هل احد يشك في عدم براءة ملا خليل زادة وقوات التحالف في تشجيع
الارهابيين والتكفيريين السلفيين وحلفائهم البعثيين لاقامة امارتهم "الطالبانية"
في العراق ؟ الم تتحدث لنا تقارير عن وجود دور للامريكان وسفيرهم
المخضرم في علاقاته مع قوى التخلف والظلام السلفية والوهابية في انشاء
مناطق امنة لتلك القوى الشريرة والارهابية كي تمارس انشطتها العدوانية
بحق المسالمين من ابناء الشعب العراقي وخاصة اتباع اهل البيت (ع)، وقد
تجلى ذلك في مناطق عديدة من العراق وخاصة في اطراف بغداد وداخلها
وبالاخص في منطقة الاعظمية والغزالية التي تحولت الى ثكنات عسكرية بفضل
التساهل الامريكي ووقوف ممثل عنان الطائفي اشرف القاضي خلفهم من خلال
تقاريره المنحازة للقوى الطائفية وعدائه لحكومة العراق وشعبها؟
ماذا يعنى ان يصرح ملا زلماي في كل مرة بان القاعدة سوف تقيم امارة
طالبانية في الانبار ولن يمر وقت طويل واذا بالزرقاوي يبشر اتباعه بان
اعلان "الامارة" الاسلامية في الانبار بات وشيكا وسوف يعلنها خلال
ثلاثة اشهر قادمة؟!
وماذا يعني ان يقوم الامريكان بتجريد العشائر الشيعية في المناطق
المتاخمة لبؤر الارهاب من سلاحها ومداهمة بيوت الشيعة وتجريد الافراد
حتى من سلاحهم الشخصي الذي يحمون به انفسهم من خطر الارهاب فيما يظل
الارهابيون ومناطقهم محمية وغير مسموح لاحد من الشرطة العراقية او
الجيش العراقي بدخولها بل وحتى القوات الامريكية نفسها لا تقوم بفعل
شيء لمداهمة تلك المناطق وخاصة العامرية والغزالية ومناطق معروفة في
اللطيفية وكذلك الانبار وتخليصها من شرور القتلة الارهابيين ؟
لماذا وباستمرار يرفع شعار "خطر الميليشيات" و"الصراع الطائفي" من
قبل الامريكان والبريطانيين وبعض ابواق الارهاب ورموزهم السياسيين فيما
يتجاهل اؤلئك خطر الارهاب والتكفيريين وتنظيمات القاعدة وميليشياتها
التي تجد لها في مناطق الغرب واحياء العاصمة حاضنات لها وهي ذاتها التي
تمارس اليوم اعمال القتل والاغتيال وظاهرة رمي الجثث في شوارع بغداد
ومناطق اخرى من العراق؟
هذه الاسئلة لا بد ان تكشف لنا حقائق عن دور ملا زلماي وبعض اطراف
التحالف والامريكان في تشجيع القاعدة والسلفيين التكفيريين والبعثيين
المجرمين لاقامة "امارة طالبانية" في اجزاء من العراق ودفعهم لممارسة
القتل والارهاب بحق شريحة معينة من ابناء العراق بهدف خلق توازن كاذب
وغير مدروس وغير عقلاني في مجتمع سواده الاعظم من الشيعة وهو امر يختلف
كثيرا عن ما هو في افغانستان والتي اقيمت فيها امارة طالبان بتخطيط من
ملا زلماي وتشجيع منه وكانت النتيجة هي تلك الكارثة البشرية والطامة
الكبرى التي ابتلي بها العالم ببروز جماعات الارهاب العربية السلفية
المسماة القاعدة وامتداداتها في العالم العربي .
ما يجري على ارض العراق اليوم من تصعيد في وتيرة القتل على الهوية
بحق الشيعة وما يجري من حديث عن قيام القوات الامريكية بتشكيل شبكات
مسلحة من عناصر النظام السابق تقوم بمداهمة مناطق خاصة لا علاقة لها
بالارهاب والتكفيريين وممانعتها للجيش والداخلية لاقتحام مناطق وبؤر
اصبحت حاضنة عناصر مسلحة وملثمين من اتباع الزرقاوي والارهابيين في
العامرية والاعظمية والغزالية يكشف بوجود مخطط خطير يقف خلفه السفير
الامريكي والطالباني البشتوني ملا زلماي اختلطت فيه اجندة مختلفة
طائفية واقليمية واخرى مخابراتية لا يهمها استقرار الوضع في العراق
بقدر ما يهمها تنفيذ مشاريعها الخاصة ولو على حساب الدماء البريئة وقتل
الالاف من ابناء الرافدين ‘ ولعل ما حدث يوم الخميس في "السيافية" من
هجوم الارهابيين والتكفيريين والزرقاويين على اتباع اهل البيت بعد ان
قام الامريكيون بتجريد ابناءها الشيعة من السلاح يكشف عمق المخطط
الرهيب كما يكشف في نفس الوقت عن غباء وجهل الامريكيين لما قد يحصل لهم
وللمجتمع الدولي مستقبلا على ايدي القتلة والعرب الطائفيين الذي لا شرف
لهم ولا رحمة ‘ قلوبهم قاسية اشد من الحجارة والحديد لا ينفع معهم هذا
التحابي الذي له تداعيات اخطر مما هم يتصورونه او يتوهمون ـ كما هو في
مخيلة زلماي ـ في انهم سوف يخلقون توازنا في العراق بتشجيعهم زمر القتل
والارهاب كي تسرح وتمرح دون حساب وعقاب .
ان الدور هنا يقع على الحكومة العراقية المنتخبة وكذلك على قوى
"الائتلاف العراقي" التي تمثل الاغلبية في ان تفرض اجندتها الامنية
بعيدا عن مخطط زلماي واياديه الخفية في ان تقوم بحماية السكان وتوفير
الامن لهم ونشر قوات الامن والجيش في مناطق يزمع الزرقاوي اقامة امارته
الطالبانية الارهابية فيها حتى وان تقاطعت مع اجندة زلماي الوهابية ‘
ولدي الائتلاف الشيعي اوراق عديدة وقوية يمكن ان تهدد بها الذين يدعمون
الارهاب ويقفون خلف مخطط التطهير الطائفي الذي في الاساس يستهدف
الشيعة.
اما التقارير الكاذبة وتلك المشبوهة والتي يتم تسريبها وفقا لمخطط
زلماي ومخابرات الانظمة العربية حول "امارة طالبانية " في بغداد او
الانبار او تلك التي تحاول المقاربة والمقارنة بين الامارة الطالبانية
الارهابية وما تقوم به المجموعات المتطرفة السلفية والمدعومة عربيا
وبين ميليشيات كما يدعى شيعية لا وجود لها الا في حدود الحماية لمؤسسات
وشخصيات عجزت القوات الرسمية والامريكية توفيرها فهي اي تلك التقارير
تهدف خلق حالة من الاندفاع لدي المجاميع ماتسمى المقاومة وهي ارهابية
ومجرمة حتى النخاع للتسلح والتفنن في طريقة القتل والتطهير الطائفي
ولتفيذ مخطط "خلق توازن" طائفي في بغداد ضحيته الشيعة والرابح الاكبر
هم تلك الايادي التي تقف خلف ميليشيات الارهابية من "ألوية " ثورة
العشرين" و"الجيش الاسلامي" وغيرها والتي تتشكل اغلب عناصرها من
البعثيين وعناصر النظام السابق والمحترفين في القتل والاغتيال وبتنسيق
مع جماعات القاعدة والزرقاوي.
وليس بعيد عن هذا المخطط ما كشفت عنه التقارير حول وصول 250 الف
قطعة سلاح من البوسنة تم بيعها الى الحكومة العراقية عبر الامريكيين
الى يد الارهابيين في العراق اي الى يد جماعة الضاري وميليشيات طارق
الهاشمي الذي يعتبرها "مقاومة مشروعة".
فهل تسرع الحكومة العراقية المنتخبة لانقاذ الموقف واستخدام القبضة
الحديدية ضد الارهاب كما وعدت قبل حدوث الكارثة ؟
وهل يقوم الائتلاف الشيعي بتنفيد بعض تهديداتها واستخدام بعض
الاوراق للوقوف امام المخطط الجهنمي الذي يسعى لاقامة "امارة طالبانية"
في بغداد قبل الانبار؟! ام ننتظر قيامها وعندها لا تنفع معها الا
سيناريوهات تداعيات 11 سبتمبر ؟!او تنفيذ مشروع "تحرير بغداد" الثاني
كما يتحدث عنه بعض التقارير؟!! |