من مكتبة النبأ: عراق المستقبل السياسة الأمريكية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط

الكتاب: عراق المستقبل

السياسة الأمريكية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط

المؤلف: جيف سيمونز

الترجمة: سعيد العظم

الناشر: دار الساقي (بيروت – لبنان)

الأوليات: الطبعة الأولى 2004م

(487) صفحة من القطع الكبير

 

(يحلّل جيف سيمونز ماذا ينتظر العراق والعالم العربي بعد سقوط نظام صدام، ويتمعن في مراكز القوة المختلفة في المنطقة: في العراق ودول هامة أخرى كـ(تركيا، إيران، سوريا، إسرائيل، فلسطين، منطقة الخليج) ويبحث في مصير هذه الدول في (الأجندة الأمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وكيف ستستجيب لسلم تفضله أمريكا وتفرضه بقوتها؟... وما هو الدور الذي يلعبه النفط في المعادلة كلها؟ كما يسأل عن سبب تغييب الأمم المتحدة...)

من نص الغلاف الأخير للكتاب.

نطالع من نص (المقدمة) هذه المكاشفة:

لا يمكن التكهن بمستقبل العراق، شأنه في ذلك شأن أي دولة أخرى، كما لا يمكن استكشافه بحساب بسيط، إلا أنه يحظى بأهمية بالغة بالنسبة إلى الجنس البشري. وقد نحاول التنبؤ غير أننا سوف نخطئ بالتأكيد عندما نصل إلى التفاصيل الهامة وفور تجاوز الأمور البسيطة... في وسعنا أن ننظر إلى أحداث اليوم وأن نتبين ما نعتبره توجهات حاسمة، ونستطيع أن نتوسع في النظر إلى هذه التوجهات فنفتحها ونعدلها وننمقها لتصبح غداً متخيلاً ومن ثم ينصبغ العالم الجديد بألوان تفاؤلنا وتشاؤمنا ومعرفتنا ومناحينا السياسية. إن وعينا بالتوجهات المحتملة، مستنيراً بالسوابق التاريخية، هو الشعاع الوحيد الذي يهدينا إلى المستقبل، وينبغي أن تتسم تخميناتنا بالحذر برغم تواصلها مع مخيلة خصبة نظراً إلى أن معظم المفكرين التاريخيين لم يتحلوا بالشجاعة الكافية...

إن القوى الفاعلة التي تصوغ العالم الحديث بادية للعيان: القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، الغضب المتصاعد في العالم الإسلامي الواقع في قبضة الاستبداد والاستغلال. التوترات القائمة بين الديانات والحضارات، العولمة الآخذة في التوسع في التجارة والتكنولوجيا...

ونطالع من نص الجزء الأول (العراق) الفصل الأول (الانهيار الاجتماعي) هذه التواليات المؤثرة على الحكم السابق في العراق:

بدأت الحرب الطويلة التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق، وكانت في البدء في مطلع عام 1990 قبل الغزو العراقي للكويت اقتصادية الطابع. واستمرت الحرب بفرض نظام العقوبات الصارم في شهر آب/ أغسطس 1990 والهجوم العسكري الضخم في عام 1991، ومن ثم سنوات القصف الجوي والحصار الطويلة، وبلغت ذروتها في شهر آذار/ مارس 2003.

لقد شُنَّ غزو العام 2003 ضد بلد أنهكه الفقر، وكان أناس كثيرون ينظرون إليه كمعسكر كبير للاجئين. وكانت حرب عام 1991، قد فتحت هذه العملية، وأطلق وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر  قبل بدء تلك الحرب وعيده (الشهير) إلى العراقيين: (سوف نعيدكم إلى العصر ما قبل الصناعي) وألقت الطائرات الأمريكية من المتفجرات بين 16 كانون الثاني/ يناير و27 شباط/ فبراير 1991، ما يعادل قوة قنبلة هيروشيما الذرية على العراق كل أسبوع، وهو حجم تدمير لا مثيل له في تاريخ الحروب.

وأستمر الحصار الاقتصادي الذي كان الرئيس وودرو ويلسون قد أسماه (هذا الدواء الساكت القاتل) وكانت النتائج متوقعة ففي عام 1995 سجلت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) F.A.O في تقرير لها عن المأساة المتعاظمة للمدنيين العراقيين ما يلي: (لقد توفى أكثر من مليون عراقي – بينهم 567 ألف طفل – كنتيجة مباشرة للعقوبات)[1]، وكان الصليب الأحمر الدولي يحتج على الآثار المفجعة للعقوبات على المدنيين.

ومما نطالعه في (تقرير الأمم المتحدة) المهم جداً بهذا الشأن لمعرفة ما جرى ووصل إليه الحال العام في العراق قبيل سقوط النظام الصدامي هذه الحقائق:

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في 19 آذار /مارس 2003 عن قلقه من احتمال نشوب حرب وشيكة:

عايش العراقيون في الأعوام العشرين الأخيرة حربين كبيرتين وانتفاضات ونزاعات داخلية وأكثر من عقد من العقوبات المضنية، لقد تحطمت البنية التحتية للبلاد بحيث لم تعد تفي بأهم الاحتياجات الأساسية كالماء النظيف والصحة والتعليم.[2].

ومن عنوان (سياسات صدام حسين) المذكور في الفصل الثاني نطالع هذا التحليل للمؤلف:

عمد صدام حسين أحياناً كثيرة إلى فرض ممثلين للحكومة المركزية لتتولى الأدوار التي كان الشيوخ يقومون بها في الماضي، مطوراً بذلك اتجاهات مورست في السابق وبديهي أن إجراء كهذا سوف يفسح المجال لنشوب توترات إضافية.

رأى صدام في النظام القبلي إضافة نافعة إلى قاعدة قوته، فساهم في رد الاعتبار إلى الهوية القبلية التي كانت تذوي في العراق منذ عقود...

وكانت سياسة تقوية القبائل سيفاً ذا حدين، فهي تمنح هذه القبائل القدرة أيضاً على تشكيل تهديد لنظام صدام بما لها من قوة متجذرة في البلاد.


([1]) منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، كانون الأول/ ديسمبر 1995.

([2]) كوفي أنان، بيان صحفي 19آذار/ مارس 2003.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 27/ايار/2006 -28/ربيع الثاني/1427