غالاوي السياسي البريطاني المتورط بفضيحة الكوبونات يشرع لقتل بلير بعملية انتحارية

فجر جورج جالوي السياسي البريطاني المعارض لحرب العراق عاصفة من الاحتجاج يوم الجمعة بقوله ان قيام مفجر انتحاري بقتل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا انتقاما للحرب على العراق سيكون مبررا من الناحية الاخلاقية.

وقال ردا على سؤال من مجلة (جي كيو) عما اذا كان اغتيال مفجر انتحاري لبلير سيكون ذلك مبررا باعتباره ثأرا من الحرب على العراق نعم..سيكون مبررا من الناحية الاخلاقية.

وقال انا لا ادعو لذلك..ولكن اذا ما حدث اعتقد انها ستكون حالة اخلاقية مختلفة تماما عن الاحداث التي وقعت في السابع من يوليو. وذلك في اشارة الى هجمات نفذها مفجرون انتحاريون على وسائل المواصلات في لندن العام الماضي وادت لمقتل 52 شخصا.

وقال جالوي الذي اسس حزبا خاصا به بعد فصله من حزب العمال الذي يتزعمه بلير عام 2003 سيكون ذلك منطقيا تماما وله تفسيره. وهو يساوي من الناحية الاخلاقية اصدار اوامر بقتل الاف الابرياء من ابناء الشعب العراقي مثلما فعل بلير.

واسس جالوي الذي ينتقد بلير دائما حزبا سياسيا جديدا مناهضا للحرب وتمكن من هزيمة مرشح بلير المنافس له باحدى الدوائر الانتخابية الفقيرة بالعاصمة لندن في انتخابات العام الماضي.

كما نقل جالوي قضيته الى واشنطن في جلسة حاسمة نقلتها شاشات التلفزيون وحظيت بقدر كبير من التغطية الاعلامية حين مثل امام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الامريكي للرد على اتهامات وجهت له بالتربح من صفقات خاصة ببيع النفط العراقي قبل الحرب وهي المزاعم التي نفاها.

وقال ستيفن باوند عضو البرلمان عن حزب العمال والذي غالبا ما ينتقد جالوي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية ان جالوي تجاوز الحد واصفا تصريحاته بانها تستحق الازدراء تماما.

وقال منزيس كامبيل الزعيم المناهض للحرب بحزب الاحرار الديمقراطيين عن جالوي لايجب على اي سياسي مطلقا سواء بالمسلك او بالكلمة او بالفعل.. ان يقدم اي تأييد لنظرية ان العنف ربما يكون مبررا.

وامتنع المتحدث الرسمي باسم بلير عن التعليق.

وفي المقابلة مع المجلة قال جالوي انه كان سيبلغ السلطات اذا ما علم باي مخطط لقتل بلير.

وتابع قائلا ان اغتيال بلير سيؤدي لنتائج عكسية حيث انه سيولد موجة جديدة من المشاعر المناهضة للعرب والمناهضة للمسلمين التي تثيرها الصحافة.

واصدر جالوي لاحقا بيانا قال فيه انه يعارض اغتيال بلير ولكن يريد محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وقالت ناطقة باسم منظمة ليبرتي (حريات) للحقوق المدنية انه بإمكان اعتبار هذا التصريح تمجيداً للارهاب، وهو أحد البنود الجرمية في قانون مكافحة الارهاب الذي أقر في وقت سابق من هذا العام. كما أفادت ناطقة باسم الشرطة بأنها لم تتلق أي شكوى ضد النائب البريطاني، لكنها ستفتح تحقيقاً في القضية حال تلقيها ذلك.

وقال زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض السير منزيس كامبل إنه في حال كانت المجلة نقلت تصريحات غالاواي في دقة، يمكن النظر اليها على أنها توفر التشجيع الى شخص مستعد لارتكاب مثل هذه الجريمة.

في المقابل، تمسك غالاواي بتصريحاته، قائلاً: من وجهة نظر شخص رأى بلاده وهي تُغزى، وعائلته تُفجر، من المحتمل بالطبع أن يُبنى تبرير أخلاقي لاغتيال بلير. لكنه أكد: أوضحت موقفي. لن أدعم أي شخص يسعى الى اغتيال رئيس الوزراء، لافتاً الى تصريحات سابقة لزوجة الاخير تشيري بلير التي قالت فيها إنها تتفهم لماذا تقع العمليات الانتحارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأثارت تصريحات غالاواي موجة من الاحتجاجات على الفور. وصرح النائب ستيفين باوند من حزب العمال الحاكم لصحيفة صن بأن هذه التصريحات أذهلتني. غالاواي عديم الذوق ومنحرف تماماً. في كل مرة تعتقد بأن من غير الممكن أن ينحدر غالاواي أكثر، تراه يذهلك مرة أخرى، لافتاً الى أن تصريحه الأخير يفوق أي منطق.

وغالاواي موجود حالياً في كوبا حيث انضم الى الرئيس فيدل كاسترو هذا الأسبوع ليشارك في برنامج تلفزيوني طويل (سبع ساعات) يطعن في مقال نشرته مجلة فوربز الأميركية قدر الثروة الشخصية للزعيم الكوبي بحوالي 477 مليون جنيه استرليني (800 مليون دولار). وقارن هذا النائب البريطاني بين نضاله ضد مزاعم بتلقيه أموالاً من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، ومعركة كاسترو ضد المزاعم بتجميعه ثروة سرية، اعتبرها مؤامرة أميركية، مخاطباً الأخير بـ الأسد و القائد. ويعكف غالاواي أيضاً على إعداد كتاب عن الزعيم الكوبي، ويجري حالياً بحوثاً في كوبا لهذا الغرض.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28/ايار/2006 -29/ربيع الثاني/1427