تفتخر الأمم وشعوب العالم بتراثها الحضاري و الفكري، الذي ورثته عبر
قرون عديدة وأجيال متعاقبة. ومن أجل ذلك قامت بتأسيس المعاهد والمكتبات
والمتاحف ومكاتب التوثيق والأرشيف لجمع وتدوين وصيانة إبداعاتها
وإنتاجاتها وصناعاتها للكتب والأدوات والآلات والقطع الفنية وغيرها،
التي تمثل وجودها الإنساني وكيانها الحضاري وفكرها الثقافي ومستواها
الإجتماعي على مر العصور.
ومن أجل الحفاظ على تراث الأمة الإنساني فقد تأسست معاهد
متخصصة للدراسات التاريخية والعلمية والأثرية في جامعات العالمين
الغربي والشرقي ومدنهما، حيث أرسلت البعثات العلمية والتبشيرية في
رحلات إلى الشرق الأوسط للقيام بالتحري عن الإسلام وبالحفريات الأثرية،
وجمع المخطوطات العربية والإسلامية والقطع الفنية والآثار بشتى الطرق.
ثم استعانت بالعلماء والخبراء الذين درسوا اللغات الشرقية والمتخصصين
في علم الآثار لحل الرموز والألغاز المدونة على القطع الفنية
والأثرية، وكذلك القيام بترجمة وحل الكتابات المدونة على أوراق البردي،
والرق، وألواح الطين والفخار والقطع المعدنية والمسكوكات المنقوشة
عليها، والمخطوطات وغيرها في العصور المختلفة.
تحتفظ مكتبات الجامعات والمعاهد والمتاحف والمكتبات الخاصة
الألمانية بعشرات الآلاف من المخطوطات الشرقية النفيسة وغير النفيسة
والنادرة، حيث كان عددها حتى مطلع القرن الثامن عشر قليلا. وبعد ذلك
الزمن دخلت كميات هائلة من المخطوطات الشرقية النفيسة، لا يحصى عددها،
في حوزة المكتبات الألمانية حتى منتصف القرن العشرين من خلال الشراء
والإهداء وغيرهما.
وكانت في طليعة المكتبات الألمانية كلا من مكتبة الدولة البروسية في
مدينة برلين ومكتبة الدولة البافارية في مدينة ميونيخ.
إقتنت مكتبة الدولة البروسية في برلين في الفترة الواقعة ما بين
1918 و1939 آلاف المخطوطات الشرقية الذي فاق عددها على المخطوطات
الغربية.
تقدم هذه المخطوطات بطبيعة الحال، معلومات مهمة في كافة موضوعات
الإستشراق (اللغات، الآداب، والديانات، والثقافات والتاريخ والعلوم
وغيرها).
لم تكن هذه المعلومات مهمة للإستشراق والمستشرقين فحسب، بل وانما
لكافة ميادين المعرفة والعلوم البحتة.
ومما تجدر الإشارة إليه أن كثيرا من هذه المخطوطات العربية والشرقية
نفيسة مميزة بأغلفتها ومواد كتابتها والصور الصغيرة والرسوم المنمنة
وبنقوشها المزوقة وزخارفها المزينة، فهي أيضا مهمة للدراسات العلمية
لأقسام ومعاهد تاريخ الفنون التابعة لجامعات ألمانيا.
كانت المخطوطات الشرقية تستخدم لأغراض دينية لخدمة العبرية لغاية
منتصف القرن الثامن عشر، فهي أوأعداد منها لم تكن معروفة، ولكن
المكتبات ابتدأت بإعداد وصف موجز للمخطوطات الشرقية وتم نشره على هيئة
فهارس.
ومهما كانت هذه المحاولات نافعة، إلا أن الباحث لا يستطيع العمل
والإستفادة من الفهارس الصادرة قبل عام 1850 ميلادية، لأن تلك الفهارس
لم تكن نافعة للمستشرق، ولأنها لم تكتب وتفهرس وفق قواعد وأساليب
موحدة، وثانيا لأنها لا تتماشى مع مستوى التقدم العلمي في هذا العصر
الحديث.
وإضافة إلى ذلك فإن معظم هذه الفهارس القديمة غير متوفر.
صدرت في الفترة الواقعة 1850م – 1910 م عدة فهارس للمخطوطات
العربية والإسلامية والشرقية في برلين Berlin وغوتنغن Gِttingen
وغوتا Gotha ولايبزغ Leipzig وميونيخ München وتوبنغن
Tübingen.
نماذج من مصورات فهارس المكتبات الألمانية قبل إصدار قواعد الفهرسة
الألمانية للمخطوطات الشرقية عام 1957 م من قبل فولفجانج فوجت
(بلفظة الجيم المصرية):
Wolfgang Voigt: Katalogisierung der orientalischen Handschriften
in Deutschland, in:
Westdeutsche Bibliothek (ehem. Preussische Staatsbibliothek),
Jahresbericht 1957-58, Marburg-Lahn, S. 67-76.
أصبحت هذه الفهارس في بعض نقاطها قديمة لا تتماشى مع العصر الحديث،
لكنها اليوم تجسد الكفاءات والجهود الجبارة الفردية النادرة التي بذلها
المستشرقون في وصف المخطوطات، ونخص منهم بالذكر:
1. Wilhelm Ahlwardt,
2. Th. Aufrecht,
3. J. Aumer,
4. Ch. Bartholomae,
5. H. Beckh,
6. Carl Brockelmann,
7. A. Dillmann,
8. H. L. Fleischer,
9. J. Gildemeister,
10. N. Karamianz,
11. M. Lidzbarski,
12. Wilhelm Pertsch,
13. E. Sachau,
14. Max Steinschn eider,
15. A. Weber,
16. J. G. Wetzstein.
وهؤلاء المستشرقون بحثوا الشرق كله.
كما نخص بالذكر المكتبات الألمانية الأخرى الحاوية خزاناتها على
مجموعات قليلة من المخطوطات الشرقية والتي صدرت لها فهارس، هي:
برسلاو Breslau، درسدن Dresden، أرفورت Erfurt، فرانكفورت
Frankfurt، كارلسروهه Karlsruhe، روستوك Rostock، شتوتغارت Stuttgart،
فولفن بيتل Wolfenbüttel.
تستند سلسلة الفهارس المتتالية على متانة العلاقة الوثيقة بين
المستشرقين في الجامعات وبين المكتبات والمكتبيين.
وفجأة توقف إصدار الفهارس عام 1910 م، لأن الباحثين والعلماء كرسوا
جهودهم لواجبات ووظائف أخرى، وأن المكتبيين انشغلوا بأعمال إدارية،
وبالإضافة إلى ذلك فقد شحت الأمور المالية المخصصة لصرفها على العاملين
وتكاليف طباعة الفهارس.
صدر عام 1944 م فهرس مخطوطات جاينا لمؤلفه شوبرنغ:
W. Schubring: Katalog der Jaina-Hndschrifte.
وكان إصدار هذا الفهرس ممكنا عندما نقلت مكتبة الدولة البروسية في
برلين كافة مخطوطات جاينا إلى هامبورغ. وقد اهتم فايبغن G. Weibgen
في برلين بوصف الشكل الخارجي للمخطوطات.
نشير أدناه إلى الفهارس الأخرى التالية:
- فهرس المخطوطات الشرقية لمكتبة الدولة والجامعة في مدينة
برسلاوالذي كتبه ريشتر W. Richter عام 1933م.
- فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الجمعية الإستشراقية الألمانية،
لمؤلفه هانس فير Hans Wehr الذي صدر عام 1940 م.
- فهرس المخطوطات العربية لمكتبة توبنغن تأليف فايس فايلر
M. Weisweiler، عام 1930 م
- فهرس المخطوطات العربية والعبرية في مكتبة الدولة البافارية في
ميونيخ، تأليف جراتسل (غراتسل) E. Gratzl
أستعملت المخطوطات لأغراض البحث العلمي وحققت ونشرت على هيئة دراسات
أورسائل علمية، حيث أشير إليها في المجلات والدوريات، إلا أنه للأسف
الشديد لم ينشر عن هذه الدراسات والأعمال المبعثرة، باستثناء 302
مخطوطة عربية وفارسية وتركية في خزانات مكتبة جامعة هايدلبرغ، تم
وصفها من قبل بيرنباخ J. Berenbach في مجلة الدراسات السامية
والعلوم المتعلقة بها:
Zeitschrift für Semitistik und verwandte Gebiete, 6 (1928),
213ff., 10 (1935), 74 ff.
وفي مجلة الجمعية الإستشراقية الألمانية: ZDMG, 91(1937),
378ff.
فمنذ عشرات السنين اشتكى المستشرقون الألمان من عدم توفر فهارس
مطبوعة للمخطوطات الشرقية التي تم اقتناؤها بعد عام 1900.
إن البلدان الشرقية والإسلامية متلهفة دائما على الإطلاع عما تختزنه
المكتبات الألمانية من الكنوز الخطية.
وفي عام 1956 ميلادية حاول المشرفون على مكتبة الدولة البروسية في
برلين وعلى رأسهم رئيس القسم الشرقي لهذه المكتبة ومدير الجمعية
الإستشراقية الألمانية السيد فولفجانج فوجت Wolfgang Voigt، الذي
تعرفت عليه شخصيا عام 1977، الحصول على الأموال لتغطية نفقات فهرسة
المخطوطات الإسلامية المحفوظة في خزائن هذه المكتبة.
واستنادا إلى إقتراح الجمعية الإستشراقية الألمانية Deutsche
Morgenlنndische Gesellschaft صدر عام 1957 قرار برصد وإحصاء
المخطوطات الشرقية الغير مفهرسة من خلال الفهارس المطبوعة في قسمي
ألمانيا وفق قواعد الفهرسة الألمانية للمخطوطات الشرقية.
وهنا يتعلق الأمر بفهرسة 14 ألف مخطوطة، يعود نصفها إلى ملكية
مكتبة الدولة البروسية في برلين. وكانت 5066 مخطوطة محفوظة إبان الحرب
العالمية الثانية وبعدها بسنوات في مكتبة ألمانيا الغربية
Westdeutsche Bibliothek بمدينة ماربورغ Marburg وفي مخازن مكتبة
الدولة البروسية في مكتبة جامعة توبنغن Tübingen. أما المخطوطات
الباقية فكانت موزعة على مدن ألمانية أخرى على النحوالتالي:
في برلين Berlin (814 مخطوطة)، بون Bonn (136 مخطوطة)،
بريمن Bremen (مخطوطتان)، دارمشتات Darmstadt (71 مخطوطة)، دساو
Dessau (6 مخطوطات)، دوناوشنجن Donauschingen ودرسدن Dresden (11؟
مخطوطة)، ديسلدورف Düsseldorf (مخطوطة واحدة)، أرفورت Erfurt
(مخطوطتان)، فرانكفورت Frankfurt (177؟ مخطوطة)، فرايبورغ
Freiburg (24 مخطوطة)، فولدا Fulda (25 مخطوطة)، غيسن Giessen
(مخطوطتان)، غوتنغن Gِttingen (187 مخطوطة)، غرايسفالد Greiswald
(37 مخطوطة)، هالة/سالة
Halle / Saale (479 مخطوطة)، هامبورغ Hamburg (645 مخطوطة)،
هانوفر Hannover (مخطوطة واحدة)، هاربورغ Harburg (32 مخطوطة)،
هايدلبرغ Heidelberg (311 مخطوطة)، يينا Jena (66 مخطوطة)،
كارلسروهه Karlsruhe (12 مخطوطة)، كاسل Kassel وكيل Kiel (31
مخطوطة)، كولونيا Kِln (57 مخطوطة)، لايبزغ Leipzig (264 مخطوطة)،
ليبك Lübeck (خمس مخطوطات)،
ماينز Mainz (تسع مخطوطات)، مانهايم Mannheim (28 مخطوطة)،
ماربورغ / لان Marburg /Lahn (ثلاث مخطوطات في مكتبة الجامعة)،
ميونيخ München (584 مخطوطة)، وفي المكتبات البافارية الأخرى (402
مخطوطة)، أولدنبورغ Oldenburg (ست مخطوطات)، بادربون
Paderborn وروستوك Rostock (150 مخطوطة)، شفرين Schwerin
(مخطوطة واحدة)، سيغمارنغن Sigmaringen (أربع مخطوطات)، شتوتغارت
Stuttgart (188 مخطوطة)، ترير Trier (146 مخطوطة)، توبنغن Tübingen
(746 مخطوطة)، فايمار Weimar (95 مخطوطة)، فيسبادن Wiesbaden
(مخطوطة واحدة)، فولفن بيتل Wolfenbüttel وتسفيكاو Zwickau (47
مخطوطة).
وفي عام 1958 ميلادية قامت جمعية الأبحاث الألمانية Deutsche
Forschungsgemeinschaft بإدراج وإدخال مشروع " فهرسة المخطوطات
الشرقية في ألمانيا " ضمن برنامجها، وخصصت الأموال الكافية للموقعين
من رؤساء قيادة التنظيم وهيئة التحرير، وخولتهم كافة الصلاحيات
المتعلقة بهذا المشروع الجليل.
يتم تنفيذ الأعمال وفق أمر صادر عن الجمعية الإستشراقية الألمانية،
وبالتعاون الوثيق مع المكتبات المساهمة. وقد وافقت الجهات الرسمية
لألمانيا الشرقية عام 1957 ميلادية على شمول المخطوطات الشرقية
المحفوظة في مكتبات ألمانيا الشرقية ضمن مشروع الفهرسة.
ساهم في هذا المشروع المشترك بين المكتبات والمتاحف وكذلك بين
المستشرقين في الجامعات والمكتبات، وأيضا مكتبيون مستشرقون، ما عدا 19
أستاذا جامعيا من شطري ألمانيا.
ومن الميزانية المخصصة لفهرسة مخطوطات مجموعات اللغات الكبرى، تم
تعيين ثمانية علماء وتشغيل طلاب بين حين وآخر.
وتم تحديد عام 1963 لإنهاء فهرسة المخطوطات الإسلامية والهندية
الكثيرة والتي تشمل المجموعات المكونة من 1200 إلى 3500 مخطوطة.
قسمت المخطوطات المراد وصفها وفهرستها إلى 21 لغة أومجموعة لغوية.
نورد أدناه جدولا بأسماء اللغات وعدد المخطوطات والمفهرسين
المحررين:
اللغة عدد المخطوطات إسم المحرر
العربية 3547 , O. Spies بون
و R.
Sellheim , فرانكفورت
الفارسية 1314 W. Eilers , فورتسبورغ
التركية 2153 H. Scheel , ماينز
الأردية 17 , O. Spies بون
العبرية 760 E. Roth وH.
Striedl , ميونيخ
الجورجية 10 , J. Molitor بامبرغ
Bamberg
الأرمنية 32 , J. Molitor بامبرغ
Bamberg
السريانية 85 , A. Spitaler ميونيخ
القبطية 84 , A. Bِhligهالة Halle
الأثيوبية 307 , A. Schall
هايدلبرغ
الهندية 3645 , W. Schubring هامبورغ
التبتية 261 , H. Hoffmann ميونيخ
المنغولية 68 , W. Heissig بون
الصينية والمنجورية 171 , W. Fuchs برلين
اليابانية 5 , O. Benl هامبورغ
الملاوية والجاوية 324 , H. Kنhler هامبورغ
البورمية 57 --------------
السيامية 321 , O. Benl هامبورغ
الإفريقية 72 , E. Dammann برلين
المصرية القديمة 9 , E. Lüddeckens ماينز
يجب تصنيف وترتيب المخطوطات الباقية. ولم يتم إحصاء مخطوطات
المكتبات الخاصة وذلك بسبب تغيير أسماء مالكيها. أما خزائن مكتبات
الكنائس فسيتم وصفها وفهرستها.
قرر الباحثون والمفهرسون بعد دراسات مستفيضة عدم إصدار لائحة جرد
أوقائمة موجزة للمخطوطات، بل إعداد وصف شامل لنصوص المخطوطات ومظهرها
الخارجي وحالتها العامة، خدمة للعلم.
سيتبع الفقرة الخامسة والعشرين من قواعد الفهرسة الألمانية
للمخطوطات الشرقية تقييم دقيق للمخطوطات والمصادر المتعلقة بها. وبهذه
الطريقة تعرض الفهارس الصادرة الأعمال التمهيدية الحقيقية لتاريخ
المخطوطات الموصوفة.
نود الإشارة إلى وجود فهارس وبطاقات خطية منقولة عن المخطوطات
الأصلية في المكتبات لإعانة وإرشاد الباحثين والقراء. وقد برهنت
التجارب على كثرة الأخطاء اللغوية في هذه البطاقات أوالفهارس المكتبية
مما دعت الضرورة إلى تصحيح أسماء المؤلفين والناسخين وعناوين المخطوطات
في معظم الحالات.
ولأسباب علمية ولخدمة الباحثين والقراء وضعت فهارس خصيصة لكل
مجموعة لغوية على انفراد بحيث تظهر مخطوطات كل مكتبة مشتركة في فهرس.
ويتم إعداد تقييم لأهمية هذه المجموعة. كما تم البدء بوصف مخطوطات
خزائن مكتبة الدولة البروسية في ماربورغ وتوبنغن. أما بالنسبة لخزائن
المكتبات الحاوية على مخطوطات قليلة والذي يتراوح عددها ما بين 5 و 300
مخطوطة، فإن وصفها يتم بصورة موجزة وسريعة.
وضعت خطة موحدة لوصف مخطوطات كل لغة في شهر مارس 1958، كما وضعت تلك
المخطوطات تحت تصرف المفهرسين المحررين وفق إمكانياتهم.
ان قواعد الفهرسة للمخطوطات الشرقية التالية تضمن الوصف الدقيق
الموحد للمخطوطات والفهارس. ومن خلال التعليمات العامة يتم الإحتفاظ
برعاية وأهمية المالكين بأي شكل من الأشكال. يتم البدء بطبع فهارس
المخطوطات لكل لغة أومجموعة لغات مباشرة بعد الإنتهاء من وصفها وفق
الإمكانيات المادية والوسائل المتاحة. تشمل الخطة على طبع 12 إلى 14
فهرسا.سيصدر الفهرس الأول على الأرجح في عام 1960. ويمكن تنفيذ العمل
المشترك بين المستشرقين والمكتبيين إذا توفرت كافة الوسائل المعينة
وإرسال المخطوطات إلى المدينة التي يعيش فيها المفهرس بعد تأمين وضمان
سلامة المخطوطات من السرقة والحرائق.
وبانتهاء الفهرسة ستكون المخطوطات والفهارس جاهزة ليس لأغراض
التعليم والبحث العلمي فحسب، بل للمكتبات ذاتها المالكة. أما المكتبات
التي ليس لديها متخصصين، فإن فهارس المخطوطات الصادرة ستوضع تحت تصرفها
ومن أجل أن تطلع على كنوزها الخطية النفيسة. ثم تقوم المكتبة بدورها
على وضع هذه الفهارس تحت تصرف الباحثين والقراء.
وهذا نص ترجمة:
قواعد الفهرسة الألمانية للمخطوطات الشرقية
فولفجانج فوجت Wolfgang Voigt
A) قواعد عامة:
أولا:
أ – يسمح استعمال المخطوطات لأغراض البحث الخاص وكذلك طلب
تصويرها واستنساخها بالميكروفلم بعد أخذ موافقة المكتبة.
ب – يوجد رقم قيد المخطوطات or.Hss في مكتبات كثيرة. وقبل طباعة
الفهارس تمنح المكتبات المالكة أرقام طلب المخطوطات المدونة في
سجلاتها.
جـ - تقوم المكتبة المالكة للمخطوطات بفك مخطوطات المجموع المجلدة
بغلاف واحد، وإلا فعليها أن تشير إلى تسلسل أوراق المخطوط إن كان صحيحا
وخطأ.
ثانيا: الإشارة إلى مصورات المخطوطات وأفلام الميكروالأجنبية
والتنويه بإيجاز في الفهارس عن المخطوطات التي فقدت أثناء الحرب
العالمية الثانية.
ثالثا: يتم إعداد وكتابة الفهارس بصورة منتظمة.
رابعا:
أ – إستعمال ورقة بقياس 21 × 7، 29 سم (DIN A 4) مخطوط وكتابة
المعلومات عنه في وجه واحد من الورقة. يتم البدء بكتابة سطر جديد
أثناء وصف المخطوط في الفقرات 1 – 26 من قواعد الفهرسة ووضع خط أمام كل
فقرة ناقصة على طول السطر.
ب – يجب ذكر جميع وقفات المخطوط. توضع علامة (!) للأخطاء الكتابية
المصححة. وتصحح أغلاط الناسخ وتوضع التصحيحات داخل قوسين
معقوفين [ ].
جـ - تشير النجمة أوالعلامة * الموضوعة خلف العنوان في الفهرس إلى
أن المخطوط مطبوع.
خامسا: تستعمل للطباعة الخطوط التالية:
- للفقرتين الأولى والثانية من قواعد الفهرسة الخط الغليظ من
نوع بورجس
Borgis-fett
- للفقرة الثالثة الخط بورجس
- من الفقرة 3 أ إلى 18 خط بتيت Petit
- للفقرة 19 يستعمل خط بورجس بحروف كبيرة بقدر حجم الحروف
الصغيرة.
- للفقرات 21 إلى 26 خط بورجس.
B) ترتيب لوصف المخطوطات:
تحذف أرقام الفقرات 1 – 26 عند الطباعة. يجب تنفيذ أوصاف
المخطوطات طبقا لقواعد الفهرسة بحيث لا يحدث أي شك ولبس أثناء الطباعة:
1 – رقم تسلسل المخطوطات في الفهرس
2 – رقم طلب المخطوط
3 – إسم المالك
3 أ – وبالنسبة للمجاميع ينبغي ذكر عدد مخطوطات ولغات كل مجموع،
فمثلا إذا كان المجموع بلغة واحدة، نذكر ما يلي: مجموع مكون من ثلاث
مخطوطات. وإذا كانت مخطوطات المجموع بعدة لغات، نذكر ما يلي:
1 – عبرية، 2 – فارسية، 3 – سريانية
4 – رقم القيد
5 – الجلد (الغلاف):
يجب ذكر كافة المعلومات الوافية عن الغلاف الأصلي الثمين (إن كان
الغلاف مطليا بالألوان أومختوما على البارد أومن الرق إلى آخره). ولا
حاجة لوصف الأغلفة الغربية (الأوروبية) أوبالأحرى أغلفة المكتبات.
6 – وصف المادة:
تكون المعلومات ضرورية في حالات نادرة ملفتة للنظر وكذلك في حالات
تشخيص وتحديد تاريخ المخطوط، مثلا:
(الغلاف، قشر شجرة، خوص (سعف) النخل، الورق إن كان حاويا على رسوم
مائية أوكان مصقولا لامعا).
7 – حالة المخطوط:
توصف حالة المخطوط عند إصابته ببقع من الرطوبة والقدم ومتآكل بسبب
دودة الأرضة مما يسبب ذلك صعوبة قراءة نصوص المخطوط. وهذه العوامل
تنطبق على الغلاف (الجلد) ومادة الوصف.
8 – عدد الورقات (الأوراق):
ذكر عما إذا كان عدد أوراق المخطوط ناقصا أوأن ترقيم أوراق (صفحات)
المخطوط غير صحيح. كما تذكر الأوراق الفارغة (الخالية) من النصوص في
أول ومنتصف وآخر المخطوط (مثلا: الأوراق 1-3، و187 – 193، و203 فارغة).
يتم ترقيم أوراق أوصفحات المخطوط بحذر وبقلم الرصاص إذا دعت
الضرورة.
9 – القطع (مساحة المخطوط): يتم قياس المخطوط بوحدة نصف سنتيمتر.
(مثال: 5، 8 سم × 16 سم = العرض × الإرتفاع " الطول ") وتغير
القياسات، مثلا: من 2، 16 إلى 16 سم، و3،16سم إلى 5، 16 سم. ويتم قياس
الورقة الكبيرة والورقة الصغيرة من المخطوط.
10 – قياس الكتابة: أذكر معدل مساحة كتابة النصوص (العرض × الطول
بالسنتيمتر)، وإذا كان قياس الكتابة مختلفا، فاذكر مختلفا.
11 – عدد أعمدة صفحة المخطوط في المخطوطات المتعددة الأعمدة فقط.
12 – المسطرة (عدد السطور في الصفحة): فإذا كان عدد السطور في صفحات
المخطوط مختلفا، أذكر معدل عدد السطور، مثلا:
من 17 – 22 سطرا، فاذكر تقريبا 20 سطرا في الصفحة.
13 – تعقيبات: إذا كانت تعقيبات كاملة أوجزئية قليلة موجودة في
صفحات المخطوط (أذكر مثلا: تتخلله " تعقيبات " إن كانت كاملة، وتتخلله
" تعقيبات جزئية قليلة ".
14 – نوع الخط وتاريخ الخط: ذكر المعلومات في حالة التأكد من
التاريخ ونوع الخط بوضوح.
15 – الزخرفة والنقوش والتزيينات: الإشارة إلى إحتواء المخطوط على
رسوم منمنمة وكتابات زينة وزخارف، وحبر ملون، وإطار مذهب ورسوم ملونة
أورسوم مزخرفة.
16 – إسم الناسخ بالكتابة الصوتية: احتمال وجود ملاحظات مهمة مفيدة
عن شخصية الناسخ. كما تلعب شخصية الناسخ دورا مهما أيضا عند نسخ الكتب
المطبوعة. أما المخطوطات المكتوبة بخط المؤلف، تذكر هنا كلمة " بخط
المؤلف Autograph ". يذكر إسم المؤلف في الفقرة رقم 19.
17 - تاريخ ومكان المخطوط: يذكر يوم وشهر وسنة كتابة المخطوط ان
كان ذلك التاريخ واضحا في المخطوط. وتذكر السنة بين قوسين معقوفين [ ]
في حالة التحقق منها. وتذكر السنة الميلادية بعد الخط المائل (/)
الفاصل بين السنة الهجرية والسنة الميلادية.
أما إذا كان المخطوط غير مؤرخ فعليك التحري عن أقدم السنوات التي
كتب فيها المخطوط بعد الرجوع إلى كتاب الرسوم المائية المطبوع في لندن
سنة 1873 !.
18 – إقتناء " تملك " المخطوط – أصله " المنشأ ": ذكر أسماء
المالكين والقراء، مثال: (تم شراء المخطوط في القاهرة عام 1880 ميلادية
من قبل لاندنبرغ Landenberg).
19 – إسم المؤلف بالكتابة الصوتية وبالحروف اللاتينية: يثبت إسم
المؤلف (أوالمترجم) كاملا، ويوضع خطين تحت الجزء الهام منه.
20 – ذكر تاريخ حياة المؤلف والصادر عنه، مثال: (.../...GAL..تاريخ
الأدب العربي لمؤلفه بروكلمان)
21 – كتابة عنوان المخطوط بالكتابة الصوتية بخط مائل حسب ما ورد في
المخطوط أصلا، ويكتب العنوان المذكور على ظهر المخطوط وكذلك العنوان
الموجز وغيرهما. وإلا فتقول أن العنوان المشهور الكامل هو...
22 – أول المخطوط (A) مثل ما ورد بالكتابة الأصلية: لا حاجة لذكر
أول المخطوط للمخطوطات المشهورة والأعمال الكاملة، مثل
(القرآن الكريم) وانما يشار إلى سنة الطبعة.
23 – آخر المخطوط (E) وخاتمة المخطوط: القولوفون " (K) بالخط
الأصلي. لا حاجة لذكر أول وآخر المخطوط المنسوخ عن الكتاب المطبوع.
ذكر الفراغات والنواقص في المخطوط إن وجدت.
ففي الفقرة 23 " آخر المخطوط " نكتب أكثر مما هوضروري وأقل مما
هوممكن أي حسب الحاجة: تقوم هيئة التحرير باختيار الشكل النهائي
للفقرات 21 إلى 23.
24 – صفة مميزة موجزة والمراجع: المصادر ": إيجاد المعلومات
المطلوبة عن المؤلف والمخطوط في المصادر قدر الإمكان وبدون جهد كبير:
أ – الإطلاع على نسخ أخرى من المخطوط.
ب – راجع مثلا: بروكلمان وفنترنيتس Winternitz وغيرهما.
25 – ملاحظات: إيراد ذكر الملاحظات النقدية عن تقييم وتقدير المخطوط
والمراجع التي تشير إليه وربما حول نصوص المخطوط ومحتوياته.
26 – زيادات وإضافات بالكتابة الأصلية خصوصا بالنسبة للمخطوطات
الإسلامية. ذكر تعليقات مالكي المخطوط، والإهداءات.... إلى آخره، عندما
تكون هذه المعلومات مهمة للمخطوط ولتحديد تاريخ المخطوط.
هل ينبغي ذكر المخطوط في كشاف الأغلفة والرسوم وغيرها ؟
سيكون تسلسل وترتيب الفقرات 19 – 21 كالآتي:
19 – العنوان بصورة مميزة
20 – إسم المؤلف
21 – تاريخ وفاة أوحياة
وهذا ينطبق أيضا على المخطوطات العبرية. يجب اتباع أسلوب موحد لكل
لغة منفردة.
1 – مجموع بلغة واحدة: انظر الفقرات من الأولى إلى الخامسة، ومن ثم
تصف كل مخطوط من المجموع حسب فقرات قواعد الفهرسة من الفقرة 1 إلى 26
على حدة، وتذكر رقمه في المجموع.
2 – مجموع بلغات مختلفة: أشير في القسم الأول مجموع بلغة واحدة إلى
الفقرا الخمس وإلى الفقرات الأخرى. وهنا ينبغي اعتبار كل مخطوط من
المجموع، مخطوطا مستقلا قائما بنفسه، وعليه تجري عملية الفهرسة كاملة
وفق قواعد الفهرسة من الفقرة 1 إلى الفقرة 26، ونشير إلى رقمه في
المجموع.
C) الكشافات
فمن خلال الكشافات المستفيضة يستطيع المكتبيون الذين لم يدرسوا
الإستشراق من استعمال فهارس المخطوطات والإستفادة من المعلومات الورادة
فيها. وإليك ترتيب الكشافات:
1 – كشاف بأسماء المؤلفين والمترجمين والمعلقين.
2 – كشاف بأسماء عناوين المخطوطات بصورها المختلفة.
3 – كشاف بأسماء الناسخين والرسامين والمزخرفين.
4 – كشاف بأسماء المالكين القدامى مع ذكر ملاحظات التملك.
5 – كشاف بأسماء الأمكنة والمدن التي تمت فيها كتابة المخطوط ونسخه
(قائمة المنشأ).
6 – كشاف تواريخ المخطوطات (فقط بالنسبة للمخطوطات المؤرخة بوضوح).
7 – كشاف بعناوين المخطوطات الثمينة النادرة والفنية المميزة (الخط،
الرسوم والصور، والغلاف).
8 – كشاف بأرقام تسلسل المخطوطات في الفهرس، وأرقام طلب المخطوطات
وأرقام قيد المخطوطات.
9 – كشاف بأسماء المخطوطات حسب المكتبات المالكة.
كتابة الفقرتين الأولى والثانية بخط بورجس Borgis بالكتابة
الصوتية " بحروف لاتينية " وبالكتابة الأصلية.
وتكتب الفقرات من 3 إلى 9 بخط بتيت Petit وبذلك يمكن إختصار مجال
الكشافات بنسبة 60%.
ألمانيا في 11 أيار / مايس 2006
adnan_al_toma@hotmail.com |