نِحْنَا واللجان

وليد اللوح

إذا أردت أن تعطل شيئاً فشكل له لجنة، أما إذا أردت أن تحبطه تماماً فشكل له لجاناً. من هنا، انتقل مفهوم تشكيل اللجان من المستوى الإيجابي الذي من شأنه الابتعاد عن المركزية والبيروقراطية وزيادة وتيرة الفاعلية التي تدفع باتجاه تطوير العمل ونموه بالمعنى العلمي، إلى مستوى سلبي للفشل وطي الصفحات السوداء وكأن شيئاً لم يكن.

وجاءت أهمية تشكيل اللجان من مفهوم توزيع الأدوار وتقاسمها وتحقيق روح المشاركة والوصول إلى الأهداف بسرعة أكبر، وإدخال عناصر مختلفة تساهم في ذلك.

مجتمعنا العربي وضع تفسيراً آخر، وشكلاً مختلفاً لتلك اللجان وبدأ برسم ملامح جديدة لطريقة عملها، وكان الأسرع في الوصول إلى النتائج التي تنتهي مع بدء تشكيل تلك اللجان.

الأوساط الفلسطينية المثقفة والعامة لا شك بأنها تدرك أن مجرد الإعلان عن تشكيل لجنة لقضية ما يعني إخمادها، ولا شيء آخر.

كثيرة هي القضايا التي تم تحويلها إلى التحقيق والبحث وشكلت لها اللجان ولم نسمع حتى اللحظة عن نتائجها وما توصلت إليه.

سمعنا عن لجنة البحث في وفاة الرئيس ياسر عرفات، وعن ملفات الفساد التي أعلن عنها النائب العام بالجملة، وعن تشكيل لجان للبحث فيها، واقتحام سجن أريحا، واغتيال اللواء موسى عرفات، والقوقا، والطحين الفاسد، وملف الاسمنت والجدار، وقضية مبعدي كنيسة المهد، هذا عدا عن القضايا التي تشكل لها لجان صغيرة على مستويات أقل، وهذه بالطبع لا يتم العلم بها من الأساس، فإذا كان الحال مع القضايا الكبرى أن تموت على مذبح اللجان فما بالك بالقضايا الصغيرة؟.

كل تلك اللجان التي شكلت، لم يعد يُعرف عنها شيئاً، فهل ما زالت تتنفس؟ أم أنها اختنقت تحت أكوام من قرارات جديدة بتشكيل لجان جديدة؟.

فلتتشكل لجنة جديدة لمعرفة لماذا ماتت كل هذه اللجان...!!!

walidlouh@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 29/ايار/2006 -30/ربيع الثاني/1427