تناول الحامل كمية للخمور ولو كمية صغيرة يؤثر سلبا على ذكاء الاجنة

أفادت دراسة ان تناول الحامل الخمور حتى ولو بنسبة بسيطة اسبوعيا خلال الاشهر الثلاثة الاولى او الثانية من الحمل الاولى يمكن ان يكون له تأثير ضار على النمو المعرفي للجنين.

واظهرت نتائج دراسة طويلة الامد أن الاطفال الامريكيين من اصول افريقية في عمر 10 اعوام والذين تناولت امهاتهم الخمور بمعدل مرة الى ثلاثة مرات اسبوعيا خاصة خلال الثلاثة اشهر الثانية من الحمل كان معدل ذكاءهم اقل من الاطفال الذين لم تتعاطي امهاتهم المشروبات الكحولية اثناء الحمل.

وقالت جينيفر ويلفورد من كلية الطب في جامعة بيتسبرج والمسؤولة عن الدراسة في بيان ان "اختبار معدل الذكاء يقيس قدرات الطفل على التعلم والتكيف في بيئته. ويتنبأ بنجاحه الدراسي والعملي".

وأضافت في تصريحات لرويترز ان "نتائج هذه الدراسة تظهر أن تعرض الجنين لمستويات قليلة أو معتدلة من الكحول له تأثير سلبي على معدل ذكاء الطفل".

وأشارت ويلفورد وفريقها الطبي في مقال نشر في دورية (الكحوليات.. البحث الطبي والتجربة) انه من المعروف ان الافراط في تناول المشروبات الكحولية أثناء الحمل يؤثر على ذكاء الاطفال ولكن تأثير تناول المشروبات الكحولية ولو بكميات قليلة او معتدلة لم يكن معروفا.

ولاجراء الدراسة فحص الباحثون معلومات من 636 حامل ترددن على عيادة متخصصة في الفترة ما بين عامي 1983 و1985. وقدمت الامهات معلومات بشأن معدل تناولهم للمشروبات الكحولية خلال فترات الحمل المختلفة بمعدل كل ثلاثة شهور وتم اختبار القدرات المعرفية لاطفالهن عند بلوغهم 10 اعوام.

وظهر تأثير تناول المشروبات الكحولية باعتدال او بكميات قليلة على الاطفال الامريكيين من اصول افريقية بينما لم تظهر تلك التأثيرات على الاطفال الامريكيين من ذوي البشرة البيضاء.

وقالت ويلفورد ان "الاختلاف العرقي لا يمكن تفسيره بكميات المشروبات الكحولية التي تتناولها الحامل او نمط تناولها لها او حتى عن طريق العوامل الاقتصادية والاجتماعية".

وأضافت ان الجينات تلعب هنا عاملا مؤثرا في ذلك الاختلاف العرقي.

وقالت ويلفورد "لانه لا احد يستطيع ان يحدد اذا كان هناك نسبة امنة من المشروبات الكحولية يمكن تناولها (ولا تؤثر على الجنين) فيفضل الامتناع عن الخمور تماما".

وهذا التقرير يدل على ان النساء يتأثرن بالكحول اكثر من الرجل حيث تبيّن علميا أن التأثيرات السمية للكحول لها وقع أكبر على الأعضاء الباطنية للمرأة مثل الكبد والقلب والدماغ، كما أن النساء أكثر عرضة للأمراض المتصلة بتعاطي الكحول والاعتياد عليه من الرجال

وقد أظهرت البحوث أن الكمية القليلة من الكحول الكافية لاحداث تليف في الكبد تقل بمرتين أو ثلاث عن الكمية المطلوب تواجدها في جسم الرجل

ويعود السبب إلى ظهور نسب أعلى من الكحول في دم المرأة عندما تتناول كمية من الكحول مساوية لتلك التي يتناولها الرجل، وأحد الأسباب يتمثل في أن جسم المرأة أصغر بشكل طبيعي من جسم الرجل

كما أن المرأة تتميز عن الرجل بوجود كمية أكبر من الأنسجة الدهنية، ومعروف أن الكحول لا يتبدد أو يحترق في الدهون بسهولة، وهو لهذا يأخذ وقتا أطول حتى يتحلل ويختفي من جسمها

إلا أن العلماء وجدوا أيضا أن الطريقة التي تفكك بها المعدة الكحول إلى عناصره الأولية قبل دخوله إلى مجرى الدم، تعد عاملا مهما آخر في تأثير الكحول على المرأة أكثر من الرجل

يشار إلى أن الأنزيمات المعدية تقوم بتفكيك وتحليل جزء من الكحول الداخل للجسم، وهو نظام حيوي يهدف بالدرجة الأولى إلى منع الارتفاعات المفرطة لمستوى الكحول في جسم المتعاطي

وهذه الأنزيمات اقل نشاطا في المرأة مقارنة بالرجل، وهو ما يعني أن كميات أكبر من الكحول ستنتهي إلى مجرى الدم عند المرأة دون معالجة معدية

وتقول الدراسات إن الادمان على الكحول أو التعود على تناوله يعد أحد الأسباب الرئيسية في تقليل تأثيرات تلك الأنزيمات

وهذا ما يفسر تقلص قدرة المرأة على تحليل الكحول في معدتها، ولهذا ترتفع نسبته في مجرى الدم بشكل يشبه لو أنها حقنت به عن طريق الوريد

وظهر من البحث، الذي اجراه فريق علمي في نيويورك، أن استجابة النساء لتناول البيرة هي نفس استجابة الرجال

لكنهن كن أقل قدرة على تحليل الكحول الموجود في النبيذ والخمور القوية مثل الويسكي والفودكا والجن وما إليها.

هذا وكان باحثون قد حذروا من إن الكحول يتسبب في نحو 60 مرضا مختلفا وإن 4 بالمئة من الأمراض في العالم سببها الكحول.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 30/ايار/2006 -1/جمادي الاول/1427