الكتاب:
على أعتاب البلوغ
المؤلف: جميل كمال
الناشر: لجنة سيد الشهداء (ع) الخيرية
قسم التحقيق والطباعة والنشر
الدعية – الكويت
الأوليات: الطبعة الرابعة 1427هـ - 2006م
(128) صفحة من القطع المتوسط
قراءة: قسم المتابعة
(أوصيكم بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة).
النبي الأعظم (ص)
نطالع من (المقدمة):
إن الشباب أو الفتيات عندما يفتقدون الأرضية الدينية والإيمانية وهم
يعبرون أخطر مراحلهم الحياتية – أي مرحلة المراهقة – فإنهم أشبه ما
يكونوا بسفينة دون مقود.
لذا منذ مرحلة البلوغ تبدأ مع الإنسان مسيرة الملكين الموكلين
بكتابة صفحات حياته الممتدة على بساط الزمن إلى أن يتوفاه الله تعالى،
فأي عواقب خطيرة تنتظر من يتساهل بهذه القنطرة المصيرية من حياته؟ بل
كم منّا وفقّ لأن يرزق بوالدين مؤمنين أو كتاب نافع أو خطيب لامع أو
شريط ذات مدلول علمي راق دلّه على طريق النجاة؟.
ونطالع في الفصل الأول (مسؤولية الوالدين أولاً) من العنوان الفرعي
(عقوق الآباء!!):
دأبنا نسمع عن عقوق الأبناء لآبائهم، ولكن قد تتغير المعادلة أحياناً
وخاصة في ظل تراجع الآباء عن أداء تكاليفهم الشرعية أمام أبنائهم
وإهمالهم للجانب الخلقي والتربوي لهم مما يهيئ الأولاد سبيل العقوق
لهما.
فوظيفة الأب هي المحاولة الجادة في تربية وتأديب الولد وإلا أصبح
هذا الولد عاقاً في نظر روايات أهل البيت عليهم السلام.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لعن الله
والدين حملا ولديهما على عقوقهما).[1]
وضمن ذات الفصل وتحت العنوان الفرعي (براءة النبي صلى الله عليه
وآله وسلم من بعض الآباء!!) نطالع:
إعلم أن التربية القاصرة من قبل بعض الآباء سوف يعرضهم إلى أخطر
مصير قد يواجهونه في الآخرة ألا وهو التبري من قبل شفيع المحشر رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ففي رواية جاء فيها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ
يوماً مع مجموعة من أصحابه في مكان ما، فشاهد مجموعة من الأطفال يلعبون
فنظر صلى الله عليه وآله وسلم إليهم وقال: ويلّ لأولاد آخر الزمان من
آبائهم! فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟! فقال: لا، من آبائهم
المؤمنين لا يعلّمونهم شيئاً من الفرائض، وإذا تعلّموا أولادهم منعوهم
ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: فأنا
منهم بريء وهم مني براء.[2]
وضمن نفس الفصل الآنف ومن عنوان (والد متدين.. وأولاد فاسقون) نتمعن
بالخلاصات التالية:
طفت على السطح في السنوات الأخيرة ظاهرة عجيبة لم تكن موجودة في
السابق في مجتمعاتنا إلا بالنزر اليسير.
فمع الصحوة الدينية وظهور أجيال من الأخوة والأخوات المتدينات بدأ
بعض الآباء والأمهات الاهتمام الكبير بحضور المساجد ومجالس الحسين عليه
السلام والمحاضرات والندوات، وتراهم لا يتركون نافلة إلا أدوها، ولا
مجال للصدقة إلا ساهموا فيها، ولا صيام مستحب إلا حرصوا على أدائه
وبخاصة شهري رجب وشعبان، والالتزام التام بأداء الحج في كل عام..
وهكذا دأبهم طوال السنة، ولكن ما أن تلتفت إلى الناحية الأخرى
وتلاحظ سلوكيات الأبناء تراهم في القطب الآخر تماماً وفي الجادة الأخرى
من الحياة، فلا صلاة واجبة منضبطة، وتهرب غير مبرر من الصيام الواجب،
وانفلات أخلاقي واضح، وتخلّف في كثير من الأبعاد التربوية والشرعية.
فبئس الأبوان وتعساً للأبناء!!.
ونطالع في الفصل الثاني (مسؤولية الشاب):
... الجانب الفقهي... المعتمد عليه في قبول أعمالنا من رفضها، قد
يحدد مصير الإنسان بعد الموت ومسيره في عالم البرزخ والحساب والآخرة،
إن كان خيراً فخير، وإلا ردّت عليه أعماله – والعياذ بالله -.
فالعدالة الإلهية لا تعرف الأضداد، فلا يمكن أن ترى من أهمل آخرته
قديساً...
وبمتن نفس الفصل الثاني وضمن عنوان (عواقب جهل المراهقين لمسائل
البلوغ) نطالع:
إذا ظل المراهق – أو من هم على عتبة البلوغ – سواء الشباب أو
الفتيات في حالة من فقدان الوعي الديني[3]...
فإن ذلك سوف يلقي بظلاله القائمة على مسيرة حياتهم، بل لها عواقب لا
تحمد عقباها...
[1]
- شرح رسالة الحقوق (القبانجي ج1.
[2]
- جامع الأخبار 124 – مستدرك الوسائل ج15 باب 59 ص 164 وبتصرف.
[3]
- الوعي الديني يعني كل ما يحتاجه الفرد من تكاليف شرعية
ضرورية تؤدي إلى تبرئة ذمته أمام الله عز وجل، وهذا أحد
المصاديق التوعوية.
|