مدارس امريكية تغلق ايام الجمعة توفيرا لتكلفة الطاقة

بعد ان تفرغ من عمل الواجب المدرسي ومهامها المنزلية تعتزم بيانكا سوزي تمضية معظم ايام الجمعة في عامها الدراسي المقبل في الاستماع للموسيقي والتحدث الى الاصدقاء هاتفيا او مع العاب الكمبيوتر وهي الانشطة التي يفضلها المراهق الامريكي العادي في اوقات فراغه.

وقالت سوزي "سيكون مثل يوم عطلة اضافي في نهاية الاسبوع."

ومع بداية فصل الخريف لن تذهب سوزي و1029 طالبا اخر في المدراس العامة لفصولهم ايام الجمعة لتصبح العطلة الاسبوعية في مدارس هذا المجتمع الصغير في ايداهو ثلاثة ايام.

وفي اجزاء من الغرب الامريكي مثل سالمون دفعت اسعار النفط التي سجلت صعودا حادا عددا متزايدا من الادارات التعليمية لترشيد الانفاق بخفض ايام الدراسة الاسبوعية الى اربعة ايام فقط.

وتقول الادارات التعليمية في هذه المناطق النائية حيث يندر السكان وتقطع حافلات المدارس عدة اميال في رحلة قد تستغرق عدة ساعات للوصول للطلبة ان الارتفاع الحاد في تكلفة النقل والمصاريف الاخرى التي لها علاقة بالطاقة تضغط على الميزانيات التي تنكمش بالفعل.

وارتفع عدد الولايات التي تسمح لادارات تعليمية بخفض الاسبوع الدراسي الى اربعة ايام فقط الى المثلين على الاقل منذ المسح الذي اجراه اتحاد مجالس ادارات المدارس في عام 2003 والذي اظهر ان تسع ولايات ونحو مئة ادارة نفذت هذا الاجراء.

وقال لين سكو مدير مدرسة منطقة اونيدا بجنوب شرق ايداهو "تكافح المناطق الريفية لمواصلة العمل ولكن اسعار الوقود الباهظة لا تساعدهم."

ورفعت الادارات التعليمية التي خفضت ايام الدراسة ساعات الدراسة اليومية ساعة واحدة لالتزام بالحد الادنى من ساعات الدراسة الاسبوعية التي تحددها الولاية.

وتقول المناطق التي خفضت ايام الدراسة ان اجمالي عدد الساعات التعليمية لم يتغير رغم خفض اجمالي ساعات الدراسة الاسبوعية بواقع ساعة واحدة تقريبا ويجري تعويض هذا النقص من وقت والاستراحة او الانشطة او وجبة الغداء وهي جميعا لا تحسب في عدد الساعات التعليمية.

ويتعارض الاتجاه مع حملة وطنية لاطالة الساعات التي يمضيها التلاميذ في المدارس على غرار النظام في المدارس الاسيوية والاوروبية.

وقال تيم ووترز رئيس معهد ميد كونتيننت لابحاث التعليم والتعلم وهو مركز تعليمي اقليمي في دنفر "الاطار العام في هذا البلد هو انخراط الاطفال في العملية التعليمية لساعات اطول وليس اقل خلال الاسبوع."

ويقول منتقدو هذا الاجراء انه يلقي اعباء على الاسرة العاملة وان زيادة ساعات اليوم الدراسى دون ان يقابله اي تغيير في اسلوب التعليم ربما يؤثر على الاداء وبصفة خاصة بالنسبة للتلاميذ الاصغر سنا.

وتقول توني هاردين وهي ممرضة في سالمون ان ميزانيتها مضغوطة جدا حتى بدون ان تتحمل تكلفة من يرعى طفلتها البالغة من العمر ستة اعوام اثناء غيابها في العمل ايام الجمعة. كما ستخسر هي والاسر الاخرى منخفضة الدخل الوجبة المجانية التي تقدمها المدرسة للاطفال.

ويقول جاك جنينجز رئيس مركز سياسية التعليم ان المدرسين سيواجهون تحديا لاستثارة عقل الاطفال مع زيادة عدد ساعات الدراسة اليومية.

ويقول "انه يوم طويل بالنسبة للتلاميذ الاصغر سنا. يتحمل المعلم مسؤولية جذب اهتمام الاطفال."

والى جانب توفير النفقات نتيجة توقف الحافلات عن العمل والعمالة المؤقتة يوم واحد في الاسبوع اشارت الادارات التعليمية لزيادة نسبة الحضور اذ حول الطلبة والمدرسون مواعيدهم الشخصية ليوم العطلة. وتعى الادارات لاقامة المسابقات الرياضية في ذلك اليوم حتى لا تحرم الطلبة الرياضيين من الدراسة في بقية ايام الاسبوع.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 21/ايار/2006 -22/ربيع الثاني/1427