ندوة حول مخاطر المحاصصة الطائفية على الوحدة الوطنية وبناء الديمقراطية

قال الدكتور ماجد محمد خورشيد مدير معهد الديمقراطية والتنمية في العراق ان طرح مشروع الوحدة الوطنية وبناء الديمقراطية يواجه من قبل اطراف معادية داخلية وخارجية تحاول بث روح الفرقة والتناحر بين ابناء العراق عبر محاولاتها نقل الولاء الى الطائفية بدلاً من الولاء للوطن ومحاولة تحقيق تطابق بين التيار السياسي الطائفي والوجود الاجتماعي والروحي للطائفة.

 جاء هذا خلال الندوة التي نظمها المعهد على قاعة نادي الصيد تحت شعار” مخاطر المحاصصة الطائفية على مشروع الوحدة الوطنية وبناء الديمقراطية في العراق “ قدمت فيها اربعة بحوث شارك فيها كل من الدكتورة” هدى النعيمي “ استاذة العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية والشيخ الدكتور عبد الوهاب الاعظمي استاذ الفقه الاسلامي في جامعة بغداد والدكتور نبيل محمد سليم والشيخ خير الله البصري باحث ونائب في البرلمان المنتخب وحضرها جمع غفير ضم في صفوفه عدداً من المهتمين بالشأن السياسي العراقي وباحثين اختصاصيين، موضحاً بأن المشروع هو عملية بناء سياسي تتم في ظروف طبيعية ترتبط بتعمق الاستقطاب والعنف الطائفيين وبالاستهداف الاقتصادي والاجتماعي والانساني والعمراني نتيجة التخريب الذي تتعرض له هذه القطاعات من قبل الارهاب القادم من خارج الحدود وارهاب الداخل وارهاب الاجهزة الامنية للدولة نفسها، فيما الشعب هو الخاسر الاول وكان وما يزال يدفع الثمن الباهظ مشيراً الى خسائر القطاع النفطي التي بلغت” 9 “ مليارات دولار وعدد الذين يقتلون يومياً وصل الى” 100 “ قتيل وان عدد الذين يهاجرون عبر الحدود الاردنية وصل الى” 5000 “ مهاجر و” 3000 “ اخرين عبر الحدود السورية سنوياً جلهم من التخصصات العلمية والثقافية.

بعد ذلك قرأت الدكتورة هدى النعيمي بحثاً استهلته بمقطع من قصيدة” انشودة المطر “ للشاعر العراقي الكبير” بدر شاكر السياب “ مؤكدة على ان في العراق الان طائفية وتصدعاً متسائلة : كيف يجب ان نتجاوزها في ظرف بالغ التعقيد مشيرة الى ان الطائفية جاء بها الاحتلال من خلال مجلس الحكم الذي اسس على معايير طائفية وعرقية وجهورية، واضافت النعيمي: الاصل في العملية الانتخابية التي جرت منتصف كانون الثاني الماضي كان استقطاباً طائفياً لان بعض الاطراف السياسية الديمقراطية لم تحقق حضوراً برلمانياً بسبب تدخل بعض الفصائل المسلحة وترك الحدود سائبة لا ضابط لها ولا رابط مما سهل للعناصر الارهابية مهمة دخولها الى البلاد وهناك بعض دول الجوار تمهد لعمليات التسلل المستمرة موضحة بأن الديمقراطية في العراق الان ديمقراطية كلامية ليس الا، وان بعض الوزارات عبارة عن اقطاعيات للحزب الفلاني وللوزير اذ يقرب ويبعد كيف يشاء وقالت النعيمي ان اخشى ما نخشاه ان تكون التوافقات والمقاربات الطائفية عرفاً سياسياً وهو المقتل الذي سيصيب مشروع البناء الديمقراطي في العراق وطالبت بتأسيس مفوضية للوحدة الوطنية والعودة الى المعايير الوطنية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والعنصرية والعرقية والاثنية.

اعقبها الدكتور نبيل محمد سليم الذي اشار الى مفهومين يحتملان الخلط هما”المشاركة السياسية والمحاصصة الطائفية والقصد من مفهوم المشاركة ان يكون هناك رأي لكل مواطن حتى وان كان مغايراً لاراء البعض.

وهذا من حيث الواقع غير متحقق لذا فمن المهم ان تكون جميع الحقوق مكرسة في الدستور ومنها حق المشاركة السياسية وان تكون لها ضمانات وان نعتاد على لغة الحوار. مشدداً على انه لا يمكن ان نتصور ديمقراطية نسمع بها وان لا نشرك الجميع فيها لان كل مواطن له الحق في اختيار عناصر السلطة التي تمثله.

 وعن مفهوم المحاصصة قال” د. سليم “ يمكن ان تكون محاصصة عرقية او حزبية او جمهورية او حتى محاصصة تفرق بين الرجل والمرأة.

بعد ذلك قرأ الشيخ خير الله البصري بحثاً بعنوان الاخطار المستقبلية للطائفية اشار فيه ان الانتماء الى الطائفة ليس عيباً او مثلمة ولكن تكريسها هو العيب نفسه تلاه الدكتور” عبد الوهاب الاعظمي “ استاذ الفقه الاسلامي- جامعة بغداد الذي قرأ بحثاً تناول فيه الطائفية واخطارها وانها لا تمت الى الاسلام بصلة.

بعد ذلك فتح باب النقاش وطرح الاسئلة من قبل الحاضرين. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/ايار/2006 -10/ربيع الثاني/1427