اللغة الاسبانية هل تحول امريكا الى الولايات المتحدة الاسبانية؟

يستخدمها الساسة لكسب اصوات الناخبين ويلجأ اليها مجتمع الاعمال لزيادة الارباح بينما يراها عدد كبير من الامريكيين تهديدا للثقافة الامريكية.. انها اللغة الاسبانية في الولايات المتحدة.

وتشير الاحصاءات الى ان عدد متحدثي اللغة الاسبانية في الولايات المتحدة أكبر منه في فنزويلا ككل على سبيل المثال.

ويندهش من يزورون الولايات المتحدة لاول مرة من مدى انتشار اللغة الاسبانية لتصبح اللغة الثانية غير الرسمية في البلاد.

والاسبانية هي اللغة السائدة في ميامي وتسمعها في كل مكان في لوس انجليس وتنتشر على الحدود مع المكسيك.

 وتظهر قوائم باللغة الاسبانية في جميع اجهزة الصرف الالي في انحاء الولايات المتحدة وقليل من الخطوط الهاتفية المجانية الخاصة بالسلع والخدمات التي لا تنطق باللغة الاسبانية.

ومن المرجح ان يتنامى نفوذ اللغة الاسبانية في الولايات المتحدة نتيجة عوامل سياسية ومالية وسكانية.

وتروي الاحصاءات القصة ففي عام 1980 افاد تعداد للسكان بوجود عشرة ملايين من مواطني امريكا اللاتينية في الولايات المتخدة ووصل الرقم الى 40 مليون حاليا سواء من يقيمون بشكل قانوني او غير قانوني ويقدر دخلهم القابل للصرف بنحو 700 مليار دولار ومن المتوقع أن يصل الى تريليون دولار في غضون اعوام قليلة.

وتشير تقديرات الى أن عدد هؤلاء سيصل الى 105 ملايين بحلول عام 2050 اي ربع اجمالي تعداد سكان الولايات المتحدة.

ووفقا للتعداد السكاني يقول اغلبيتهم انهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة ولكن خبراء التسويق يرون ان اللغة الاسبانية هي السبيل للانفتاح الكامل للسوق الغنية لذوي الاصول اللاتينية. وتنفق الشركات الامريكية حوالي ثلاثة مليارات دولار على الاعلان باللغة الاسبانية.

وعلى الساحة السياسية يمثل ذوو الاصول اللاتينية عشرة بالمئة من الناخبين ويحاول عدد كبير من الساسة كسب اصواتهم بالتحدث اليهم باللغة الاسبانية او على الاقل محاولة التحدث بلغتهم. وحتى الرئيس جورج بوش تحدث باللغة الاسبانية والانجليزية في خطابه الاذاعي الاسبوعي كل يوم سبت في فترة ولايته الاولى ولكن لم تكن عادة مستديمة.

ويخشى محافظون ان تصبح الولايات المتحدة بلدا تهيمن عليه لغتان وثقافتان. وبصفة عامة يتحدث الامريكيون اكثر من 300 لغة ولكن عادة ما كانت اللغة الانجليزية هي الرباط اللغوي الذي يجمع سويا الجاليات المتباينة.

وقال روب تونكل من جماعة الضغط يو.اس. انجليش التي تنظم حملة منذ عام 1981 لاصدار تشريع يجعل الانجليزية اللغة الرسمية للبلاد "توحدت الولايات المتحدة بفضل لغة واحدة هي الانجليزية التي كانت مفيدة لعملية الانصهار."

والى حد كبير اصبحت اللغة الاسبانية جزءا من الجدل حول الهجرة في الولايات المتحدة وسلطت عليها الاضواء خلال سلسلة من المظاهرات بدأت في العاشر من مارس اذار ليتحول المهاجرون من امريكا اللاتينية من اغلبية مرئية "تختبيء في ظلال مدننا" كما قال الرئيس بوش الى قوة مسموعة ومرئية الى حد كبير.

ويرى عدد كبير ممن يقلقهم انتشار الاسبانية انه على مدار معظم تاريخ الولايات المتحدة كان القادمون الجدد يتعلمون اللغة الانجليزية ليندمجوا في المجتمع الامريكي غير انه اضحى متوقعا الان ان يتعلم الامريكيون الذين يتحدثون الانجليزية اللغة الاسبانية ايضا.

وعرض صمويل هنتنجتون الاستاذ بجامعة هارفارد القضية في كتابه المثير للجدل (من نحن..) الذي صدر عام 2004 والذي عرض الاسس الفكرية لكثير من الحجج التي تطرح في الجدل الحالي.

وقال انه في حال استمرار انتشار الاسبانية فان من يتحدثون لغتين سيتمتعون بميزة اكبر ممن يتحدثون الانجليزية فقط عند الترشيح لمنصب الرئيس والتعيين في المناصب العامة.

واشار الى مسح اجري في عام 2003 اظهر ان متوسط الدخل السنوي للاسرة التي تتحدث اللغة الاسبانية فقط في ميامي بلغ 18 الف دولار بينما بلغ متوسط الدخل السنوي للاسرة التي تتحدث الانجليزية 32 الف دولار مقابل 50376 دولارا للاسرة التي تتحدث لغتين.

واضاف "لاول مرة في التاريخ الامريكي سيعجز عدد أكبر من الامريكيين عن شغل وظيفة او تلقي أجر كانوا جديرين به لانهم يتحدثون لابناء وطنهم بالانجليزية فقط."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/ايار/2006 -10/ربيع الثاني/1427