دراسة تحريضية جديدة: المسلمون في النمسا يطالبون السياسيون بعدم اساءة استغلال الاسلام لاغراض انتخابية

وجه عدد من الاتحادات الاسلامية في النمسا نداء الى السياسيين النمساويين تدعوهم فيه الى عدم اساءة استغلال الاسلام من أجل تحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية العامة المقرر انعقادها في الخريف المقبل.

وقالت وكالة الصحافة النمساوية ان هذا النداء صدر في أعقاب اجتماع للجالية الاسلامية في النمسا ضم ممثلين عن الطوائف التركية والبوسنية والعربية اضافة الى المسلمين الذي ولدوا في النمسا.

وأكدت الجالية تمسكها بما وصفته بالمنهاج المعتدل ومبدأ الوسطية الذي تسير عليه الجالية الاسلامية في النمسا على اساس انهم مسلمون ونمساويون في ان واحد داعين الى عدم التعامل مع الاسلام وكأنه مشكلة في البلاد أو قضية أمنية.

وأعربت عن القلق ازاء نتائج استفتاء تداولته الصحف النمساوية اخيرا أظهرت ان نسبة 45 في المئة من المهاجرين المسلمين لا يرغبون في الاندماج داخل المجتمع النمساوي.

وحذروا من الاثار السلبية لهذه المزاعم على المناخ الاجتماعي السائد في النمسا وبخاصة من ناحية تنامي العنصرية.

وجاء في النداء "أن اعتبار من يؤدي شعائره الدينية من خلال أداء الصلاة والتوجه الى المسجد وارتداء الملابس الاسلامية بأنه لا يرغب في الاندماج أمر يبعث القلق".

وفسروا الاندماج بأنه تواصل بين الناس وتحسين ظروف العمل والسكن والتربية وبدون الخلط بين الاندماج والذوبان داخل المجتمع.

وقد دحضت دراسة جديدة أعدتها جامعة (فيينا) ما قالته وزيرة الداخلية النمساوية ليزه بروكوب في وقت سابق أن 45 في المئة من المهاجرين المسلمين لا يرغبون في الاندماج داخل المجتمع النمساوي.

ونقلت وكالة الصحافة النمساوية أمس مقتطفات من هذه الدراسة التي بثتها الاذاعة النمساوية نهاية الأسبوع الماضي والتي اكدت أن 80 في المئة من الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين يرغبون في الاندماج في المجتمع النمساوي مشيرة الى ان نسبة سبعة الى ثمانية في المئة فقط من المسلمين يجدون صعوبة في التأقلم مع هذا المجتمع لأسباب دينية.

وأظهرت الدراسة التي أعدها ونشرها معهد فيينا للدراسات الديمغرافية انه في عام 2051 سيصبح كل ثالث تلميذ في مدارس النمسا من المسلمين وذلك في اطار الحملة الجارية في أوروبا التي تحذر مما تصفه بتنامي نفوذ المسلمين في القارة الأوروبية. وذكر معدو هذه الدراسة التي نشرت وكالة الصحافة النمساوية مقتطفات منها اليوم أنهم حاولوا اعطاء تصور تقريبي قائم على ما اعتبروه معطيات واحصاءات علمية حول تطور الوضع الديمغرافي في النمسا خلال الخمسين عاما القادمة خاصة لجهة الخارطة الدينية في البلاد وان كان فحوى وهدف الدراسة كما يظهر دعم النظريات التي تحذر من تنامي عدد المسلمين في أوروبا. وأعادت الدراسة الى الأذهان احصائية عام 2001 حول الانتماءات الدينية لسكان النمسا والتي تفيد بأن 6ر73 في المئة من الكاثوليك و12 في المئة من غير المنتمين الى ديانة محددة و 7ر4 في المئة بروتستنانت و2ر4 من المسلمين و5ر5 من أتباع الديانات والعقائد الأخرى. وتوقعت الدراسة المذكورة أن تتغير المعطيات في عام 2026 وتصبح النسب المئوية من 55 الى 63 في المئة كاثوليك ومن 4 الى 5 في المئة بروتستانت و من 8 الى 12 في المئة مسلمون ومن 7 الى 9 في المئة ديانات أخرى والنسبة المتبقية تعود الى من يوصفوا بمجهولي الديانة.

وطبقا للدراسة المذكورة فان الأمور ستتغير في عام 2051 على الشكل الآتي 36 الى 58 في المئة كاثوليك و3 الى 5 في المئة بروتستانت و14 الى 26 في المئة مسلمين و 7 الى 12 في المئة من اتباع الديانات الأخرى والبقية غير معلني الديانة. وذكرت الدراسة أن حوال 40 ألف تلميذ في المدارس النمساوية يحضرون الآن دروسا في التربية الاسلامية في المدارس الحكومية يتولاها 350 معلما حيث يتوقع أن تزداد نسبة عدد التلاميذ المسلمين بشكل مضطرد مع مرور السنين حتى يصبح كل تلميذين يقابلهما تلميذ مسلم في العام 2015 .

وأشارت الدراسة الى أن ما بين 19 الى 28 ألف مهاجر يدخلون سنويا الى النمسا ويستقرون فيها وان نسبة عدد المسلمين بينهم تصل الى 38 في المئة.

تجدر الاشارة هنا الى أن هذا النوع من الدراسات قد تكاثر خلال السنوات القليلة الماضية في الكثير من البلدان الأوروبية وبشكل يبدو بأنه يهدف الى تضخيم صورة التواجد الاسلامي في أوروبا واثارة مخاوف المواطنين العاديين وجعل هذا الأمر حافزا لتشديد القيود على المسلمين في أوروبا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 30/ايار/2006 -1/جمادي الاول/1427