الحرب الأهلية حتمية.. تفجير مقام العسكري بسامراء كان نقطة تحول

يقول مؤلف كتاب جديد عن العراق إن العنف يتنامى بين السنة والشيعة من دون أمل في احتوائه، والحرب الأهلية حتمية، كما انتشارها في الشرق الأوسط.

وأمضى نير روزين، المدير السابق لمكتب بغداد التابع لصحيفة آسيا تايمز، فترة مع رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر كما مع عناصر في التمرد السني في وسط العراق.

وضمن مشاهداته وخلاصاته في كتاب جديد حمل عنوان «في جوف الطائر الأخضر: انتصار الشهداء في العراق».

وقال روزين في ندوة بمؤسسة أميركا الجديدة إن الحرب الأهلية في العراق حتمية.

وأضاف: «كل ما يتطلبه الأمر هو محاولة اغتيال أو عملية تفجير مسجد..لا أرى أملا بتحقيق مصالحة وطنية».

وحذر روزين من أن الحرب الأهلية في العراق يمكن أن تنتشر وتؤدي إلى اضطراب المنطقة بأسرها.

وقال: «الحرب الأهلية العراقية ستنتشر في المنطقة وستضمحل فكرة الدولة العراقية الواحدة».

وشدد على أن مقاربة الولايات المتحدة للوضع العراقي كانت «طائفية» منذ البداية، فمجلس الحكم المؤقت تمت هيكلته على أساس طائفي.

ولفت إلى أن تفجير مقام العسكري بسامراء في 22 فبراير كان «نقطة تحول.لقد تحولت نظرة السنة والشيعة إلى بعضهما البعض إلى ما يشبه الموقف العنصري».

وقال إن الميليشيات السنية تعترض الحافلات وتدقق في وثائق الركاب وتقتل الشيعة.وأخذ الشيعة في تغيير أسمائهم.وأشار إلى أن تحركات الميليشيات أصبحت علنية أكثر من السابق.

وأوضح أن المزاج الشعبي تغير في العاصمة العراقية بغداد منذ زيارته الأولى لها مع بدء الغزو في مارس العام 2003 «فلا تشعر بالاحتلال الأميركي في بغداد.وبدلا من الجنود الأميركيين تشاهد مقنعين يرتدون أزياء عناصر الأمن في الشوارع، وهم يطلقون النار في كل الاتجاهات».

واعتبر أن «العراق هو الدولة الوحيدة في العالم حيث الأشرار يشبهون الأخيار».

وقال الصحافي بيتير بيرغين، المحلل في شؤون الإرهاب لدى شبكة سي إن إن التلفزيونية الإخبارية، إن الحكومة الأميركية أخطأت في احتساب أهمية الانقسامات الطائفية في العراق، مشددا على أن «رجال الدين يوجهون الأمور».

واعتبر روزين أن الأوسع نفوذا بين رجال الدين في العراق هو مقتدى الصدر، الذي يسيطر على ميليشيا جيش المهدي ويحظى بدعم إيران.

وقال: «في العراق، إذا كنت شابا وشيعيا وفقيرا فأنت حتما من مؤيدي مقتدى الصدر».

ولفت روزين إلى أن الصدر اكتسب شهرة وشعبية في العراق على الرغم من افتقاره إلى الخبرة والأعلمية «فهو لا يعتمد على الثقافة والخبرة لأنه لا يمتلك أيا منهما مقارنة بغيره من رجال الدين».

وقال: «لا يوجد أي زعيم آخر في العراق يحظى بمثل شعبيته».

وخلص إلى: «لا أعتقد أن الحكومة الأميركية تستطيع القيام بأي شيء.لقد فقد الأمل».

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 13/ايار/2006 -14/ربيع الثاني/1427