صحفيو كردستان قلقون من تزايد إنتهاكات حرية الصحافة وغياب حرية التعبير في الإقليم

عبر صحفيون أكراد يوم الخميس عن قلقهم مما يواجهه الصحفيون من عقبات أثناء تأديتهم عملهم ،ومن المستوى الذي وصلت إليه إنتهاكات حرية الرأي والصحافة في إقليم كردستان من قبل مسؤولين حكوميين وحزبيين ،في الوقت الذي إحتفل فيه العالم كله بـ ( اليوم العالمي لحرية الصحافة) الذي وافق يوم الأربعاء الماضي.

يقول رئيس تحرير صحيفة ( ريبازي آزادي) الإسبوعية الكردية السيد أنور حسين ، لـ(أصوات العراق) " الصحفيون يواجهون إنتهاكات وتهديدات مستمرة من قبل السلطات."

ويضيف " تم إستدعائي ( الثلاثاء) الماضي إلى سلطات الأمن ، بسبب نشر تحقيق ذكر فيه كلام حول قوات الأمن."

واعتبر حسين أنه "في ظل غياب حرية التعبير.. تغيب جميع الحريات."

وأصدر قاضي التحقيق في محكمة السليمانية ،يوم الثلاثاء ،حكماً بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ على رئيسي التحرير الحالي والسابق لإسبوعية

(هاولاتي) ، بتهمة التشهير بالسيد عمر فتاح رئيس حكومة إقليم كوردستان- إدارة السليمانية.

وفي هذا الصدد ،قال السيد آسوس هردي ،رئيس التحرير السابق لـ (هاولاتي) والحالي لإسبوعية ( آوينة) " لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة في ظل غياب إستقلالية القضاء وحرية الوصول إلى مصادر المعلومات ،وقانون يضمن حرية الرأي." ووصف هردي القوانين التي يحاكم بموجبها الصحفيون بـ " المهزلة.. لأنها قوانين وضعها نظام صدام حسين."

واعتبر السيد توانا عثمان ،رئيس تحرير إسبوعية (هاولاتي) الحالي ،أن قرار محكمة الجنح في السليمانية "مجحف تجاه صحفيين أرادوا إيصال الحقيقة إلى المواطنين."

وزاد "حتى نقابة الصحفيين إختارت الصمت تجاه قضية تمس زملاء المهنة."

وكان الصحفى حويز حويزي ،مراسل إسبوعية (هاولاتي) في السليمانية ،قد اعتقل يوم (الأحد) الماضي.. للمرة الثانية خلال شهر ونصف الشهر ،وتم تسجيل دعوى قضائية ضده بتهمة التشهير.. بسبب مقال نشره في الجريدة المذكورة انتقد فيها سلوك معتقليه من قوات الأمن في أواسط شهر آذار مارس الماضي.

وأفرج عن حويزي أمس ( الأربعاء) بكفالة مالية.

وأصدرت منظمة حماية الصحفيين ( CPJ ) ،التي تتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها ،بيانا خاصا ( الثلاثاء) الماضي حول تعرض صحفيي إسبوعية (هاولاتي) للمحاكمة والسجن .

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة آن كوبر " إذا كان المسؤولون السياسيون في كردستان جيدون (في نظرتهم ) حول حرية الصحافة كما يدعون ،فعليهم التخلي عن توجية التهم الإجرامية تجاه الصحفيين."

ومنذ بداية العام الجاري ،واجهت صحيفة ( ريوان) الإسبوعية النسوية ثلاث قضايا تشهير ،

وقالت الصحفية في الجريدة نياز عمر " العالم يحتفل بيوم حرية الصحافة .. بينما زملائي وزميلاتي يواجهون المحاكم."

وإعتبرت عمر أن "حرية الصحافة في إقليم كردستان حرية شكلية."

وقدمت نقابة صحفيي كردستان ،خلال الأشهر الأخيرة ،مشروع قانون لتنظيم العمل الصحفي في الإقليم ،لكن المشروع واجه إنتقادات واسعة من قبل الكتاب والمثقفين والصحفيين .

وقال سكرتير نقابة صحفيي كردستان السيد زيرك كمال " لقد فتحنا باب النقاش لإغناء فقرات المشروع" ،معتبرا إعتراضات زملائه من الصحفيين والكتاب على المشروع " إختلافات في الرأي."

أما في أربيل عاصمة إقليم كردستان ،فقد بادر العشرات من الصحفيين إلى جمع توقيعات لتأسيس إتحاد مستقل للصحفيين .

وقال أحد الناشطين في جمع التوقيعات السيد نبز كوران " إن النقابة الحالية تابعة للأحزاب وليست مستقلة."

وأوضح لـ ( أصوات العراق) أن " النقابة لاتدافع عن الصحفيين المستقلين ،ومن حقنا نحن تأسيس إتحاد يدافع عنا في الزنزانات وأمام المحاكم."

وحول التصعيدات في الآونة الاخيرة ضد الصحفيين وحرية التعبير ، يرى السيد توانا عثمان أن " السلطة التنفيذية لا تستطيع مواكبة وتيرة وسرعة التغيير الحاصلة في الصحافة..

والكتابات الإنتقادية الموضوعية الجريئة للصحفيين و الكتاب."

وعن إعتقاده بشأن المرحلة القادمة ، يرى رئيس تحرير (هاولاتي) أنه "ستزداد وتيرة الإنتقادات الصحفية للأداء الحكومي ،وبالمقابل سنرى تخبطا أكثر تجاه ما يكتب."

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  6/ايار/2006 -7/ربيع الثاني/1427