كرة القدم الاستثناء الاجمل في العولمة

يرى الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس ان كرة القدم هي الاستثناء الاجمل في ظاهرة العولمة وانها الوسيلة التي تبقت لتحقيق التقارب بين الشعوب والمحافظة على الهوية الوطنية.

وقال بونيفاس وهو ايضا مدير معهد العلاقات الاستراتيجية في كتابه "كرة القدم والعولمة" الذي يقع في 174 صفحة انه "على الرغم من كونية كرة القدم الا انها تبقى من الظواهر الحامية والمدافعة عن الهوية الوطنية مقارنة بالظواهر الاخرى المرتبطة بالعولمة والتي تذوب فيها الوطنية".

ويطرح بونيفاس في كتابه الاخير الذي قدمه في لقاء مع الصحفيين على هامش معرض تونس الدولي للكتاب تساؤلات حول جدوى الخدمة التي يمكن ان تقدمها كرة القدم للواقع الجغرافي السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وتستضيف الدورة الرابعة والعشرين لمعرض الكتاب الذي يستمر حتى الثامن من مايو ايار كتابا عالميين بارزين من بينهم البرازيلي كويلهو للانفتاح على تجارب عالمية على حد تعبير منظميه.

ويقول بونيفاس الذي يصف نفسه بانه من اشد المولعين بكرة القدم "لو عمل الامريكيون على نشر الديمقراطية بنفس الحماس الذي نقل به الانجليز كرة القدم لكان الحال افضل اليوم في العالم".

وعادة ما يثير بونيفاس جدلا سياسيا واسعا في اغلب كتبه التي تتناول الواقع الجيوسياسي العالمي والعلاقات الدولية من ابرزها كتابه "نحو الحرب العالمية الرابعة".

واعتبر الكاتب الفرنسي ان "الاستثناء في كرة القدم انها لاتزال من ظواهر العولمة التي تأتي لصهر الهويات الوطنية بدلا من الانسلاخ عنها".

واستدل على ذلك "باحتفاء الكوريين الشماليين بالنصر الذي حققه منتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم".

ومضى يقول " شيء اخر ايضا مهم.. الكل يخشى الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا لكن لا احد يخشاها في كرة القدم التي لا تسيطر عليها الولايات المتحدة".

ويصف الكاتب كرة القدم بانها "عامل يهيء الساحة الدولية لما هو افضل".

ويقول ان "الفيفا نجحت في احداث تقارب بين الصين وتايوان.. فالصين التي ترفض عضوية تايوان في الامم المتحدة تقبل بها في الفيفا".

ولا تقتصر استثناءات كرة القدم عن باقي مظاهر العولمة في الجانب السياسي فقط بل تتجاوزها لتشمل الجوانب الاجتماعية والاخلاقية ايضا من منظور باسكال بونيفاس.

واعتبر بونيفاس ان كرة القدم هي رياضة الفقراء ورياضة ديمقراطية للجميع بقطع النظر عن النشأة الاجتماعية اوالعرقية.

وفسر رأيه قائلا "كرة القدم نجحت في القضاء على العنصرية في البرازيل مثلا حيث لم يعد يمنع اصحاب السود واصحاب الشعر المجعد من البرازيلين من اللعب في المنتخب ليسطع نجم البرازيل في العالم منذ 1934".

وحتى موجة العنصرية التي تجتاح ملاعب اوروبا في الاونة الاخيرة اعتبرها الكاتب استثناءات.

وقال "الا تتذكروا في مونديال 1998 انه لم يشفع لنجم فرنسا زين الدين زيدان تالقه الكروي بعد قيامه بحركة غير رياضية ضد لاعب المنتخب السعودي وواجه حملة انتقادات من وسائل الاعلام".

واضاف "لاتنسوا الدور الهام لمختلف الاجناس الافريقية ومن جنوب امريكا في البطولات الاوروبية من لاعبين هم اساس شهرة فرقهم".

ولبونيفاس الذي يدرس بالجامعة الفرنسية اكثر من 40 كتابا تتعلق بالعلاقات السياسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/ايار/2006 -10/ربيع الثاني/1427