماعياً بسيادة واستقلالية، ويمتلكون كل الطاقات، والموارد والمؤسسات التي يحتاجون من أجل حكم ذاتهم. ولقد ظهرت هذه الفكرة والممارسات التي تجسدها، في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد، وشاعت بين قدماء اليونان الذين قدر لهم أن يمارسوا تأثيراً لا مثيل له على التاريخ العالمي برغم قلة عددهم وتواجدهم فوق رقعة صغيرة فقط من المساحة الشاسعة للكرة الأرضية.

 لقد كن اليونانيون بشكل عام، والأثينيون بشكل بارز، هم أصحاب الفضل في تحقيق ما أود تسميته بالتحول الديمقراطي الأول: التحوّل من فكرة وممارسة الحكم من قبل الأقلية إلى فكرة وممارسة الحكم من قبل الأكثرية، فبالنسبة لليونانيين كانت دولة المدينة هي المكان الوحيد الممكن تصوره لوجود الديمقراطية.

وقد قدر لهذا التصوَّر غير العادي للحكم أن يختفي عن الوجود لفترات زمنية طويلة الأمد، ولم تحاول إلا فئة صغيرة من شعوب العالم أن تنجح في تكييف الواقع السياسي لينسجم مع المتطلبات الملحة لهذا التصوّر، ومع ذلك فإن هذه الرؤية المبكرة لم تفقد بشكل كامل قدرتها على استهواء الخيال السياسي وتعزيزها الآمال بإمكانية تحقق الرؤية الخاصة بنظام حكم نموذجي يمكن بلوغه.

وبالجزء الثاني (النقاد المناوئون) وضمن الفصل الثالث (الفوضوية) نقرأ وجهة النظر:

تجابه الديمقراطية نوعين جوهرين من المعارضة إذا ما أخفقتا في مواجهتها بشكل مُرض تصبح أية محاولة لمواصلة سبر أغوار الديمقراطية غير مجدية. وبالرغم من حدة التباين بينهما فإن هذين الاعتراضين ينطلق من أنصار الفوضوية... ودعاة الوصاية.

وبمتن الجزء الثالث (نظرية العملية الديمقراطية) نقرأ في الصفحة الأولى من الفصل الثامن الذي يحمل نفس العنوان الآنف هذه الإشارات لما كتبه أرسطو:

في كتابه الموسوم (علم السياسة) كتب أرسطو، يقول: (في الدول الديمقراطية تتمتع الشعوب (أو الديموس) بالسيادة، أما في الدول التي تقوم فيها الاوليغادكيات (حكم الأقلية) فإن أولي الأمر هم القلة (أي الأوليغوي) (1952، ص 110) والمعنى الحرفي لعبارة الديمقراطية هو أن الشعب يحكم. ولكن ما معنى عبارة أن الشعب يحكم) وأنه يتمتع بالسيادة، وأنه يتولى مقاليد حكم ذاته؟ لكي يمارس الشعب الحكم ينبغي أن تكون لديه طريقة معينة للحكم، أي عملية للحكم. فما هي السمات المميزة لعملية حكم ديمقراطية؟ وعلى سبيل المثال كيف تختلف هذه العملية عن نظام حكم الأقلية أو الأوليغاركية؟

من الأجل الإجابة على هذه الأسئلة من المفيد التقدم بثلاث مراحل. أولاً بما أن الديمقراطية نظام سياسي من المفيد جداً أن يتم عرض افتراضات تبرر وجود نظام سياسي.

ثانياً: إننا بحاجة إلى تحديد الافتراضات التي من شأنها تبرير نظام سياسي ديمقراطي و.. لا ينبغي... تجاهل السياق التاريخي، كما لا ينبغي افتراض الخيال الذي ألفه التنظير الديمقراطي منذ زمن الفيلسوف لوك...

ثالثاً: ينبغي لنا وصف المعايير الأساسية لنظام سياسي ديمقراطي، وبيان كيف أنها تتأتى من الافتراضات.

إن ما يشكل المرحلة الحاسمة... إقرار دستور، أو إجراء تعديل دستوري...

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 1/حزيران /2006 -3/جمادي الاول/1427